رسالة المرصد السومري لحقوق الإنسان بمناسبة عيد الفطر والوضع الحقوقي الراهن عراقياً… وجه المرصد السومري بمناسبات عديدة تمر على العراقيين وابناء المنطقة منها أعياد المسلمين (عيد الفطر) وأخرى لانتصار العراقيين في المعركة مع قوى الإرهاب(معركة استعادة الموصل) تلك التي اكتنفتها تضحيات جسيمة بشرياً ومادياً وقيمياً بما أوقعته الحرب على الدواعش من جرائم تدمير في الآثار كان آخرها تدمير منارة الحدباء التاريخية.. إن الرسالة التي تحرص على التبريك بالانتصار للإنسان والاحتفال بذياك الانتصار الغالي تقف عند الثمن الباهض الذي دفعه الشعب ويدفعه ما يتطلب وقفة وطنية ودولية بوجه الجريمة والمجرمين كافة وتطمين كل ما يكفل حقوق الإنسان ويحميها ويلبيها بلا انتقاص لطي صفحة الجرائم كافة والشروع بمسيرة جديدة نوعياً
رسالة المرصد السومري لحقوق الإنسان بمناسبة عيد الفطر والوضع الحقوقي الراهن عراقياً
بمناسبة عيد الفطر وعلى مشارف استعادة كامل التراب الوطني لحضن الوطن، بطرد قوى الظلام والهمجية من الدواعش وكل قوى الإرهاب؛ يتقدم المرصد السومري لحقوق الإنسان بأسمى آيات التبريك لبطولات شعبنا ومتطوعيه وقواته الباسلة وبالتحايا إلى كل بناة الحياة الإنسانية في ظلال العيش الحر والحياة الآمنة الكريمة.
إنّ هذي اللحظات المهمة في المعركة مع قوى الإرهاب تظل تختزن كثيراً من الآلام، على خلفية ما فيها من تعقيدات بخاصة تلك التي تشتمل على حقوق أولئك المدنيين المحتجزين رهائن في ميادين المعركة ومعهم مجمل البنى العمرانية والآثارية المعرضة للتخريب والتدمير الهمجيين ومنها منارة الحدباء…
إننا إذ نكتب رسالتنا بحروف من منطق خطابنا الحقوقي وثقافته الإنسانية التنويرية، إنّما نقصد حصراً، توكيد التمسك بحقوق أهلنا في الأمن والأمان وفي الانعتاق من كل أشكال الاستغلال وإعادة تطبيع حيواتهم وتأهيل أوضاعهم بالضد مما طاولهم من جرائم ضد الإنسانية وجرائم الإبادة وجرائم الحرب وآخرها جريمة تفجير المنارة التاريخية (الحدباء) التي ظلت شامخة عبر العصور لتسجل جريمة الهدم الهمجية كارثة ونكبة أخريين بحق شواهد التحضر والتمدن وبحق البشرية..
إنّ تخريب الآثار وتدميرها، هو جريمة من جرائم الحرب، تضاف إلى جرائم ضد الإنسانية المرتكبة في العراق وبلدان المنطقة الملتهبة بظلاميات وتراجيديات قوى الإرهاب والتخندقات الطائفية. ونحن في وقت ندين كل تلك الجرائم الوحشية ونستنكرها بشدة؛ نطالب الحكومة والجهات الدولية المعنية بفتح تحقيق عاجل تشارك به جهات الخبرة الأممية لتحديد كل المجريات وما اُرْتُكِب من جرائم بشعة وما وقف وراءها ومن ارتكبها ومن دفع لارتكابها و\أو سهّل دواعي ارتكابها، لتضع تلك التحقيقات الواجبة، النقاط على الحروف ولتمنع إفلات المجرمين كافة من العقاب ولتنهض بمهمة تقييم حدود الدمار في (الآثار) المحمية أممياً دولياً، بغرض سرعة التفاعل وإعادة ما يمكن في إطار خطة إنقاذ المدينة وأهلها وإعادة البناء والإعمار وتأهيل المدينة لعودة آمنة لسكانها، من ملايين النازحين والمهجرين قسراً، إلى بيوتهم…
نود هنا، أن نؤكد في المرصد السومري متابعتنا الثابتة مهمةَ رصدِ الأوضاع الحقوقية ومعالجة أسباب كفالة حقوقكم وتلبيتها كافة، سواء منها الاجتماعية والثقافية أم مجمل ما نصَّت عليه لوائح حقوق الإنسان والمواثيق الأممية بالخصوص.. وذلك من أجل استعادة تطبيع الحياة وأنسنتها والاستجابة لمتطلبات عودة خطى التقدم لتسود قيم الخير والاستقرار والسلم الأهلي.
فلتعد الحياة الإنسانية الحرة، في عراق جديد مختلف عما ساده طوال عقد ونصف العقد.. ولتعلو قيم المواطنة المتساوية ومسيرة التآخي والتسامح. ولا مكان البتة بعد الآن لقوى الظلام والإرهاب ولمنطق الجهل والتخلف وفلسفة الطائفية التي سطت على المشهد وحرثت الأرض لكل تلك الحروب والصراعات البشعة..
وليتحرر العراق وأهله من سطوة قوى الجريمة من إرهابيين وطائفيين ومفسدين وليكن العراق الآتي: هو عراق الديموقراطية والتقدم والعدالة الاجتماعية، عراق يحترم حقوق الإنسان ويلبيها تامة كاملة…
وكل عام وأماني الشعب أقرب للتحقق بفضل تكاتف قواه الحية، قوى السلام والدفاع عن الحقوق والحريات وجهودها التنويرية.. وليكن كل احتفال لطيف من أطياف الشعب هو احتفال للآخرين وبوجودهم ومشاركتهم الزكية كي نؤكد قيم التآخي والمساواة ويجري تأمين التعايش كما كان عبر تاريخه سلمياً إنسانيا بهياً. قائما على احترام التعددية والتنوع وقيم التمدن والتفتح وقدسية منجز الحضارة بكل إضاءاتها وعلاماتها ومعانيها السامية.
المرصد السومري لحقوق الإنسان
لاهاي هولندا في 22.06.2017