على الرغم من كل تعقيدات ما يجري من صراعات في المنطقة ومنها نهج إرهاب الدولة تحديداً لحكومة التنمية والعدالة (الأخوانية) والسيد أردوغان تجاه الشعب الكوردي، فإننا نمتلك وضوحا في التعامل مع القضية بما يخرجنا من أيّ دائرة انحياز أو وقوف مع طرف أو آخر في خضم اختلافات وجهات النظر كافة. وفي ضوء ذلك فإننا ندعو إلى الالتزام والتمسك بالحلول القائمة على تبادل الاحترام وأوله احترام حق تقرير المصير والدخول في الحوار المباشر بين جميع الأطراف بلا استثناء والمفاوضات الدبلوماسية بين الأطراف المعنية بديلا للغة العنف وإرهابه.. مع منع ترحيل المشكلات الداخلية وتناقلها بين دول المنطقة وأقاليمها بما يخلط الأوراق ويعقدها وطبعا لابد من احترام القانون الدولي ورؤى الأمم المتحدة ونهجها في التعايش السلمي. ومن هنا فإننا نُصدِر هذا البيان بالاستناد إلى احترام رؤى جميع الأطراف ودعوتنا إياها للامتناع عن الوقوع في مطب التداخلات المضببة بأمل التوصل إلى أنجع الحلول والتفرغ لحسم المعركة مع الإرهاب كقضية جوهرية للجميع…
إدانة استمرار الانتهاكات التركية لسيادة العراق ومطالبة المجتمع الدولي بتحمل المسؤولية
واصل السيد أردوغان تحدي الإرادة الدولية وقوانينها الملزمة باحترام سيادة الدول، وبالعمل على إدارة العلاقات البينية عبر ما رسمته الأمم المتحدة من مواثيق ومعاهدات؛ ومجدداً أصَرَّ على إطلاق تصريحاته العدوانية بشأن سنجار قائلاً: ” ليعلم الإرهابيون [هكذا] في شمالي العراق وسوريا، أن الجيش التركي لهم بالمرصاد،[…] كما قلت بالأمس، ما حدث في سنجار (شمالي العراق) وقره تشوك (شمال شرقي سوريا) سيتواصل (في إشارة إلى عملية جوية نفذتها مقاتلات تركية ضد مواقع لتنظيمي ‘ب ي د‘ و‘ب كا كا‘ …) وهذا ما عنيته بقولي في أي ليلة قد نعاود الكرة من جديد.” هذا ما أوردته بعض وكالات الأنباء على لسان الرئيس التركي… وأكد أن تركيا يزعجها عدم التنسيق معها وأنها بتلك الحال ستضطر لمعالجة الأمر بنفسها. بقصد الإيغال بما يرتكبه فرديا أحادياً بالتعارض مع المجتمع الدولي بضمنه الحلف الأطلسي وقوات التحالف…
لقد صدر عن الجهات العراقية والأممية نفياً لما أشار إليه السيد أردوغان من قبل، من أنه أبلغهم بالضربات؛ كما أن العراق الفديرالي دان الانتهاك وتوجهت بيانات وحملات عديدة إلى أوسع الأطراف تعزيزاً للتضامن مع من أجل وقف الهجمات العدوانية التي أصابت عناصر من قوات البيشمركة ومن أبناء المناطق التي تعرضت للهجمات بذريعة مكافحة ما يسميه السيد أردوغان إرهاباً بخلاف تعاون التحالف الدولي والولايات المتحدة مع تلك الأطراف التي تخوض معركتها الفعلية مع قوى الإرهاب التي دُعِمت لوجستياً بمرورها وأنشطة لها عبر الأراضي التركية…
إنّ الإرهابي هو من يقف بوجه المجتمع الدولي والمحلي ويتعرض لهم بروح عدواني ويضرب بلا احترام لقانون إنساني أو دولي رافضا الاعتداد بالأصوات الرسمية والشعبية في تركيا وفي البلدان التي تم انتهاك سيادتها وإيقاع الخسائر فيها من بشرية وأخرى مادية.. وهو ذاته الذي يضرب القوى التي تكافح الإرهاب اليوم معرقلا عملياً فعلياً مهام مطاردة الدواعش وكل قوى الإرهاب وعصاباته التي تستغل موقفه العدواني لمآربها وإدامة أنشطته الإرهابية..
