يطالعنا الأخوان المسلمون، بوصفهم نموذجا للطائفية في إطار حركات الإسلام السياسي، هذه الأيام بألاعيب ما أنزل الله بها من سلطان وكدأب كل الطائفيين في العراق بأجنحتهم ومكوناتها أطلقوا تشكيلات حزبية وتيارات تدعي تحولها إلى بناء دولة مدنية صارخة (عفا الله عما سلف) من جرائم ارتكبوها بينما يوغلون بدماء العراقيين وها هي الموصل والغربية ذريعة بل أضحية يطبخونها على نار هادئة ليصلوا بها قريبا للغليان ويفجروها بأهلها بحرب يتخندق الناس فيها خلف ألاعيب الأخوان وحلفائهم الطائفيين.. فهلا تنبهنا إلى المجريات!؟ هذه ومضة تحذير بأمل حلقات أخرى من المعالجة التي تفضح عتاة الجريمة في بلادنا ومخططاتهم الوحشية الجهنمية
مخاطر إهمال غليان خلف أستار الطائفية وصراعات قواها!
من يعيش في الأرض التي انعتقت للتو من شراذم الإرهاب الداعشي، يعرف ما يجري من غليان اصطراعات الطائفيين بين جناحيهما الرئيسين وداخل كل جناح. والمراقب الحيادي يدرك الأمر عن كثب. المجريات ليست حصراً في نينوى؛ بل هي بامتداد أرض الوطن وحيثما يحيا العراقيون بمدن ملتهبة أو تلك التي تغطي حرائقها أدخنة لا تستر حقيقتها.
فلننظر إلى مجريات الموصل مخيمات منهوبة ونازحون بلا مأوى وبلا فرص عودة تعالج ظروفهم القاسية بين عراء النزوح وخراب البيوت ومخاطر السير بين الأنقاض الملغومة بمختلف المتفجرات التي زرعها الإرهابيون والتي يرتكبها الطائفيون بجناحيهما وبتشرذمات كل جناح…
طائفيو ادعاء تمثيل أهل الموصل والغربية أبرزهم فصيل الأخوان المسلمون بكل قشمريات ادعاءاتهم والجوهر أنهم لم يفعلوا لتلك المنطقة من أرض الوطن سوى محاولة فصمها عن جغرافيا الوطن للسطو على مقدراتها ونهب ما يمكن تمكيناً لأنفسهم مادياً حيث مراكمة المال السياسي ووهم شراء أصوات أبناء المنطقة بعد تجويعهم وتخريب مدنهم بما جرى من تسليم تلك المحافظات من طرف أعلى مسؤولين في السلطة الاتحادية ومن طرف عناصر المرض الأخوانية التي تغلغلت مع قوى طائفية أخرى في مفاصل السلطة المحلية..
الكارثة أنهم يتمظهرون بالعمل السياسي فيما أذرعهم المتخفية هي مختلف تشكيلات مسلحة للاغتيال والتقتيل والتخريب وارتكاب كل الجرائم الإرهابية وجسور الود والتنسيق بل دعم تلك المجموعات الإرهابية ليست خافية على صاحب بصر وبصيرة…
ومن طبيعة البنى الهيكلية للأخوان وجود علاقات إقليمية ودولية وليس بخاف دور قطر وتركيا وغيرهما بمراحل مختلفة في تمويلهم ودعمهم لوجستيا، وليس بخاف تبادل الزيارات والحوارات وعقد المؤتمرات بالخصوص.. وأبعد من ذلك التقى قادة أخوانيون مع الجناح الطائفي المقابل الذي يصطرعون معه في الظاهر فيما يمثلون وإياه وحدة في آليات اشتغال الطائفية القائمة على خندقة طرفي الشعب بروح التمترس العدائي المفتعل! وأوغلوا فسافروا في موسم الحج إلى طهران ليرتبوا الاتفاقات الانتهازية التي ذبحت الوطن والناس من الوريد إلى الوريد!
