حملة من أجل السلم الأهلي في بصرة التنوير والتسامح.. هي حملة لا للتوقيع عليهيا بل لحملها إلى أروقة قادة المجتمع البصري كي ينظموا أكبر رد بصري يعبر عن سمات البصرة وأهلها في الطيبة وكرم الأنفس وروعة الروح والهوية.. حملة لإطلاق تظاهرة السلام والتسامح في بصرة المحبة والتآخي.. إنها البصرة التي أطربت العالم وستطربه بقيمها السامية وتفاصيل وعيها وقوة إرادتها ضد محاولات هدمها وتخريب الأنفس.. لتنطلق حملتنا من أجل عودة طريق التعايش والسلم الأهلي وأهل البصرة الأجدر بتحقيق ذلك وضرب المثل في واقع جديد لمسيرة بناء وإعمار لا هدم وخراب..
اندلعت مؤخراً ومن جديد نيران أسلحة مدسوسة على البصراويين.. فالبصرة و اليوم تعيش وسط دخان البارود ديث يعتاش مشعلو الحرائق بين عشائرها على تلك الاشتعالات كلما انكشفت مآربهم وجرائمهم اتجهوا إلى تقديم السلحة والأعتدة ووضعوها مجانا بين أيدي البصراويين.. ثم يضيفون شرارة الفتن لمشاغلة الناس بقضايا تطمطنط على أيّ فرصة لافتضاح من يقف وراء الجريمة في هذه المدينة..
البصرة التي أُنشِئت بعقول أبنائها وبالمعارف والعلوم؛ البصرة التي تميزت بعلمائها في الفيزياء والرياضيات وفي علوم اللغة حيث المدرسة البصرية مازالت سند مسيرة لغة الضاد لأكثر من 400مليون نسمة.. البصرة التي عُرِفت بالآداب والفنون حيث كبير الشعراء وكبير مؤسسي الأدب في كل مراحلها التاريخية وفي عصرنا.. بصرة المربد والسياب، بصرة قوائم بلا حصر لمبدعيها.. بصرة لا تنام قبل أن تلهو مسرّةً وسعادة حتى الصباح، البصرة التي لا يعلو بها صوت إلا أصوات موسيقا الحياة بألوانها والبصرة التي علّمت فنون الرقص على إيقاعات الخشابة كل خليج العربية والسواحلية.. تلكم هي بصرتنا التي يعرفها أهلها معرفة أنفسهم لا كما يريد الأغراب تعريفهم به!!!
البصرة هي (الطيبة) ومن الطيبة وروعة الأنفس وصفْوِها التسامح ينساب على موسيقا خرير النهيرات؛ هذي البصرة الجميلة كحسناء الشط نخلتنا السامقة الشامخة هي البصرة التي نعرفها..
فمن الذي يريد نشر الفتن بين أهلها!؟ ومن يمكنه ذلك!!؟ من يستطيع محو الطيبة من أنفس أهلها؟ من يمكنه أن يحيل قيم التسامح وضيافة طيبي الروح إلى قيم العنف والاحتراب!؟ من يمكنه أن يوقع بين أهلها ويحيلهم إلى قبائل متقاتلة بينما تأسست البصرصة على قيم المدنية وفيها نمت وتعززت وتكرست قيم التمدن والتحضر وفاضت على أقاليم المنطقة باتساع أرجائها؟؟؟
البصريون، أصحاب الوعي وقيم التنوير، يبقون المتمسكين بالسلم الأهلي والميل للوداد والتعايش بأطياف مجتمع المدينة الأجمل بين مدن العراق البهية؛ ويبقون المتمسكين بالطيبة وبالإخاء ولن يتقاتلوا على أيِّ من الفتن التي يرميها في دروبهم وضواحي مدينتهم مشعلو الحرائق…
فلتنطلق حملة البصرة مدينة السلم الأهلي، مدينة الطيبة والتسامح، مدينة التنوير وأعلى وعي بما يُراد لأهلها من وقيعة، حملة تؤكد أن أبناء البصرة الذين تطربهم كل أصوات الحياة لن يسمحوا لقرقعة الشقاق والنفاق ومساوئ الأخلاق، لن يسمحوا لأصوات الاحتراب والاقتتال أن تستبدل حيواتهم..
