نداء حقوقي لوقف الاعتداءات التي ترتكبها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق أبناء الشعب الفلسطيني الذي يكافحون سلميا ويجابهون رصاص الشرشطة الحي في دفاعهم عن هوية مدينتهم وأماكنها المقدسة القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين والمسجد الأقصى حيث التحم المسلمون مع المسيحيين في التصدي لمحاولات انتهاكه وتكريس سلطة الاحتلال فيه.. نؤيد مطالب شعب فلسطين في أرضه ومدنه التاريخية ونطالب بموقف دولي وإقليمي يتصدى للجريمة بوجه عاجل.. المرصد السومري لحقوق الإنسان
إدانة الأعمال المنافية للقوانين الدولية في القدس الشرقية المحتلة والمطالبة بالتدخل الأممي العاجل لوقف الجريمة ومنع تهديدها السلم والأمن الدوليين
تتوالى منذ الاحتلال الإسرائيلي في يونيو حزيران 1967 أعمال فرض الأمر الواقع والتغييرات الديموغرافية التي دانتها المنظمة الأممية والمجتمع الدولي ورفضت الاعتراف بها وأصدرت القرارات تلو الأخرى لوقفها.. كما وقفت قوى التحرر مع مطالب الشعب الفلسطيني التي جسدتها نضالاته ومنها انتفاضاته الميمونة.. إلا أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي دابت على افتعال مواجهات عنفية مقيتة بممارسات ارتكبتها دوماً مستندة إلى قواتها المدججة بالأسلحة والرصاص الحي..
وفي الأيام الأخيرة أطلقت القوات الإسرائيلية لنفسها العنان لمعارك ميدان استخدمت فيها العنف المفرط والرصاص الحي حيث قتلت وأصابت العشرات من المواطنين الأبرياء محاولة إضفاء مشاهد العنف لتبرير ولتمرير خططها في التغييرات البنيوية الخطيرة في هوية المدن الفلسطينية وتحديداً في تغيير طابع مدينة القدس وهويتها بتهويدها وطرد سكانها بالتدريج..
لقد قامت سلطات الاحتلال بإغلاق بوابات المسجد الأقصى بكل ما يحمله ذلك الرمز من معانٍ كبيرة وعميقة لدى مسلمي القدس والعالم وحاولت الالتفاف هذه المرة والتعتيم على ما فعلت من خلال الادعاء بأنها فتحت الأبواب ولكن بوضع يدها على مجمل تفاصيل إدارة هذه البقعة التي تمثل قلب القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين المحتلة مثلما تمثل قدسية لا مجال للمساس بها فهي محمية ليس بالقوانين والقرارات الوطنية والدولية حسب بل وبأفئدة الناس وأرواحهم، الأمر الذي يدفع لمزيد اختلاق التوتر والاحتقان والمصادمات دفاعاً عن حقوق مستلبة بمقابل محاولات إجرامية لمحو الهوية وتمرير فكرة وضع اليد والسلطة لصالح دولة الاحتلال بحسب توصيف القانون الدولي…
إنّ ما يجري هو إرهاب الدولة بامتياز، ترتكبه السلطات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني ونحن نلفت النظر إلى واجبات مجلس الأمن والمنظمة الدولية وكذلك الجامعة العربية في حماية الشعب تحت الاحتلال على وفق القوانين الدولية المرعية، ومنها اتفاقات جنيف.
نطالب باتخاذ الإجراءات السريعة الكفيلة بوقف فوري عاجل لما ترتكبه سلطات الاحتلال وكل ما يعد من جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية مما يستمر ارتكابه بحق الأبرياء العزَّل… ونجدد النداء لاعتماد حل الدولتين الآن وليس بأي مماطلة بعد عقود منها ما عادت مبررة اليوم.. وأن تتم الأمور والإجراءات بإشراف أممي يلبي مطلب إقامة دولة فلسطينية حرة مستقلة تحمي مواطنيها وتُبعد عنهم كل ما يُرتكب اليوم حتى في إطار أراضي السلطة الفلسطينية فضلا عن جرائم الاستيطان وتمزيق أرض دولة فلسطين وجدار الفصل العنصري وارتكاب مختلف أشكال العدوان الذي دانته دول العالم ومنظماته المعنية مراراً من دون التحرك الفعلي لوقفه..
إن المجريات الخطيرة تدعو إلى التفاعل مع السلطة الفلسطينية ومطالب الشعب الفلسطيني في حماية دولية توقف الجرائم التي يتم ارتكابها بقصد التغطية على جرائم أخرى أخطر وأعمق في امتهان إرادة المجتمع الدولي الذي بات بعضه يقف متفرجاً على مشاهد لا تطعن الفلسطينيين وحدهم بل تهدد قيم السلام والأمن الدوليين مشعلة فتيل أزمات عانت المنطقة والعالم من حروبها السابقة لكنها هذه المرة ستكون من الخطورة بمكان على المجاتمع الدولي إذا ما استمرت سلبية بعض أطرافه..
الحرية والاستقلال للشعب الفلسطيني والخلاص لدولته من الاحتلال والأمن والسلام للأبرياء العزل الذين يواجهون بصدور عارية رصاص سلطات الاحتلال التي تتوهم أنها به تمرر ألاعيب التغييرات الديموغرافية و\أو التلاعب بهوية أبرز معالم القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين وتلك التي تحتل مكانتها في وجدان مسلمي ومسيحيي العالم..
ونطالب دول المنطقة الالتفات إلى مخاطر تتهددها جميعا إن لم تلفت غلى واجباتها التي تحتمها مبادئ الأمن القومي الإقليمي عبر كل المجريات الخطيرة الجارية، التي تُلهِبُ مشاعر أبناء المنطقة وشعوبها جميعاً وكافة.
إن منطق ندائنا الإنساني هذا يقف على أرض حقوقية تؤكدها لوائح حقوق الإنسان واتفاقاته الأممية والقانون الإنساني الدولي وكذلك القوانين الدولية والوطنية التي تحمي المواطنين الأبرياء وحركاتهم السلمية دفاعا عن حقوقهم ووجودهم الإنساني بكل حاجاته الروحية والمادية.. ومن هذا المنطلق الحقوقي نتطلع لحركة تضامنية شاملة مع أهلنا في فلسطين المحتلة اليوم وبوجه عاجل قبل مزيد أرواح تزهقها رعونة الجريمة والمجرم وأوهامه وما يخفي من مخططات تمنح مزيد فرص مجانية تحرث أرضها لأشكال الإرهاب والتداعيات المرفوضة من شعوب المنطقة والعالم..
المرصد السومري لحقوق الإنسان
لاهاي هولندا
21 يوليو تموز 2017