انتصار الموصل بين خطى دحر الإرهاب بشكل شامل ومحاولات الطائفيين تجييره لسطوتهم
يحتفل هنا وهناك الطائفيون بنصر الموصل فيما حقيقة احتفالهم محاولة تجيير بطولات أبناء الشعب لهم وزعاماتهم التي سلَّمت الموصل وغيرها للإرهاب وبواقع الحال لا يختلف طائفي عن إرهابي في فلسفته وجوهرها الظلامي وفي تكفيره الشعب لاستباحته.. ومن هنا أكتب هذه الأسطر احتفالا بنصر الشعب في أولى خطواته ولمنع مشاركة الطائفيين ومنع تضليلهم بقصد إدامة وجودهم وشرعنته.. ومن أجل متابعة الانععتاق من قوى الظلام كافة وهي الطائفية، المفسدون والإرهابيون وكلهم بخندق واحد هم من اصاب الشعب والوطن بنكبات وخيبات وكوارث يجب أن يكون نصر الموصل أول الطريق للانتهاء من تلك التراجيديا..
الإرهابيون مجرد شراذم خارجة على القانون تتسم بطابع العنف الدموي التصفوي بأبشع تمظهراته، وأكثرها كارثية في النتائج الماساوية التي يوقعها في الأبرياء. ولا أثر للإرهابيين من دون طابعهم المرضي المعتمد على الانفلات والبلطجة والروح الانتحاري التدميري بما ينثره من فجائع الموت السرطاني بالجملة من دون تمييز بين مدني وعسكري ومن دون تمييز بين طفل وامرأة ورجل، فهم يستهدفون غيقاع أكبر الخسائر البشرية بفظائعهم الهمجية…
أما الذي جعلهم يتغوّلون في مساحة تربو على ثلث مساحة العراق، فهو من منحهم أكبر فرصة لاستباحة مدن المنطقتين الغربية والشمالية الغربية وفيها ثاني أكبر مدن العراق الموصل وأكثر كارثية أنه منحهم لا الأرض واستعباد الأبرياء بل وموارد مالية مهولة فضلا عن الأسلحة والأعتدة الأحدث التي كانت بحوزة فرق الجيش العراقي الذي ترك تلك القدرات الاستثنائية لقطعان الموت والجريمة والفوضى…
لقد كان تسليم الموصل تحديداً كارثة بكل المقاييس، وعدم محاسبة المسؤول وإيقاع أشد العقوبات على خلفية الخيانة العظمى أمر لا يقف عند إثارة القلق بل يضع الانتصار الذي جاء به أبطال الجيش العراقي والمتطوعين على كف عفريت ولا يوجد ما يمنع إذا ما تُرِك حراً من أن يوقع البلاد والعباد في كوارث ونكبات أخرى وإن بتمظهرات جديدة…
إنّ استعادة الموصل نصر مؤزَّر أكيد، وهذا النصر هو خطوة من خطوات الشعب نحو الانعتاق كلياً من ثالوث الجريمة (الإرهاب، الطائفية والفساد). ولم يأت هذا النصر إلا بما فرضته الحركة الشعبية في الهَبَّة الجماهيرية وعبر أحد مطالبها الجوهرية الرئيسة في القضاء على قوى الإرهاب كافة بدءاً بدواعش الموت وطاعونه وليس انتهاء بكل التشكيلات المافيوية العنفية المسلحة بكل أصنافها..
إنَّ هذا النصر إيذانٌ بانتصار الشعب بتضحيات أبنائه دفاعاً عن خياراتهم في بناء دولة تنتمي للعصر لا لقيم ما يُفرض عليها اليوم بسلطة الطائفية وخطابها؛ دولة تلبي مطالب العيش الحر الكريم..
وفي ضوء هذه الحقيقة حصراً وتحديداً، فإنَّ نصرنا الذي نحتفل به، شعباً أبياً، لا نسمح بتجييره لميليشيات وقوى حزبوية وزعامات طائفية من أيِّ صنف وجناح ذلك أن النصر الذي نتحدث عنه ونحتفل به، هو نصر جاء استجابة حصرية لـ((إرادة الشعب))؛ أما الطائفيون ممن يريد التمظهر احتفالاً وركوب الموجة والتظاهر بغير حقيقتهم كما عادة أسلوب التقية التضليلي، فـ هم مَن سلَّم الأرض والعرض وهم من باع ويبيع فينا ونحن الشعب وكل قواه الحية الخيرة من سيتابع خطى التغيير لكنسهم ورميهم في مزبلة التاريخ..
