بمناسبة النداء الذي أطلقه المؤتمر العاشر للحزب الشييوعي العراقي لتوحيد الحركة الوطنية الديموقراطية وإطلاق مبادرة الشخصية الوطنية العراقية الدكتور كاظم حبيب استكمالا للفعل وجوهر النداء أضع رؤيتي المتواضعة هنا توكيدا لأمرين الأول ألا نقع بورطة التكثير اللفظي النظري للنداءات والمبادرات والتركيز على المبادرة الرئيسة والبناء عليها والاشتغال على تفعيلها ووضعها موضع التنفيذ والثاني يتجسد بالبحث في إشكالية الآليات بأسقف زمنية وخارطة طريق تجمع القوى الوطنية الديموقراطية المؤمنة بـ((الدولة المدنية الديموقراطية الاتحادية وتحقيق العدالة الاجتماعية)).. أحيلكم هنا إلى جملة من النداءات السابقة التي تنتمي إلى العام 2004 أي بمرحلتنا التي نعيش بأمل التوجه اليوم إلى الفعل وخطى العمل البنَّاء..
نداءات من أجل وحدة الحركة الوطنية والديموقراطية في العراق.. دعوة للتفاعل والتفعيل
منذ بدايات تأسيس الدولة العراقية وولادة منظمات الحركة الوطنيةي كانت قضية الوحدة الوطنية ضرورة وطنية عليا وذات أولوية بمجابهة محاولات التمزيق التشظي.. وبات شعار قووا تنظيمكم قووا تنظيم الحركة الوطنية مبادرة شجاعة ومميزة في التأسيس لهذا الاتجاه الوطني الأسمى. ثم توالت مشروعات تشكيل الجبهات الشعبية والوطنية سواء لقوى اليسار الديموقراطي أم لمجمل الحركة الوطنية يسارا ويمينا… ولطالما بادر أعرق الأحزاب العراقية تاريخاً وتجربة وطنية مشهودة، أقصد الحزب الشيوعي العراقي، في إطلاق نداءات الوحدة الوطنية والديموقراطية متمسكاً بشعاره الثابت ومحور عمله بوصفه مكوناً رئيساً في الحراك الوطني الديموقراطي.. وجاءت آخر مبادراته في نداء مخصوص بقضية وحدة التيار الديموقراطي والحركة الوطنية الأمر الذي أخذ بصمة المؤتمر العاشر للحزب…
إن مثل تلك المبادرة الوطنية الجليلة وكبيرة الأثر والأهمية هي بين يدي كل القوى والأحزاب والحركات والمنظمات والشخصيات الوطنية الديموقراطية.. ومن دون التحول من الدعوات النظرية إلى الفعل العملي ستبقى هي وأية مبادرة أخرى مجرد تكرار لفظي أو صوتي بلا فعل بل بفعل سلبي محبط بسبب من التشوش الناجم عن تكثير المبادرات والنداءات ومن ثم الضياع بين مسميات بلا فعل..
إن جوهر القضية اليوم تكمن في قراءة مبادرة أو نداء المؤتمر العاشر للحزب الشيوعي من منطلق التبني حول جوهر النداء المبادرة وسيكون إدلاء كل شخصية وجهة معنية بهذه المهمة الوطنية إضافة نوعية كبرت أوصغرت بحجمها، فقط عبر التركيز على البحث في الآليات أقصد آليات تلبية النداء بجوهره ومقاصده وبتقديم ما يغني خارطة طريق تتمسك بها الجبهة الوطنية العريضة بأي اسم تسمَّت..
إن المهام المنتظرة من الجميع بعد إعلان نداء الحزب الشيوعي تتمثل وتتجسد في :
- كتابة الدراسات التي تتعمق برسم خارطة طريق برامجية للحراك الوطني الموحد يقوم على المحاور الرئيسة العامة من القواسم المشتركة.
- رسم آليات عملية لتلبية النداء وتوحيد قوى اليسار الديموقراطي ومعه قوى الحركة الوطنية المؤمنة بالدولة المدنية الديموقراطية.
- الدفع بالشخصيات الأبرز التي قدمت جهدها باتجاه توحيد الحراك الوطني الديموقراطي.. حيث تشكل لجان التفاوض في الأحزاب المعنية بالنداء ومعها الشخصيات المؤثرة صاحبة التجربة والمنجز..
- تشكيل لجنة تحضيرية للقاء الوطني والتحول به إلى مستوى المؤتمر الوطني والفعالية التنظيمية المنتظرة..
- تعزيز نشر النداء وطنيا عراقيا في داخل الوطن والمهجر واستقطاب أوسع الفعاليات فيه.
- يُنتظر من المبادر\ين أن يتقدموا بخارطة طريق أولية للمناقشة والإغناء والحوار بمستوى وطني شعبي وتنظيمي بلجان متخصصة.
- إيجاد وسائل استطلاع رأي عام وتوظيفها في مسيرة العمل بجميع مراحلها. مثلا البحث في أوسع تصويت لهذا الشعار أو ذاك ولهذا الهدف أو المحور المتبنى أو ذاك..
ومن ملاحظتي المتواضعة اطلعت على أول الكتابات التي تأتي بوصفها تناغما وصدى جديا يضيف إلى نداء الحزب الشيوعي ويعززه ويبحث في استقطاب أوسع أرضية للتحول بالنداء الأصل إلى الفعل ومؤازرة خطوات تلبية مفرداته ومحاور اشتغاله. بالإشارة هنا إلى معالجة الشخصية الوطنية الأممية الدكتور كاظم حبيب وما طرحه بندائه الذي نشره مؤخرا.
