بعض من آخر تغريدات تيسير الآلوسي مارس آذار \ أبريل نيسان 2017. وهي تغريدات تتضمن وقفة مع الأبناء ومواقفهم سواء منها القيمية السلوكية التي تمارس في تفاصيل اليوم العادي أم تلك الاستراتيجية الفكرية السياسية لهم وما يتخذونه من مواقف تجاه قضايا مجتمعية كبيرة.. وبجميع الأحوال فإن المهمة هنا تتطلع لتفاعلات يمكنها تنضيج أفضل الصياغات التي تجنب المجتمع برمته والأبناء من الجيل الجديد مختلف الآلام التي تصطنعها حال التمسك بماضويات تجمدت وتكاد تغادر لولا مواقف بعض المتزمتين الذين يريدون إدامتها على حساب أنسنة وجودنا وقيم العصر.. إليكم تلك الومضات وهي جزئية من آخر التغريدات التي حصدت تفاعلات غيجابية راجيا أن تنال تفاعلاتكم الجديدة أيضا
في عيش الحدث اليومي وهموم الناس\ واقعة الاعتداء على الطلبة:
وجهتُ بيانات ومذكرات ونظمت حملة هي بمجموعها تعبير عمن تبناها قبل أن تكون باسمي وأجدني أتشارك مع مجتمع التنوير والتقدم فيما أنجزته لا تنحصر ملكية المنجز بي وهذا مبعث اعتزازي في مشاركة بيئتي بالرؤى والمعالجات.. هنا تغريدتان بخصوص حدث وقع مؤخرا وتغريدات أخرى ستنصب على قضايا صنع القيم الجديدة المتناسبة مع المتغير الزمكاني ومع عصر يتقدم بنا بتسارع لا يرحم.. فكيف نتخذ المواقف الأنجع تجاه الأبناء وتجاه العلاقات برمتها؟
هذه بعض تغريداتي:
#لا_لفصل_من_دافع_عن_حرمة_الجامعة.
فلنصوّت ضد قرار يعبث بالقانون وسلامته لصالح منتهكي الحرم الجامعي.. ساهموا باسترجاع مكانة العقل العلمي العراقي!
أدعو طلبتنا النجباء بجامعة القادسية وكل الشرفاء للرد على قرار فصل من دافع عن الحرم الجامعي؛ كما أدعو وزارة التعليم لإجراء عاجل يستعيد القانون وسلطته ووقف حالات الجور والتعسف!
في علاقاتنا الإنسانية:
عندما يجري تشييء وجودنا تنتفي العلاقات الإنسانية وتستحيل لمجرد علاقة سطحية فارغة كما تلك العلاقة مع أيّ شيء مادي رخيص.. فلنتنبَّه إلى فلسفتنا في الحياة وقيمنا !
لأنّ الانحدار بقيمنا نحو التشييء يجعلنا نساوي بين الإنسان وأي شيء مادي ومن ثم نحكم علاقاتنا في ضوء ذلك فنحيلها مجرد هياكل ارتباط كما المجسرات الرابطة بين وجودين ماديين!، وربما أدنى أهمية..
إذا كان منظورنا للعلاقة مع الآخر يمر عبر المردود (المادي) فهذه حال من التشييء الذي يجعلنا نبرِّر لأنفسنا كل الممارسات بلا أي شعور تجاه ما نرتكب من أخطاء بل خطايا تجاه الآخر القريب والبعيد بسبب استيلاد مبررات تقوم على فلسفة التشييء وتسطيح العلاقات لهذا المستوى المتدني.
ما يُعد خيانة لعلاقة إنسانية والتزام تجاه (آخر) قريب أو بعيد يصير مجرد وجهة نظر، ويتحول إلى حق يمارسه من يبرر لما يرتكب بسبب طابع طابع منظوره للحياة وفلسفته فيها..
هذه الإشكالية تنطبق على العلاقات الخاصة الشخصية وعلى العلاقات العامة المجتمعية في ضوء تطبيقات فلسفة التشييء. فهلا تنبهنا إلى طابع علاقتنا المختلف نوعيا مع الأشياء من جهة ومع الإنسان الفرد والجماعة من جهة أخرى؟
ربما مراجعة في خطانا وتفاعلاتنا ستكون مفيدة في التعرف إلى ما تشوهه فينا الثقافة الاستسهلاكية الشائعة قسرا في مجتمعات استغلالية مشوهة… ما رأي من وصلته الرسالة؟؟؟
لنتذكر حالَ فصامٍ يولدُ بين الأجيال بالاستناد إلى التمترس والتخندق خلف التناقض القيمي الذي لا يحترم الشروط الموضوعية للعيش بظروف زمكانية مختلفة.
بمعنى حاجة كل جيل لتفهم الآخر عبر قراءته من منظور انتمائه لظروف زمكانية مختلفة…
يعاني الأبناءُ المهجريون من ضغوطِ تمزقٍ قيميّ وأخرى سايكوسوسيولوجية؛ سببها محاولةُ كثيرٍ من الآباءِ فرضَها قسرياً، من دون مراعاة لاختلافات زمكانية جوهرية…!