أذكر للمثال مؤتمرات جرت مؤخرا وحاولت رفع شعار المواطنة ودولتها بينما هم يمثلون واحدا من جناحي الطائفية التي سرقت الوطن طوال 14 سنة عجافا.. فعن أي دولة مواطنة يتحدثون؟ وأي جوهر سيحفيه ارتداء قناع دولة المواطنة المزعوم تضليلا ومخادعة؟
إنّ الوطني العراقي بحق، لا يمكنه أن يجد مصالح بلاده وشعبه لا في أنقرة ولا في طهران.. كما لا يجدها في التحالفات الإقليمية المتمترسة طائفياً. وإنما الوطني هو المستند لوحدة الشعب ومنع التخندقات التقسيمية التي تسجدها تنظيمات الطائفية وهي أول ما يفضح الطائفي.. وأمن البلاد ليس تمترساً مرضياً، بل ما يقوم على استراتيجيات الأمن القومي الإقليمي الذي يتجنب التمترس اليوم مع هذا الطرف أو ذاك ومع صراعاته وأزماته بل التمترس مع منطق التعايش السلمي وتطمين مصالح الشعوب القائمة على أعمق احترام لتطلعاتها في السلم الأهلي وفي البناء وإطلاق مسيرة التقدم والتنمية..
بينما الجاري، فعلياً، يدفع بنا إلى أنفاق مظلمة من صراعات لا ناقة للشعب العراقي ولا جمل.. إنها لعبة شرذمة ومشاغلة للشعوب بويلات حروب عبثية فيما يستكملون النهب على أشده في أخطر جريمة شهدها العصر. فالعراقيون باتوا اليوم خالي الوفاض بميزانيات قد تكون عبرت الأرقام الفلكية التريليونية من ثروات كان يمكن أن يعيشوا بها في جنة بدل وعود وأوهام بمفاتيح جنان السماء مما لا يمتلكها لا سفلة الطائفية ولا حتى بعض من يزعم الاعتدال وهو في جوهر من يمهد الأرض لأوباش الطائفية ممن يتنصل ظاهريا من جرائمهم!
الغليان يبرز بين لحظة وأخرى بصورة اصطدام ميليشياوي هنا وآخر هناك.. بصورة انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم انتقام وثأر وما يُختلق بين (بعض أبناء العشائر) ويبرز بانفلات أمني لا يُستهدف فيه سوى الأبرياء وأبناء الشعب ومنهم نخبة العقل العلمي من الأساتذة والعلماء والأطباء والمهندسون ومنتجي الثقافة من فنانين وأدباء وانظروا بهذا إلى مشهد الشهرين المنصرمين، مما يريد بعض مسؤولي الطائفية الطمطمة عليه وكأنه خروقات منفردة أو حالات فردية عابرة!
أما الأخوان فما زالوا يتاجرون بآلاف المعتقلين والمغيبين.. ومازالوا يتاجرون بوساطة لعبة تبادل الاتهامات بقصد تمييع القضايا والتعتيم على الجرائم والانتهاكات.. وإلا فليقولوا لنا ماذا فعلوا بالخصوص غير معزوفات الاتهامات وجعجعة بلا طحن!
ليجيبونا عن ملايين الدولارات وهي أصغر أحجام أموال من بين هول ما ينهب والحديث هنا عن نهب أموال مخيمات بالكامل مثل (مخيم في منطقة ديبكة) في قضاء مخمور بل المساعدات التي وُجِّهت للنازحين أين ذهبت! وقبلها ومعها كثيرة تلك التي يجب التحقيق فيها..
