في ضوء مداهمة مجموعة مسلحة لمقر اتحاد الشعراء الشعبيين في بابل نسجل إدانتنا الشديدة للجريمة التي تقف عند حدود الاعتداء على مقر مجاز رسميا بل وعلى الدولة وقوانينها وعلى المجتمع وعلى نخبته الثقافي وعقله العلمي التنويري.. ونحن إذ نطالب بتقصي الحقائق وتدقيق المجريات وإعادة الحقوق إلى نصابها فإننا نذكر بتكرر تلك المداهمات وتحولها إلى ظاهرة تستهدف قوى الثقافة التنويرية ما يتطلب موقفا نوعياي كما نذكر بأن الدولة معنية بحل كل التشكيلات المسلحة خارج سلطتها وحظرها نهائيا ومحاسبة من يقف وراء تشكيلها
أوردت الأخبار مجدداً، نبأ مداهمة مجموعة مسلحة، اليوم الخميس، مقر الاتحاد العام للشعراء الشعبيين في بابل، وقد قامت بإفراغ بعض محتويات المقر من دون سابق إنذار. وذكرت تلك الأخبار أنّ المجموعة المسلحة تطلق على نفسها (حزب الله العراق) وهي مجموعة تابعة لإحدى الشخصيات المتنفذة في محافظة بابل.. وقد أعلن رئيس فرع الاتحاد، في بابل، الشاعر صلاح السلطاني، رفع دعوى قضائية ضد الجهة التي قامت بالمداهمة.
إنّنا في الحركة الحقوقية العراقية، نؤكد التنبيه على ظاهرة تكرر مهاجمة مقار الاتحادات الأدبية والثقافية والفنية وارتكاب مختلف أشكال الابتزاز والمداهمات والتكسير والعبث بتلك المقار أو بأقل تقدير إلاقها أو السطو عليها وإفراغها من محتوياتها..
وفي الغالب كما جرت عادة تلك المداهمات أنها تُرتكب من مجموعات مسلحة وشخصيات نافذة بخلاف كل القوانين والإجراءات متضمنة دائما حالات فرض قسري وممارسة اشكال إكراه وعنف يصب في كثير من الأحيان حد العبث بالممتلكات والإضرار بالعاملين أو تهديدهم..
إنّ استهداف حركة الثقافة والإبداع الأدبي والفني في البلاد باتت ظاهرة متكررة، الأمر الذي يتطلب موقفاً حكومياً رسمياً وشعبياً شجاعاً يوقف مثل هذه الحال من الانفلات ومن اشكال السطو والبلطجة وإنفاذ العدل وحماية المجتمع ونخبته ممثلة بغقله العلمي التنويري بسلطة القانون وبحزم وحسم.
نؤكد تضامننا مع اتحاد الشعراء الشعبيين في بابل ونطالب الدولة ومؤسساتها كافة بإعادة فتح المقر وحمايته ومحاسبة المداهمين على تجاوزاتهم واعتدائهم ليس على المقر والعاملين فيه حسب بل على الدولة والمجتمع وسلطتهما الدستورية، وتهديدهم الأمن العام؛ مطالبين في الوقت ذاته الشروع العاجل بحل التشكيلات المسلحة خارج سلطة الدولة…
المرصد السومري لحقوق الإنسان
لاهاي هولندا
29 حزيران يونيو 2017