تحية إلى مؤتمر هيأة الدفاع عن أتباع الديانات والمذاهب المنعقد في أربيل بكوردستان البهاء والتقدم والحريات.. أتقدم هنا ببعض معالم خطاب التفاعل مع المستجدات توحيدا للجهود وتفعيلا لها… وفي وقت منعت ظروف من حضور المؤتمر فإن وجودي عبر مساهمات لم أنقطع عن تقديمها تبقى عاملا للدعم والتفاعل والاستمرار بلا توقف عن أداء المهام وإنه ليشرفني أن أحمل لقب صديق الشعوب السومرية بالإشارة إلى إيماني بواجب الدفاع بلا تردد عن حقوق أتباع الديانات والمذاهب المتعايشين بوطن حضارة التراث الإنساني ومهد التعايش السلمي وتكاتف الجهود للبناء والتنمية والتقدم وحماية حقوق الإنسان الفرد والجماعة بضمنها وعلى رأسها مكونات الوطن من أتباع الديانات كافة
الزميلات الفاضلات والزملاء الأفاضل
تحية طيبة وبعد
ينعقد مؤتمركم في أجواء جد معقدة في العراق والمنطقة ومن ذلك ما يتعلق بانتهاك حقوق المكونات من أتباع الديانات والمذاهب على خلفية تفشي خطاب التشدد والتطرف الديني من جهة وآليات الخرافة واستغلالها من أطراف سياسية لتسويق خطابها العدواني تجاه المختلف وأولهم إخضاع الآخر من أتباع الديانات والمذاهب لعنف تصفوي دموي وصل في إرهابه وإجرامه درجة ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية وجرائم ضد الإنسانية وأيضا في ظروف المعارك جرائم حرب وانتهاكات بلا حدود!
إنّ مهمة الدفاع عن تلك المكونات وضمان حرية المعتقد والدين وحماية أتباع مختلف الديانات والمذاهب بكل تنوعاتها، هي قضية حقوقية إنسانية سامية وذات أولوية عليا لا يمكن التراخي عن أداء مهامنا تجاهها..
ولعل ولادة هيأة الدفاع عن أتباع الديانات التي كانت بسيطة مستندة في بداياتها إلى جهود شخصيات ناشطة فاعلة بهذا الميدان، قد باتت اليوم أكثر اتساعاً وشمولا وهي منظمة وطنية بمستوى العراق الفديرالي في عملها وانتشارها وممارسة مهامها النوعية الغنية..
وإنني أعتقد جازما بأن وجود منظمات متخصصة بكل طيف ومكون يحيا في أرض العراق لا يتعارض ضووجود هذه الهيأة بل يدعم فعالياتها الكبير بالمستوى الوطني ولربما تطلب الأمر بل بالتأكيد يفرض تعقيد الوضع أن تتوحد جهود الجميع بملتقة يجمع كل تلك المنظمات بالتعاضد مع المهمة القانونية الحقوقية لهيأة الدفاع وتعميق المهمة لتتشكل لجان محاماة للدفاع والتقاضي على وفق الإجراءات القانونية أمام المحاكم كافة بما فيها المحكمة الاتحادية ومجلس القضاء الأعلى من أجل تطبيق ما صدر من تشريعات وقوانين ومن أجل فرض سلطة الدستور ولوائح حقوق الإنسان والقوانين الدولية المعنية بهذه الموضوعة الإنسانية العميقة الكبيرة..
إنني أتطلع إلى أن يجتهد المؤتمر المنعقد حاليا إلى بث آليات التفاعل مع المستجدات ومع هذه الرؤية الشاملة التي أقترحها على حضراتكم وأن تنفتح آفاق تطمين حقوق المكونات فرديا جمعيا وأن تشمل أتباع الديانات والمذاهب بخطاب يعود إلى ضحايا سوميل وكل ضحايا أتباع الديانات منذ تشكيل الدولة العراقية بما يعيد للمسيحيين واليهود والمندائيين وكل الانتماءات التي تعايشت في الوطن وجودهم الفعلي وحقوقهم وحرياتهم وأدوارهم في عراق ديموقراطي كونفيدرالي جديد يشعر فيه الجميع بأنهم أبناء الوطن حقوقا وواجبات وبأنهم محميون ومتساوون وينصف وجودهم بعدل القانون والممارسة.. مثلما حماية وجودهم الحالي والاستجابة لوسائل الحل بحسب مناطق العراق وكثافة وجود كل مكون وظروف التفاعل مع البدائل المناسبة بما يستجيب للمطالب العادلة سواء تجاه الإنسان أم تجاه التراث وآثاره ودور الثقافة الروحية الدينية وغيرها…
لقد عملنا في السنوات المنصرمة بظروف تنظيمية وببيئة اكتنفتها ظروف وعقبات ليست قليلة لكنني أثق بأن ما يولد بعد المؤتمر سيكون أكثر إشراقا لمصلحة الأهداف الإنسانية الحقوقية النبيلة التي ناضلنا وعملنا معا وسويا باستقلالية تامة لتحقيقها وتلبيتها..
دمتم وبالتوفيق زميلاتي زملائي ونلتقي بالتأكيد في القريب حيث إدامة العمل واستمراره شعلة تنوير ونشر ثقافة التنوع وقدسية احترام تعددية وجودنا وأطيافنا..
د. تيسير عبدالجبار الآلوسي
أحد المؤسسين وعضو الأمانة العامة ومكتب عملها للدورة المنتهية