أتساءل أين لجان التحقيق النزيهة بشأن من أوصل أدوية سامراء في ظل سلطة المجرمين الدواعش لأرض خارج سلطة الدولة؟ ومن كان يمرر أموالا إليهم!؟ وأية أموال تلك؟ ومن اين جاؤوا بها؟؟ إننا نريد إجابة رسمية من طرفي أو جناحي الطائفية…
إن أبناء المنطقة ليسوا معنيين بجناح الطائفية المدعي سنيته ولكنهم بدل ذلك يدينون جرائمه ويعلنون قطع أية صلة بجناحي الطائفية تحديدا رفض نظامهما (الطائفي الكليبتوقراطي) المفسد رفضاً نهائيا وقطعياً، لأن القضية قضية نظام سياسي عبث بالشعب مقابل بديل الشعب الذي يكمن في التحام أبناء الوطن ووحدتهم خلف القوى الوطنية الديموقراطية الوحيدة القادرة على بناء الدولة العلمانية الديموقراطية التي يمكنها أن تنهي سنوات التستر بالدين وبقدسية مدّعاة مزيفة لرجال نهب وفساد شامل، ليس لهم من علاقة بالدين إلا بجلباب يتمظهرون به للمخادعة والتضليل والدين ليس جلبابا ولا عباءة ولا عمامة وإنما جوهر يحمله الناس وإيمانهم الصادق في وقت يبنون دولتهم الديموقراطية التي تحفظ لهم خيراتهم التي ينتجونها ويعيدون تدويرها استثمارا في مسيرة التنمية والتقدم.
وبهذي الومضة أضع أوليات لدراسة ظاهرة الأخوان بطابعهم الطائفي من جهة وبما ينتجه من إرهاب من جهة أخرى؛ وكيف ننتهي من تلك الظاهرة (الأخوانية) التي استغلت دوما الأوضاع لاختراقها وتمكين عناصرها للعبث السياسي بالاستناد إلى تشكيلات إرهابية من جهة وإلى دعم لوجستي خارجي والتسابق مع الأجنحة الطائفية لنهب وسلب أبناء الوطن وتحديداً أبناء الغربية اليوم..
هذه الومضة مجرد جرس إنذار من مخاطر جريمة يجري التحضير لها وتفجيرها عبر مراكمة جرائم قد تبدو منفردة منفصلة ولكنها متصلة موحدة بمنهج طائفي يشترك به طرفا الطائفية والتداعيات في الآتي من الخطورة بمكان إذا ما أهملنا النظر للوقائع الإجرامية، اقصد التسخين إلى درجة إحداث الغليان الي يرومونه لمآرب في سياساتهم..
إن القضية أبلغ وأعمق من عدم الانتباه على المجريات وتلكم الحوادث التي يطمطمها الطائفيون بينهما ليست عابرة إنما هي مفردة وحلقة في مسلسل يتتابع كما في تهريب الدواعش وتحويلهم إلى بؤر للجريمة الآتية أو خلايا نائمة بانتظار ساعة الصفر الطائفية وعلى اصطدامات الميليشيات وما تخفيه من استهدافات لا يرعوون عن الإفصاح عنها بمختلف المناسبات!
تنبهوا على مسلسل تهريب الإرهابيين إلى ديالى وصلاح الدين وربما إلى بغداد وغيرها من المحافظات… تنبهوا على الجرائم التي تطال نخبة العقل العلمي والطبقة المتوسطة.. تنبهوا للترحيلات القسرية والتهجير بخلفية طائفية بهذه المدينة أو تلك.. تنبهوا لـ لفلفة قضية المعتقلين والمغيبين.. ولجرائم يسمونها (أعمالاً ثأرية) وكأن السلطة والقانون لا يعنيهما الأمر وكأنها ليست بجرائم بل هم لا يدرجونها في الجرائم ويتركونها لـ((العشائر)) كي يوقعوا بينها ويحضِّروا لإشعال الحرائق وابتلاء الوطن والناس بحروب جديدة…
انتبهوا ولا تقفوا عند لعبة تبادل الشتائم فمع أن قوى الطائفية الموجودة بسدة حكومة بغداد معروفة إلا أن شريكها الأخواني ليس أقل خطرا فيما يُبيّت للشعب في الآتي من الأيام، استغلالا لظروف الغربية والموصل منها…
لنقرع نواقيس الحيطة والحذر ولنتخذ قرارنا حاسماً بإنهاء كل علاقة مع أجنحة الطائفية وهناك في الأراضي التي عادت لحضن الوطن لننهي وجود الأخوان وكل الطائفيين بأي ستار حاولوا التخفي والتبرقع به فقد بلغ السيل الزبى وما يحضّرون له أبلغ خطراً وأنكى نتائجاً…
تنبهوا وإلا فلات ساعة مندم!