بيان المرصد السومري لحقوق الإنسان بشأن محاولات قطع الحصة الدوائية عن كوردستان وتعرض حيوات المواطنات والمواطنين لمخاطر كارثية ننشر هذا البيان بأمل الالتفات إلى الحملة ونصها المستقل تلك التي وقعتها منظمات وشخصيات حقوقية عديدة بذات الموضوع والجوهر، من أجل توجيه النداء والمطالبة العاجلة الطارئة إلى كل من الحكومة والمنظمات الأممية بقصد اتخاذ موقف عاجل حاسم يحل القضية جوهريا.. شاكرين لكم توقيعكم تلك الحملة ومن جهتنا، سنضع رابطها هنا أيضا هذا المساء
نتابع في المرصد السومري لحقوق الإنسان الأخبار المقلقة بشأن محاولات أطراف في الحكومة الاتحادية لقطع الحصة الدوائية عن كوردستان. وعلى الرغم من تضارب التصريحات والمعلومات الواردة إلا أنها جميعا تؤكد مباشرة إجراءات بهذا الاتجاه. إذ أفادت المعلومات الرسمية المعلنة أنّ وزيرة الصحة في الحكومة الاتحادية تقدمت بطلبها الذي مرره السيد رئيس مجلس الوزراء وتضمنت التوصية بشمول حصة كوردستان البالغة 17% من الموازنة وتساوي ما مقداره نحو 109.8 مليارات دينار من إجمالي الميزانية الاتحادية المخصصة لشراء الادوية البالغة 645.97 مليار دينار.. فيما أفادت تصريحات أخرى بأن المبلغ يساوي حوالي 120 مليار دينار يذهب ما نسبته أكثر من 35% منها إلى النازحين المقيمين في كوردستان الذين وصل حجمهم إلى مليون و800 ألف نازحة ونازح… وكانت بعثة الأمم المتحدة في العراق (يونامي) قد أعلنت أن ما يقارب من 47 % من النازحين العراقيين، يقيمون حالياً في إقليم كردستان. كما يُذكر أنَّ ما نسبتهم 99% من نازحي الموصل وجرحى الجيش العراقي في معركة تحرير الموصل يتلقون العلاج هناك، فضلا عن وصول دفعات جديدة في الأشهر القليلة الأخيرة إلى كوردستان بلغ تعدادهم أكثر من 139 ألف…
ومنذ 20 ديسمبر كانون أول 2016 يوم تأشير السيد العبادي على القرار جرت اتصالات رسمية لتجنب حجب الحصة الدوائية وإحالة قيمتها المالية إلى إجراءات الاتفاقية بين بغداد وأربيل بشأن إطلاق نسبة الـ17% مقابل تصدير حصة معلومة من النفط.. حيث تنص (المادة 8 \ أولا) من قانون الموازنة العامة لعام 2017، على الآتي: “تحدد حصة إقليم كوردستان بنسبة 17% سبعة عشر من المائة من إجمالي النفقات الفعلية المبينة في {الجدول \ د ـ النفقات الحاكمة} الملحق بهذا القانون وتدفع من قبل وزارة المالية الاتحادية وبموافقة رئيس مجلس الوزراء”.
وجديد الموضوع أن حجب الحصة قد بدأ بنسبة 75% وأن وزارة الصحة ودائرة العلاقات الخارجية الكوردستانية قد عقدت اجتماعا مع ممثلي 30 دولة ووكالة الأمم المتحدة وممثل منظمة الصحة العالمية، بشأن التداعيات التي تحيق بمخاطرها التي لا تقف عند مشكلات صحية عادية بل يمكن أن تتسبب في أوبئة تنتشر إلى مجمل البلاد وإلى الدول المجاورة…
وستكون وزارة الصحة الكوردستانية مضطرة لمجابهة حال طوارئ تجاه قائمة بالأدوية والمستلزمات الطبية وعجلات الإسعاف وكيفية تأمينها بوجه عاجل فضلا عن تأمين إدارة المستشفيات والمساعدات الصحية العاجلة في ظل الحجب المفاجئ. وستحتاج الأوضاع المستجدة إلى توفير بنى تحتية صحية بعد القطيعة والحصار الجديد ومن ذلك على سبيل المثال بناء مجمعات خزن للأدوية ووسائل فحص الأدوية وغيرها من الإجراءات التي كانت بيد وزارة الصحة الاتحادية الأمر الذي سيتطلب زيادة ميزانية الوزارة بكوردستان في ظروف معقدة حالياً.
إنّ الحصة الدوائية لكوردستان تظل ضمن (النفقات الحاكمة)، ولا دخل لها بالخلاف السياسي الدائر بين بغداد وأربيل حول الاتفاق النفطي ولكن بعض الأطراف باتت تتصرف بطريقة مثيرة لمزيد من الاستغلال الواقع بمخاطره على كواهل المواطنات والمواطنين أولا وآخراً..
إنّنا بدءاً نطالب بتجميد تنفيذ القرار فوراً ومتابعة غيصال الخدمات الصحية، فيما نطالب الجهات الأممية والدول الصديقة بتزويد كوردستان بحاجاتها المتفاقمة في ظل تفاقم ظاهرة النزوح إليها وحجمها الاستثنائي. وندعو البرلمان العراقي لمساءلة وزيرة الصحة ورئاسة الحكومة فيما وجهت به من قرار طاول المواطنات والمواطنين بالخطر المباشر ونجدد النداء إلى جميع المنظمات في الحركة الحقوقية العراقية للتوجه إلى الادعاء العام بمطلب التحقيق بمثل هذه التوجهات التي تهدد سلامة حيوات الناس وتختلق شروخاً وانقسامات غير مبررة إلا بمعاداة العراق الفديرالي ووحدته…
إن حق الحياة وتأمين سلامتها وصحتها وحمايتها من الأمراض والأوبئة يبقى حقا أساسا جوهريا لا يمكن التهاون بأولويته..
وفي وقت ندين تلك السياسسة الخرقاء وطابع ما تنتجه من مخاطر نؤكد على واجب وقف العمل بهذا القرار وبدلا منه يجب ضخ حصة مضافة لما يناهز المليوني نازحة ونازح وحاجاتهم المباشرة العاجلة…
مهيبين بالمجتمع الدولي والمنظمة الأممية والصحة العالمية بالتفاعل العاجل ونلفت أنظار معالي رئيس المنظمة الدولية في زيارته القائمة اليوم إلى هذه القضية الاستثنائية في الواقع الميداني الذي حضر للاطلاع عليه عن كثب..
المرصد السومري لحقوق الإنسان
لاهاي هولندا
30 مارس آذار 2017