انشروا أحبتي البصريات والبصريون ما لمسته خمس سنوات عشتها بينكم، تلكم صفات المحبة، المودة، الطيبة، التسامح وروح قبول الآخر حيث عاش في بصرة السلام والتمدن كل أتباع الديانات من المسلمين ومن المسيحيين واليهود والمندائيين والزرادشتيين والمانويين والبوذيين واللادينيين ومن كل طيف ديني ومذهبي وانتماء قومي… كلهم قالوا نحن البصريين ومازالوا حتى من تمّ تهجيره من قوى الظلام التي غزت البصرة في العشر الأخيرة من السنين ومن تمّ تهجيره في أربعينات القرن الماضي كلهم مازالوا بذات الهوية البصرية حنينا ومحبة وقيم سلوك إنساني سامٍ…
اليوم يوم جميع البصريات والبصريين للدفاع عن هويتهم، هوية السلام والتمدن والتنوير وقيم التسامح والإخاء والتعايش بين أهلها بكل انتماءاتهم لا تفرقهم أسماؤهم فكلها بصرية الهوى والهوية وكلها ابنة الوداد والمحبة والتآخي وهي جميعها تتطلع لاحتفالية تهلهل بها أصوات الفرح والمسرة والانتصار للسلم الأهلي..
اليوم اليوم وليس غدا، بصرتكم بصرة السلام لا العنف ولا الحرب ولا الاقتتال ولا الاحتراب.. بصرتكم بصرتنا بصرة الحب والإخاء والتعايش بروح المدنية والحضارة ومجد الأنفس الأبية التي لا يعبث بها عابث مهما كان خبثه ودهاء مكره…
اليوم تخرج البصرة بمظاهرة المحبة في كراديس تمثل كل قوائم أهلها.. لتقول ها نحن أهل الطيبة والتسامح.. أبناء مدينة علمت العالم لغة الضاد، لغة المحبة، لغة السلام وهي لغة لم تقبل يوما بقرع طبول الحرب وما كانت تصحو أو تنام إلا على موسيقا الحب والسلام وستبقى كذلك…
اليوم نظموا أنفسكم بحملة بناء مدينة البصرة وإعمارها بالتوكيد أولا على عمار الروح البصري، على أن كل بصرية وبصري هما رمز الطيبة وهما رمز التمدن ورمز السلم الأهلي.. كونوا نموذج العراق الجديد والانتصار لمسيرة التحول والتغيير.. وأنتم القادرون لأنكم بحق أهل الطيبة والحياة…
لن يكسركم وجود مواد الاشتعال من أسلحة وأعتدة عند كل فريق.. فتلك أنتم من يتحكم بها لمصلحتكم ومصلحة البصرة… ومثلما الذهب الأسود ما أشعلتموه إلا لبناء وسيعاود لبناء مدينة العمران والحضارة حولوا كل ما بأيديكم إلى مفردات تصالح مع الذات، تصالح مع الآخر، تصالح مع الهوية وهويتكم هي هوية أهل الطيبة والتسامح والسلام..
سنرقص مع الخشابة تنزل في كراديس وحشود تتظاهر للحب للسلام لعشق الحياة… هياي هبوا كل ألوان الطيف البصري كل يهيئ نفسه لأكبر مسيرة تكنس ما تكدس من أزبال التاريخ وأمراض الدخلاء وإن هي إلا هبة الطيب ومسك عنبر الجنوب والمنطقة وتعاود البصرة لتكون كما هي الأغنى ثروة مادية ، الأغنى ثروة روحية وقيم إنسانية سامية نبيلة..
هذه حملة ليست لتوقيععات الأفراد.. بل حملة لبصمات الأرواح والأنفس ورجال المدينة بلا من يحاول العبث بأهلها باللعب على اسم عشيرة وطيف أو آخر.. أنا لا أرجوكم بل أنحني لروعتكم وثقتي وطيدة بتنظيم تظاهرة بصرة السلام والتسامح في الغد القريب يكنس كل ما جاء دخيلا وينهي ما يحاوله مشعلو الحرائق ويرتكبونه بحقكم جميعا بلا تمييز..
هلا انتبهنا قبل لات ساعة مندم!؟
إنها حركة وحملة لا تكلفنا سوى الاحتفال بأنفسنا وبقيمنا وبتهيئة أرضية الإعمار والبناء في أبنائها قبل خراب القيم وما يستهدفون من وبال لنا ولأبنائنا!!!
السلام والتسامح قيمنا ومحددات سلوكنا فلنمض لتنظيم تظاهرة يعقبها انتصار حوار البصريين من أجل وجودهم حاضراً ومستقبلا وهو ما يستحقون
انهوا زمن العبث والتضليل والدجل الذي لا مثل دينا ولا مذهبا ولا حلا لمشكلات اصطنعوها لكم.. وانتصروا لقيمكم انتصروا لأنفسكم لبصرتكم
الحملة تناديكم فتنادوا جميعا وأطلقوا تظاهرة بصرة الطيب والسلام والإعمار لا الهدم