أطلق المرصد السومري نداءً لتعزيز التكاتف ومهام التنوير والتعريف بخطى طريق تطمين الأمن والأمان وتلبية محددات السلام وقطع الطريق على قوى الظلام والتشدد والتطرف التي تستغل وجود ثغرات التمييز العنصري والطائفي وخطابهما المرضي في اختراق المجتمعات.. وقد دان المرصد مجددا جميع الجرائم التي ارتكبتها قوى الإرهاب الهمجية وما أوقعته من إصابات وخسائر فادحة في الأرواح بين الأبرياء.. وأكد المرصد أن وحدة الشعوب والدول والتفافها حول استراتيجية شاملة لمكافحة التطرف هي السبيل الأمثل والأنجع لحسم المعركة مع التخلف واستعادة سلطة الدولة الوطنية ومحتواها الإنساني الملبي لتطلعات شعوبها ولاستقرار دول أوروبا بدمج الجاليات وتنويرها وانخراطها بمسيرة التمدن والتقدم
نداء إلى دول العالم وقوى التمدن والسلام لتحويل إدانة الإرهاب إلى منصة لوحدتها في استراتيجية شاملة ضد كل أشكال العنف والتمييز والجريمة
في ضوء مؤشرات الانهيار الشامل لبؤرة الإرهاب الهمجي في العراق ومجمل بلدان الشرق الأوسط؛ استشرست ردود فعل الظلاميين المتوحشين، فدفعت بخلاياها النائمة للتفعيل بمختلف الاتجاهات، وراحت تضرب قوى التحالف الدولي وشعوبها حيثما تمكنت..
وفي إطار جرائمها بالمنطقة ارتكبت في العراق الذي بات قاب قوسين أو أدنى من تطهير أرضه كاملة من دنس الإرهاب، جرائمها الدموية البشعة بوساطة مسعوريها وتفجيراتهم الانتحارية الإرهابية النكراء؛ مثلما جرى في بغداد العاصمة وتحديداً ضد إيقونة التمدن (الكرادة) وفي الأنبار حيث أدمت التفجيرات العشرات من أهالي (هيت) العصية على الفكر الظلامي المتخلف وعفونته.. وهي بتلك الجرائم الهمجية، تحاول مجدداً إدامة وجودها، مستندة إلى قوى الظلام الطائفية ومشاغلاتها المتفاقمة بصراعات التخندق المختلق، الأمر الذي أفسح ويفسح المجال واسعاً للاختراق الممنهج لتلك القوى الإجرامية..
إنَّ الهدف من تلك الجرائم الممنهجة، يتمثل في منع أية فرصة لاستقرار الأمن أو توفير الأمان وكذلك يتمثل في إعاقة تحقيق السلم الأهلي.. ومثل تلك الجرائم الهمجية حدث في مصر؛ الأمر الذي أكدوا به مآربهم الدنيئة في استهداف الدولة وبناها المؤسسية ومحاولة شق الصفوف الوطنية واختلاق التمترسات المرضية التي تسهّل أوهامهم في السطو على المشهد!