من هنا فإننا في التجمع العربي لنصرة القضية الكوردية نؤكد الآتي:
- الوقف الفوري لأي انتهاك للسيادة العراقية ولأرض كوردستان بكل أجزائها مهما كانت الذرائع.
- الامتناع عن تصدير المشكلات الداخلية التركية على حساب الدول المجاورة.
- الدخول بشأن أية أمور متداخلة في حوار دبلوماسي مباشر مع الأطراف المعنية والالتزام بالقوانين الدولية وبالتنسيق الملزم مع التحالف الدولي وتوكيداً قبل ذلك مع الجهات ذات العلاقة في الدول والأقاليم ذات السيادة.
- نطالب بإحالة ملف الاعتداءات إلى مجلس الأمن والجهات الأممية المعنية وتوثيق ما جرى رسمياً، لاتخاذ الإجراءات الملزمة وتعويض المتضرر من تلك الجريمة على وفق نصوص القانون الدولي.
- نجدد توكيد تضامننا مع شعب كوردستانه وقوى التحرر القومي فيه في مسيرتهم النضالية ضد الإرهاب من جهة وضد إرهاب الدولة الذي يُمارس ضدهم من أطراف لم تعد تخفي توجهاتها العدوانية المتعارضة والقوانين المرعية دولياً..
- ندين استمرار ازدراء المعايير الأممية في تلبية حق تقرير المصير لشعوب كوردستان ونجدد تضامننا مع ثورتهم التحررية ومطالبهم بالحل السلمي الديموقراطي للقضية في كل جزء من كوردستان على وفق إرادة الشعب ومطالبه وتطلعاته.
- نتوجه بالنداء إلى قوى التحالف الدولي بموقف حازم وحاسم ضد الممارسات الأحادية للقوات التركية بأمرة السيد أردوغان، لوقف ارتكابها المتكرر تلك الاعتداءات المتعارضة مع خطط المجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب.
إنّ استمرار التغاضي عن نهج العدوان لا يُضعف خطى مكافحة الإرهاب حسب بل يمنح الإرهابين فرص إدامة جرائمهم من جهة ويعقد مسيرة الحل السلمي الديموقراطي للقضايا الملتهبة بالمنطقة ومنها تحديداً الاستجابة لحق تقرير المصير لكل الشعوب المكافحة هنا منذ مطلع القرن الماضي يوم عقدت الاتفاقات والوعود ومنها ما خص الأمة الكوردية..
ومن أجل الانتصار المؤزر يبقى التحالف بين قوى التنوير والديموقراطية والسلام في الأمتين الكوردية والعربية وشعوبهما الظهير الأقوى لحسم المعركة من أجل صيغ تحالف وعيش مشترك ببنى وهياكل جديدة تضمن إنهاء شاملا لتاريخ مما اُرتُكِب من جرائم في العصر الحديث.. وسيكون ذاك التحالف أداة مكينة لإطلاق مسيرة البناء والتنمية التي تحمي تطلعات شعوب الأمتين ومستقبلهما..وتكفل التصدي المباشر الآني لكل ما يتعرضان له من أعمال عدوانية من طرف العنجهية الممارسة في الخطاب الرسمي التركي للسيد أردوغان وقواته..
فلتتوقف أعمال العدوان ولتنصرف الجهود كافة بتحالف مكين من الجميع ضد كل أشكال الإرهاب سواء من ميليشيات التطرف الإرهابية وعصاباتها أم من الدول ونهج بعض حكوماتها..
الأمانة العامة للتجمع العربي لنصرة القضية الكوردية
الأول من آيار مايو 2017