كلمة تعزية ومواساة برحيل فقيد الحركة الديموقراطية العراقية الدكتور مهدي الحافظ
يرحل اليوم عنا رجلٌ، حمل بين جوانحه المهام الوطنية والديموقراطية بعمقها الإنساني ردحا طويلا.. ومنذ بواكير سنيّ حياته نشط وسط الطلبة والشبيبة وفي حركة اليسار الديموقراطي وتقدم بالمسؤوليات فيها لنشاطه وحيويته ولما حمل من رؤى ثاقبة ليتصدى بمسؤولياته بقيادة الشبيبة ومن ثم في جهود وطنية مستقلة بخاصة وهو الأكاديمي المميز اللامع الذي قدم معالجات مهمة. ومنذ 2003 عاد ليمارس دوره الكبير وسط أبناء شعبه وانتخب للبرلمان العراقي ومؤخرا كان صوته مع لجنة المبادرة لتوحيد الحركة الديموقراطية العراقية وقاد مؤسسات علمية ثقافية تنويرية فساهم بحركة الثقافة العراقية ومحاولة تأسيس مشروع وطني يؤطر اشتغالات الخطاب الثقافي التنويري الوطني والإنساني، وكان من أبرز ما قاده وأسس له، معهد التقدم الذي يواصل الخطى بمسيرة بهية في رسم خطى التنمية الاقتصادية، كما كان الوزير الذي أجاد وابدع وهو يرسم ويخطط ويقدم الرؤى الأنجع لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وسط تداعيات الأحداث في العراق..
وعلى الرغم من كل ظروفه الصحية ظل صامدا من أجل الوطن والناس بمثابرة عتيدة.. ولكن المرض عاوده ليجبرنا على فقده بمرحلة حساسة تظل بحاجة لمثل هذه العقول العلمية والقامات الشامخة…
إنني إذ أنعى صديقا كبيراً، أتقدم بخالص العزاء والمواساة إلى عائلته وصحبه واصدقائه ومريديه.. واقول أن العزاء فيه يظل بإرث منجزه وما قدمه من خلاصة فكرية اقتصادية ورسم من معالجات نريد لها الانتصار لعراق ديموقراطي علماني ينتصر للشعب ومطالبه ولحقوق الإنسان وحرياته…
لفقيدنا الراحل الدكتور مهدي الحافظ الذكر الطيب وخلود منجزه، والبقاء في حيواتكم ولأهله وأصدقائه الصبر والسلوان
د. تيسير عبدالجبار الآلوسي
رئيس جامعة ابن رشد في هولندا
رئيس المرصد السومري لحقوق الإنسان \ هولندا