لقد أسقطت ثورة الشعب المصري، سلطة الأخونة، الظهير الأشمل لقوى التطرف والإرهاب؛ كما استطاع الحراك الشعبي الجماهيري في العراق منح قواته المسلحة توجهها الوطني الأسمى ودحر الإرهابيين الذين مررتهم بالأمس قوى الطائفية في الموصل وغيرها.. واليوم تتطلب مهمة الخلاص الأخير من سفاحي العصر، التنبه على القواسم المشتركة بين قوى (الطائفية والإرهاب) وطابعهما وآليات استنادهما للمجموعات المسلحة وتشكيلات الميليشيا وعنفها؛ بكل ما لتلك القوى العنفية المسلحة من أسس تدعم وجودها وتبرر لتشكيلها، سواء من منطق الخرافة وسياسة التجهيل أو من بلطجة الناس بالعنف المسلح أم بالعنف الفكري المستند للقدسية المزيفة التي تدعيها في تأويلاتها للخطاب الديني المزعوم والدين منها براء…
إنّ تلك الجرائم لا تقف عند حدود بلدان المنطقة فهناك عناصر مرضية خطيرة وخلايا نائمة بمختلف بلدان العالم ومنه العالم المتحضر وتلك مهمتها قد تكون مختلفة نسبياً في توجهاتها وجوهرها، إذ تتركز بطعناتها في ممارسة الضغط على حكومات دول التمدن؛ متوهمة قدرتها على دفعها لتكف عن دعم شعوب العالم في مسيرة الانعتاق من قوى التشدد والتطرف الطائفية والإرهابية.. لكن شعوب أوروبا ودولها ومعها كل أبناء الجاليات المندمجة فيها، تدرك أهداف السوقة المجرمين وقد باتت أعلى وعيا وأكثر خبرة في مجابهة تلك الجريمة..
بلى إنّ المجرم هنا بخلفية واحدة هي خلفية الفكر الظلامي المتشدد وأدوات التطرف الانتحارية الخبيثة، ولكن ما ترتكبه تلك القوى يستند إلى عناصر تتعدد وتختلف مستوياتها ومستهدفاتها ومن هنا جاءت الاستراتيجية الدولية الأممية في مواجهة الإرهاب بكل مكان في العالم…
وإذا كانت الأمور في العراق وبعض دول المنطقة، تكتنفها إخفاقات بالاستناد إلى وجود سلطة الطائفية الكليبتوقراطية كما في العراق أو الثغرات التي أفضت إليها متغيرات الأوضاع ببعض البلدان كما بليبيا، فإن بعض جرائم منفردة في بلدان أوروبا تستند لخروقات سرعان ما ستحسمها تلك الدول، بتعزيز الاهتمام بثقافة تنويرية وسط المهاجرين ومجمل أبناء الجاليات وبالتصدي لخطاب العنصرية والشعبوية اللذين اندحرا بآخر انتخابات بعدد من البلدان.. وطبعا مع تفعيل جدي مسؤول للاستراتيجيات الدولية الأممية والارتقاء بمهام المنظمات المدنية ودورها التوعوي بوصفه صمام الأمان ضد تسلل خطاب الخرافة والتدين الكاذب…
نحن أعضاء الحركة الحقوقية المنضوين في المرصد السومري لحقوق الإنسان ندين كل تلك الجرائم وما أوقعته من جراحات فاغرة وخسائرفادحة وسط الأبرياء.. ونجدد التضامن مع ضحايا جرائم الإرهاب وتشكيلات الطائفية المافيوية من قوى الإسلام السياسي ورديفاتها وبلطجتها. كما نجدد العهد في المشاركة الفاعلة في تحقيق الاستراتيجية الأشمل لمكافحة أسس العنف وخطاب جرائمه الهمجية من فكر ظلامي وآليات عنفية خطيرة.. ونجدد العمل مع جميع القوى المحبة للسلام والتقدم لنشر خطاب التنوير والتمدن وأنسنة وجودنا؛ ساعين إلى تجفيف منابع الإرهاب وقطع الطريق على أية فرصة لرعايته من أية جهة ولأي تبرير، وحظر كل تشكيل مهَّد ويمهد بظلامياته للإرهاب.. كما نؤكد العمل على دعم ثابت لتطلعات الشعوب والأمم في تقرير مصيرها وحل قضاياها على أساس من العدل ورفع المظالم وإنهاء بشاعات العنصرية والتطرف وكل أشكال التمييز وأسباب التوتر، بهدف تحقيق السلام وأشكال التعايش والتكاتف الأنجع بين دول العالم وشعوبها…
المرصد السومري لحقوق الإنسان
لاهاي هولندا 04 حزيران يونيو 2017