المرصد السومري والحركة الحقوقية العراقية: إدانة الجريمة الإرهابية في المنيا والتضامن المطلق مع شعب مصر ودولته ضد كل محاولات قوى الظلام وما يقف وراء مقاصدها ومآربها الدنيئة التي ترمي إلى إسقاط الدولة وإشاعة الفوضى واستعادة سطوتها لتمزيق شعب مصر وتخريب المنطقة برمتها… فلنكن معا وسويا ضد منطق الخرافة الظلامي المتخلف ومحاولات اختراق مجتمعاتنا وأوهام تفكيك دولنا.. ولتكن وقفتنا قوية بتعزيز وحدتنا جميعا، كيما ننجو بسفينة المحبة والتسامح ونصل موانئ الاستقرار والسلام والتقدم.. إنّ انتصارنا لشعوبنا يمر عبر سلامة بنى الدولة وحمايتها من التخريب والاختراق وتعزيز مضامين خطاها وفلسفتها الحارسة للقيم الحقوقية وللحريات وشعب مصر قطع شوطاً كبيراً في تلك المهمة الاستراتيجية الكبرى..
مرة أخرى تعاود قوى الظلام اجترار قاذورات نوازع الفكر التكفيري المتوحش؛ مرتكِبةً جريمةً جديدة بحق الأبرياء ومُوقِعةً أفدح الآلام وسط المواطنين المسالمين… هذه المرة، ارتكبت قوى العنف الهمجية جريمتها بحق أهالي المنيا المصرية من الأقباط، متوهمةً، أنّها بهذا ستُوقِعُ بين أبناء الشعب الذي ظل موحّداً آلاف السنوات والأعوام، معتقدة بأنها ستكسر شوكة تلك الوحدة وستجعل مما تختلقه من فواجع سبباً في دق أسفين بشعب مصر!
إنّ ردّ المصريين جاء كما دوماً؛ أنّهم في وقت يشيعون بألم ضحاياهم الغالية البريئة، يتمسكون عميقاً بوحدتهم كونها السد المنيع الذي سيطهّروا به أرضهم من دنس تلك الأورام الخبيثة.. ويعيدوا ربيع السلام والاستقرار والأمن والأمان إليها.. إنّ مصر ستبقى عامرة شامخة بأهلها يتَّحِدون في مسيرة التنوير والتمسك بخطاب العقل العلمي وبفضح أحابيل الشرّ لكل فكر مرضي ظلامي يحاول الأعداء دسّه فيهم وبينهم..
ولدينا الثقة كذلك، بأنّ المصريين يدركون جيداً أنّ مكافحة الإرهاب لن تبقى قاصرة على قوى الأمن والجيش المؤسستين الوطنيتين اللتين قدّمتا وتقدمان التضحيات جساماً لحماية مصر المحروسة بل يؤمنون أيضا أن أمنهم هو مسؤوليتهم جميعاً بما يتضمن تعميق الوعي والنباهة تجاه ما يحاك من ألاعيب.. ولهذا تتعزز الوحدة بين أجنحة الشعب ومكوناته وبينهم وبين مؤسسات دولتهم المستهدفة مباشرة لتفكيك وجودهم الوطني وللنيل من فرص تصديهم للجريمة بكل أشكالها..
إننا إذ نتضامن مع شعب مصر والدولة المصرية، لنقف معهم في وحدتهم وفي إعلاء شأن كلمة التنوير ضد الظلام، وتعزيز مسيرة التنمية والتقدم والعدالة الاجتماعية وتمكين المواطنين من حقوقهم وحرياتهم وهي جميعا خطى يحياها شعب مصر على الرغم من كل العقبات والثغرات المفتعلة بوجه مسيرتهم.. كما أننا ندرك وحدة شعوب المنطقة في مهمة دحر الإرهاب وظواهر وجوده وتفشي وبائه ما يتطلب مزيد تقديمٍ لأولوية تنسيق تلك الجهود وتجنّب ما يقع في الهامشي وفي الاختلاف ببعض وسائل التصدي والمعالجة..
فلنكن معاً وسوياً ضد الإرهاب بكل خطوطه ومواقعه، ولنكن على يقين من أنّ ما يصيب اليوم شعب مصر أو العراق أو سوريا أو أيّ شعب في أوروبا والعالم، هو ذاته في تمظهراته وتعبيراته؛ ما يتطلب وعياً بضرورة وضع الخطط الاسترااتيجية الموحدة عالمياً دولياً، موضع التفعيل للقضاء على تلك الشرور مرة وإلى الأبد بحملة عميقة بمعالجاتها بما ترصده الأبصار والبصائر بجميع دول العالم وشعوبها وقوى الحرية والتقدم فيها…
الاندحار الأكيد لقوى الشر والجريمة والإرهاب، والنصر لشعب مصر في وحدته وفي مسيرة التنمية والتقدم والإعمار وفي حماية سلامة الوطن والشعب في ظل سلامة دولته وصواب خطاها واستراتيجياتها.. والمجد والخلود لشهداء مصر.
المرصد السومري لحقوق الإنسان
لاهاي هولندا
26 مايو آيار 2017
المرصد عضو في المنتدى العراقي لمنظمات حقوق الإنسان
عضو اتحاد منظمات حقوق الإنسان في الشرق الأوسط