إن السماح لممثلي أحزاب الطائفية بالاحتفال بالنصر سيكون خطيئة خطيرة وخطوة تضليلية تمرر المجرمين الذين مازالةا طلقاء بلا محاسبة ممن أوقعنا بهذه النكبة النكراء وجعلنا ندفع الثمن باهضا من دماء أبنائنا.. إن السماح لهم بالاحتفال هو شرعنة لسطوتهم على السلطة؛ شرعنة للنهب والسرقة وحجم الفساد المافيوي بأكبر جريمة سرقة في عصرنا، والأنكى والأخطر شرعنة لاستمرار تكرار الجرائم بحق الشعب والوطن ربما هذه المرة بطريقة تقضي علينا ووجودنا وهويتنا التي عاشت آلاف السنين تكافح الشدائد وتنتصر عليها وبعصرنا بقي العراق قائما منذ حوالي قرن من الزمن..
أيها الأحرار من العراقيات والعراقيين، لا تسمحوا للعبة الكارثية التراجيدية بالاستمرار بحقكم وحق الوطن.. الانتصار جاء بدماء أبناء الشعب في الجيش والشرطة والمتطوعين كافة وبدماء سُفِكت ويريدون لها ان تذهب هباءً من المدنيين الأبرياء ممن دارت بحقهم الدوائر بسبب المعارك التي فرضوها علينا…
نعم سنحتفل بانتصار إرادة الشعب وسنتابع الضغط لتلبية كل مطالب الحراك الشعبي مواصليين السير بطريق ((التغيير من أجل بناء دولة مدنية ديموقراطي تحقق العدالة الاجتماعية)).
فإن تراخينا وإن سمحنا بلعبة التضليل واحتفال الطائفيين وزعاماتهم فسنسمح للعبة هذه المرة أن تجعل من دماء أبنائنا ماء بلا ثمن، وسيجيرونها لخزائنهم العفنة التي نهبت وتنهب كل شيء…
وتبقى الثقة وطيدة، بانتصار الشعب في كل مراميه وبمسيرة دفاعه عن التنوير ضد الظلام وعن السلام ضد العنف الدموي التصفوي وعن البناء والتنمية ضد الهدم والتحريب والتدمير…
لنحتفل بوعي بانتماء الانتصار لحراك الشعب وضغطه حتى يستعيد السلطة ويحررها من سطوة قوى الطائفية والفساد قوى إرهاب الناس في عيشهم وامنهم وامانهم.. وستندحر قوى الظلام والتضليل لأنها وقوى الظلام الإرهابية من ذات المعدن والهوية المعادية للشعب وتطلعاته..
إن الانتصار العسكري الساطع في الموصل كما قرأه العقل العلمي العراقي وكل أصدقائه بمختلف أرجاء المعمورة هو جزئية ومفردة من الانتصار الأشمل بمستوياته الفكرية السياسية يوم ندحر تفشي أمراض خطاب العنف والتكفير والتقسيمات والتخندقات الطائفية ونستعيد تمسكنا الأمتن والأقوى بثقافة وطنية إنسانية الجوهر تنويرية المسار يومها تنطلق خطى مرحلة أخرى من البناء والإعمار، من مسيرة التقدم والتنمية والعدالة الاجتماعية…
سلم جيش الوطن والشعب يزداد عزيمة ويقوى شكيمة ويتعمد خبرة ودراية بهويته وعقيدته التي لا تقبل التجيير للعبة عبثت بالوطن والناس طوال سنوات سطوة خطاب الطائفية ومفسديها ممن تزعم منطق الجريمة والبلطجة..
سلم انتصاراكم ولنتابع معا وسوياً خطى الاعنتاق من خطاب الطائفية السياسية وتخندقاتها ولنكن بناة وطننا بيتنا زاهيا بوجودنا الوطني الموحد وبتعميدنا للتنوير ومنطق العقل العلمي وتفتح آفاقه الإنسانية الرحبة..
والنصر للشعوب المحبة للحياة الحرة الكريمة المضحية من أجل كرامتها التي لا تضعها سلعة بخزانة المفسدين سواء تستروا بالدين والمذهب أم تستروا بمسميات باتوا اليوم يتمظهرون بها زكأنهم هم المدنيون بناة الدولة المدنية لا مجال لكم يا أوباش العصر وظلامييه ولن تمر بعد اليوم أضاليلكم فقد افتضحت الجريمة مرة ولن تتكرر لدغاتكم للشعب أبداً…
الشعب يمضي اليوم متابعا خطى الانعتاق والتحرر وسينتصر بمسيرته على محاولات سرقة تضحيات أبنائه ومحاولات التجيير للطائفيين.. طلاق الشعب وزعامات أوبئة (الطائفية، الفسا والإرهاب) طلاق بائن لا رجعة فيه وذهب ايام العبث والمخادعة والتستر بجلابيب أيا كانت ألاعيبكم…