في الذكرى الثانية للهبة الجماهيرية الشعبية التي خرجت بملايين العراقيات والعراقيين باحتجاج سلمي وغضب عارم، في الذكرى الثانية لتراجع الحكومة وطردها لوزراء وتعهدها ببدائل نزيهة متخصصة مستقلة ووطنية، في الذكرى الثانية لتراجعات البرلمان والسلطة التنفيذية وعزل النواب والتعهد بتلبية مطالب الشعب.. في هذه الذكرى انكشفت الأمور عن لا شبء من حصة الشعب سوى مزيد الآلام والخيبات، مزيد الضحايا في صفوفهم ومزيد انهيار وسلب حقوق وقمع حريات! انفضحت اليوم، أن تراجعاتهم وتعهداتهم لم تكن سوى مناورات سلطات الطائفية لامتصاص غضب الشعب وتسكينه وتخديره فيما واصت قوى الفساد اقتسامنا غنيمةً رخيصة مستكينة بين المتحاصصين!
فهل بعد تلك السنين العجاف من مهل إضافية تمنح!؟ أم تكفي التجاريب كل تلك القرابين والأضاحي التي ذهبت دماؤها رخيصة لقوى الطائفية والفساد!؟
هبوا جميعا مرة واحسموها بحزم لتضعوا البديل الذي يمثلكم ويلبي المطالب ويشرع بحملة إعادة الروح الوطني المجروح والوطن المدمر الحطام.. أنتم الشعب من يحسم ويطلق صفارة البناء والتقدم وفرض قوانين اختارها لمسيرته.. وإلا فلات ساعة مندم! لأن التالي عند قوى الجريمة سيكون أفضع وأنكى ولا معايير فيه لمجازو تحل بكم إن استمرت السلبية وروح ((الشعلينة لازم!))!!!
هل تعتقد أنك إذا اختبأت خلف غض النظر عما يجري من جرائم تجاهك سيوقف استلاب حقوقك وحرياتك وستنجو من الأسوأ؟
هل تعتقد أنك إذا ما استقويت بمجموعة مسلحة ستحظى بحمايتها حقاً، وستكون بمنأى عن العنف وعن الانفلات الشامل بكل مناحي الحياة؟
أنت تدرك أن ذلك لن يتحقق وأنك واسرتك مهددان بكل ما يُرتكب من وحشية.. إذن، لماذا تتمترس خلف تلك السلبية!؟
اكسر حواجز السلبية ونزعة ((الشعلية لازم)). وكن المبادر من أجل كرامتك وعائلتك وعيشك وأمان أفراد أسرتك ومستقبلهم.. فلا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. ولن يأتيك المنقذ من الفضاء (الخارجي)؛ ولكنّ المنقذ الوحيد، يكمن فينا، إنّه أنفسنا، إنّهُ نحن، يوم نكسر السلبية ونكون مبادرين؛ يومها فقط، ينحسم كل شيء ونشرع بمسيرة السلام والتقدم وإعادة إعمار المخرب روحياً مادياً.. فهيا معاً وسوياً لا تنتظر أكثر فكل يوم تمتد به سلبيتك تمنح فرصاً اخرى لمستغليك كي يذلوك أكثر ويستغلوك أفضع ويضعوك بمواضع أسوأ… فهل بعد ذاك من صمت!؟ انتفض بنفسسك ومن القطر ينهمر المطر…