لا تعارضَ بين تمسكِ الآباء بقيمِهم وبين حقِ الأبناء وحريتهم في خياراتهم لمنهج عيشهم على وفق مستجدات ظروفهم؛ فذلكم تعميد لمنطق احترام تنوعنا الإنساني واستقلالية الهوية عند كل جيل وفي كل ظرف مخصوص…
إنّ مصداقيةَ تنويريةِ الإنسانِ، تتجسدُ في امتناعِهِ عن فرض قيم الأمس على أبناء اليوم.. وفي حمايةِ حق عيش غدِهم بالكيفية التي يختارونها بحرية تامة وبلا قيود غير سلامة منطق إدارة العلاقات الإنسانية المنسجمة مع إراداتهم وتطلعاتهم ورغباتهم العقلانية…
كبْحُ جماحِ سطوةِ التقاليد، تكمنُ في رفضِ الفروض التي أسقطَ المجتمعُ عليها قدسيةً زائفةً باسمِ الدين والأخلاق؛ وهي [أي تلك التقاليد] ليستْ سوى اجتراراً سلبياً لقيودٍ ماضويةٍ مريضة.
فلنكن لأبنائِنا عوناً، يساعدُهم في السيطرةِ على متغيراتِ يومِهم العاصفِ وطابعِ مستجداتِهِ ومفاجآتِها غير المحسوبة؛ لا عقبةً تزيدُ ضبابيةَ دروبٍ اختاروا السير فيها.
إنّ كيفيةَ بناءِ السياقاتِ القيميةِ للأبناءِ، تعتمدُ على ما تفرضُهُ ظروفُ عيشِهم وطابعُ حلولِهم وخياراتُ منطقِهم؛ لا على قوالب يريدُ بعضُنا فرضها قسرياً عليهم!
علاقاتُ الجيلِ الجديد الفردية منها والجمعية، تحكمُها قيمٌ، تولدُ من خياراتِهم لا من قيودٍ وأعراف وتقاليد نقلَها الآباءُ عن أسلافِهم اجتراراً مرضياً قسرياً.
لا تجعلوا القضايا القيمية مجرد تابوات (محظورات) تقولب الأبناءَ؛ فتحرمهم ثقةً واجبةً بالنفسِ وتحيلُ عيشَهم لجحيمٍ، بسبب الخشيةِ من الخروج على الماضويات وتعقيداتها…
رعايةُ الأبناءِ واجبٌ لا يقوم على فرضِ قيمِ الآباءِ، لتكونَ ثوابتَهم الجامدة التي تحيلهم الى كائناتٍ مستنسخةٍ. احموا حرياتِهم وخياراتِهم بلا تقييد بماضٍ!
إنَّ مقدارَ تمسكِنا بأنسنةِ وجودِنا لا يتأتى من عبثيةِ اجترارِ أيةِ قيمٍ وثوابت بل من مقدار احتضانِ التجدّدِ وخياراتِ الأبناء لخطى مسيرتِهم وتوجهاتِها وقيمها.
ينطبق هذا في الخاص والعام ما يتطلب إدامة رعاية التجديد في مسيراتنا وعلاقاتنا وأشكال تنظيم وجودنا وبناء هياكله وتركيباته ووضع قيمه ورسمها…
عندما يختار الأبناء هويتهم وغدهم فإنَّ وقوفَنا معهم لا ينبغي أنْ يكونَ بنصائحِ الفرملةِ وقوالبِ المعتقدات والتقاليد بل باحتضانِ انطلاقتهم وتعميدها، وبإبعادهم عن مثالب ولوج الجديد وما يرسم من قيم بديلة تظل بحاجة لرعاية لا قولبة ولتشذيب لا مصادرة ولا إقصاء ولا استلاب أو أي مواقف فوقية مسبقة!؟
لهم تفاصيل الخطأ وهوامشه، وعلينا واجب التبني لمحاور رئيسة بما يحاول تلبية الإيجاب وتجنب السلب من دون خشية من اية ثغرة أو مثلبة أو حتى خطأ.. فلكل شيء ثمن. الشيء الثابت الوحيد هو ألا يكون الثمن على حساب روحية الإنسان ونفسيته أو ما يقع إيذاءً له.
وردتني تفاعلات أتطلع لتعززها هنا بما يفضي إلى معالجة محوري العلاقات الإنساسنية الفردية الخاصة الشخصية منها والجمعية العامة المجتمعية. وبما يهيئ لتبني قيم سامية جديدة تتناسب ومنطق عصرنا ووجودنا بمجتمعات مختلفة متباينة بمستويات تطورها وعيشها…
أؤكد ثابتنا الوحيد إنقاذ سمة الأنسنة من الوقع أسيرة قيم وتقاليد ماضوية تريد الاستمرار على حساب الإنسان، بصيغة أخرى الثابت ألا نوقع في أنفس الناس مشاعر الألم والندم ونفتح جراحات فاغرة بلا معنى سوى التضحية بالإنسان لمصلحة ثيمة لتلك التقاليد التي أسقطت عليها مجتمعات التخلف قدسية بأي منحى…
شكري وامتناني سلفا لكل التفاعلات المختلفة والمتفقة، طالما كان البحث يتمسك باحترام الإنسان وسمو وجوده.