في ضوء بعض ما ينشره جانب من كتّاب مواقع التواصل الاجتماعي من تفاعلات ناريية تنحدر أحيانا عند بعضهم الأقل إلى مستوى الشتيمة وأدنى! في ضوء ذلك أجدني أكتب بضع كلمات عسى تنفع التذكير بواجباتنا في أنسنة خطابنا بخاصة عندما يتعلق بمشاطرة الآخرين مشاعر الحزن يوم يواجهون الفقد في رحيل إنسان.. ألا تستحق النفس الإنسانية أن تسمو بممارساتها
لا تسمحوا لاختلاف الرؤى أن تفسد مشاطرة الآخرين مشاعرهم
بعضٌ منّا، يربطُ بين مشاطرة الآخرين أحزانهم وبين المواقف السياسية. لماذا لا نستعين بقيم أنسنة وجودنا، لنتسامى بعلاقاتنا القائمة على احترام الآخر وجوداً إنسانياً، وإن اختلفنا معه فكرياً سياسياً..
أرجوكم، لا تخلطوا الأوراق؛ ولنكن بمستوى ما زرعته البشرية من فضائل القيم في العلاقات.. ولعلَّ من أبلغها احترام قدسية مشاعر الفقد، بمجابهة تراجيديا وجودية، يجسدها الرحيل الأبدي..
تحايا لسمو من يمارس العلاقة الإنسانية بلا خلط و\أو تشويش وتشويه..
وعني، فإنِّي أشاطر الآخرين مشاعرهم ومنها مشاعر أحزانهم حتى لو ظنوا للحظة أننا متعارضين في الرؤى والأفكار.. وأنحني لتراجيديا الوداع التراجيدي للراحلين ممن تتنوع أو تختلف رؤاهم في مسيرة التقدم بالإنسان يوم كانوا أحياء… ولنتذكر كيف يمكننا التعريف بالقيم السامية بأحلك المواقف والظروف تعقيداً، ولنمارس صواب الطقوس ونتشاطر مشاعر الاحترام والأنسنة..
إنسانياً لنمارس واجب التشاطر والتشارك في المشاعر والممارسات الطقسية المناسبة كما بحالات تبادل العزاء حزناً وهذا أكثرها إيلاماً وقسوة، أن يُخذل امرئ بلحظة أسى تجابهه.. إنني أتطلع إلى سليم الحكمة وواسع الصدر ورحبه وعميق التدبر في مختلف ظروفنا وما تفترضه فينا من مهام
وهذا لا يجعلني أطالب بإلغاء موقف فكري أو سياسي أو اجتماعي، إنه لا يمنع بموضع منفصل مستقل آخر أن تتحدث عن رؤاك ومواقفك ومواضع الاختلاف وتبيين البدائل.. لكن بالتأكيد من دون خلط هذا بذاك ومن دون أن تفرض حالات الاختلاف تشوشاً يحرمنا ممارسة الطقوس الإنسانية الأسمى. ويمنحنا فرص كسب علاقات الإيجاب والأنسنة بدل إدامة عداءات بما نساهم به من ارتكابات بلحظة نسهو بها عن واجب بعينه أو لنصمت بدل التشفي وخطابات وممارسات لا سواء في ظهورها بلحظة بعينها
دمتنّ أيتها الرائعات، دمتم أيها الرائعون.. وبعدت عنكنَّ وعنكم الأحزان وأسبابها..