أطلق موقع (الحوار المتمدن) حملة ضد التصريحات اللطائفية (التكفيرية) بما تتضمنه من تحريض علفى الآخر تحديداً من أتباع الديانات غير المسلمة كافة ما يحرث أرض الفتنة والاقتتال بل الإبادة الصريحة للآخر.. وقد كتبتُ توطئة أؤكد فيها عدم تمثيل تلك الأفكار العنصرية الطائفية وتحريضها التكفيري لا لمذهب ولا لدين ومن ثمّ هي مجرد تجسيد لقشمريات (ساسة) الطائفية وعدوانيتهم وجدتُ أفراداً غادروا صفحتي! مع أنني أنشر باستمرار وبديمومة خطاب التسامح والحوار والاعتراف بالآخر والتعددية والتنوع ومع أنني مع تلك الحملة لستُ ضد أتباع مذهب أو دين بل معهم في التخلص ممن يشوه خطابهم الديني ويدفع بهم إلى اصطراع مفتعل ويحرضهم على ارتكاب ما يخالف القيم الإنسانية السامية والدينية التي تحض على خطاب لكم دينكم ولي ديني… وهنا أعيد نشر الحملة وخطابي توكيدا لنداء أن نرتقي بوعينا ونتمسك بوحدتنا وباحترام تنوعنا وإعلاء قيم التعايش والإخاء…
برجاء لتوقيع الحملة تفضلوا في نهاية النص بدخول الرابط وتوقيعها
تلك التصريحات العنصرية التي أطلقها موظف يقود وقفا يتبع يُفترض تمثيله أتباع مذهب بعينه، كانت قد تميزت بتجسدها الطائفي بخلفية الدين السياسي أو الإسلام السياسي هنا.. أقول: إنها ستستمر إذا لم نتصدَّ لها معا وسوياً… بقصد التصدي للتحريض على القتل وسفك دماء الآخر لمجرد أنه لا ينتمي للدين أو المذهب الذي أتبعه.. وفي الإسلام السياسي يظل الخطاب أحاديا مقيتا في رفضه الآخر إلى درجة استخدامه خطاب (التكفير) وهنا لا فرق بين من يدعي سنيته أو من يدعي شيعيته فكلاهما يستندات لتأويلات من ذات النص الديني تنحو إلى تصفية الآخر طبعا أؤكد مجددا بتأويلها وليّ عنق الحقيقة وتشويهها.. وإلا في النص الديني جوهر يؤكد على التآخي الإنساسني وعلى حرية الآخر في الاختيار فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليتخ ما يرى…
وعليه فإنَّ تلك التصريحات التي أطلقها رئيس وقف مذهبي (الوقف اشليعي) لا تنتمي لا إلى مذهب الشيعة ولا إلى دين المسلمين بقدر انتمائها إلى خطاب عدواني همجي يقوم على استغلال التأويلات – التي أشرنا إليها – للنصوص الدينية بما يخدم مآرب قوى نفعية مرضية مستغِلة للمجتمع بكل أطيافه بضمنهم من تدعي تمثيلهم..إن الإسلام السياسي غير دين الإسلام والدين إيمان الإنسان وعلاقته بما يؤمن ولا وساطة بين المؤمن وربه كتلك التي تكتب النصوص التحريضية أو تشوه النص الديني بما يتجه نحو التحريض وإثارة الفتنة والاقتتال ومحاولة تصفية الآخر..
ليكن بديلنا نحن أبناء الشعب وجنس البشرية بكل تنوعاتنا، مزيد وحدة أطياف المجتمع انطلاقاً من احترام مبدأ المساواة بين الناس على أساس المواطنة الحرة المتساوية واجباتٍ وحقوقا…
أما ما أطلقه ذاك الرجل مسؤول الوقف الشيعي، فإن ما صدر عنه من تصريحات تحريضية عدائية تثير الفتنة والاحتراب وتمزق النسيج الاجتماعي للشعب إنما يعود لقراءة شخص أو طرف ينتمي للإسلام ((السياسي)) وللتفكير ((الطائفي الأحادي)) الذي لا يعترف بآخر، وهو يُطلق خطاباُ لا ينتمي لدين ولا لمذهب ولا يمثل أتباعهما وإنما ينطلق بوصفه (خطابا سياسيا محضا) أؤكد مراراً للتوضيح، أنه لا صلة له لا بدين ولا بمذهب…
ولهذا فإنني أدعو أتباع الديانات والمذاهب جميعا، معا وسويا، ليرفضوا تلك التحريفات والتأويلات التي تلعب بالنص المقدس الذي يريد للبشرية الوحدة والتكاتف والتعاضد والعيش المشترك بروح التسامح والسلام..
لا يتمترس شيعي خلف من يقول إنه يمثل المذهب وأتباعه فيما خطاب الشيعي والسني كلاهما الإسلام الذي يوصيهما ويلزمهما باحترام الآخر وحريته في الاعتقاد لا يتمترس أحدنا خلف من يؤول النص ويحرفه ويشوهه لتحريضنا ضد الآخر وليدفعنا نحو كراهته وتصفيته!؟
هل بقي من ملاحظة لقراءة هذا الخطاب المرضي لقوى الإسلام السياسي الطائفية؟ بلى ولكنني أتركها لكل التنويريين بل لكل أبناء شعبنا يخطونها بتوقيعاتهم البهية ضد خطاب بغيض أنهكنا وصفى من بيننا جسديا بجريمة إبادة همجية بشعة كثير من أطيافنا لا تغرنّكم تقسيمات الطائفية وتناصبوا طرفا عداء وتمالئوا طرفا وامررون له بل لنرفض كلا جناحي الطائفيية فهما سواء في الهمجية والجريمة وإذا لم نكن بدرجة وعي ونضج للمجريات فلن نقرأ على أنفسنا السلام لأننا يومها لن نكون موجودين ولات ساعة مندم! اختاروا رفض الطائفية بكل تلوناتها وأفعاعليلها ولتنهض منظمات المجتمع المدني كافة وقوى التنوير بمهامها قبل فوات الأوان… فما يجري لا يقدم الحل ولكنه يمثل مطاردة بين أجنحة الطائفية التي شرعنت بعضها بعضا.. وكلاهما من ذات الهوية والطابع
وندائي يبدأ بأن اقول:
شكرا لوعيكم وردكم على تلك التخرصات وكل توقيع على الحملة ضد الكراهية والتمييز وخطاب التحريض والتكفير، يؤكد دحر الطائفيين بجناحيهم المدعي سنيّته والمدعي شيعيته؛ فكلاهما زاعمان لما لا يمثلان.. وكلاهما بمنبع فكري واحد هو التمييز والكراهية الأمر الذي ننهض جميعا معا وسويا لوقفه وتقديم بديلنا في المحبة والتسامح والإخاء والتعايش سلميا بروح المساواة الإنساني السامي.. شكرا لتوقيعكم