إن النداء المنطلق من المؤتمر العاشر والمعبر عن موقف الحزب الشيوعي العراقي، الحزب الذي يحظى باحترام شعبي وبتقدير واسع من القوى الوطنية بتنوعات طيفها نظرا لتمسكه بمبدأ الوطنية عبر تاريخه، سيكون نداءً وطنيا شاملا كل القوى التي تتبناه كونه يبقى نداء وطنيا بجوهره لا يتحدد بمحددات أيديولوجية حزبية بعينها بل يتسع ليضم قوى اليسار الديموقراطي ومعها كل القوى الوطنية المخلصة لبناء الدولة المدنية الديموقراطية الاتحادية .. وفي ضوء ذلك فإنَّ الواجب الوطني يلقي بكرته في ملعب كل حزب وحركة ومنظمة وجمعية واتحاد يتبنى الغايات الوطنية ويحمل غاية تغيير هيكلي جوهري من دولة التشظي الطائفي وما تولد عنه من نتائج لا تفضي إلا إلى نموذج الدولة الفاشلة واحتمال تمزقها بين كانتونات محتربة إلى دولة مدنية قوية تلبي تطلعات الشعب وخياراته بعيدا عن التزييف والتضليل والمماحكات الطائفية المفروضة كرها ومخادعة على أبناء الشعب..
ولعل المبادرة تدعو من أطلقها أولا لتشكيل لجان اتصال مباشر بتلك الأحزاب تحفيزا للحراك ولجان متابعة لحوار وطني شعبي مفتوح بخارطة طريق مقترحة فضلا عن إعمال اسقف زمنية لآليات عمل جدية ناشطة فاعلة ومؤثرة وثقتي هنا بالخصوص بأن التيار الديموقراطي وتنسيقياته في الوطن والمهجر ستكون اللولب الأكثر نشاطا بوساطة ناشطيها من الشخصيات الديموقراطية الفاعلة بحيوية عطائها وعمق تضحياتها وما تتحمله من مهام ودعوني هنا أشير بالتحديد لعدد من مسؤولي تنسيقيات المهجر كالأستاذ نهاد القاضي والأستاذ هاشم مطر والأستاذ نبيل تومي وآخرين مشرقين بخبراتهم وحيوية فعلهم وطبعا أن أشير إلى شخصيات ديموقراطية ريادية وما يُنتظر منها في الجانبين النظري والعملي للمبادرة وهم بالعشرات من القامات الكبيرة الشامخة..
وبخلافه ستنطوي الحملة من أجل تلبية النداء على فتور وربما إهمال وسط معمان اشنغالات جرَّتنا وتجرنا إليها وقائع ترسمها القوى المتحكمة بالمشهد..
إن الحلقة المركزية للحراك الوطني تكمن في توحيد الحراك لتفعيل دوره وتوسيع صلاته بأصحاب المصلحة الحقيقية…
لقد كنتُ شخصيا تحدثت وكتبت بالخصوص مثلما عشرات من الشخصيات الوطنية الديموقراطية المستقلة والحزبية فتراكمت لدى مجموع القوى الوطنية الديموقراطية أدبيات كثيرة علينا وعلى أصحاب المبادرة العمل على قراءتها جميعا واستقطاب جوهرها وتوحيده في الآليات وأسقغها الزمنية وفي خارطة الطريق البرامجية وهو الفعل الذي أتوقع له كل النجاح مجددا هنا دعمي ومؤازرتي لنداء المؤتمر العاشر بوصفه جوهرة الفعل والتقدم خطوات إلى أمام وأؤيد ما ظهر من نداءات تتفاعل مع النداء الأصل وأدعو لمزيد مشاركات تتحدد إجرائيا بالاليات وبرسم خارطة الطريق مثلما خطوة الصديق والشخصية القيادية في الحركة الديموقراطية العراقية الدكتور كاظم حبيب…
وأقترح هنا توكيدا تشكل لجان في المهجر وأخرى في الوطن بسقف زمني لا يتعدى الشهر من الآن ولأصحاب المبادرة عقد الاتصالات النوعية المخصوصة..
تيسير عبدالجبار الآلوسي
بعض النداءات السابقة وما تضمنته من مقترحات قد تفيد في تفعيل الجهد وتلبية مفرداته:
معالجة تؤازر إطلاق نداء وحدة الحركة الديموقراطية وتقترح جملة توصيات قد تفيد في التأسيس للفعل
حول النداء من أجل حركة ديموقراطية جماهيرية متحدة في العراق
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=%20244770
هذه تصورات ربما تكون إضافة لتوضع في خارطة الطريق وفي آليات العمل المنتظرة بأسقف زمنية بعينها
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=%20271502
ربما تفعيل هذه الحملة وتعزيزها سيكون فرصة أخرى لدعم النداء الذي أطلقه المؤتمر العاشر وليس إطلاق حملة مثيلة أو شبيهة بمعنى توصيتي بألا نطلق حملات مكرورة ولكن نفعِّل الموجودة ونواصل البناء عليها لمراكمة الفعل وعدم الانطلاق من الصفر في كل مرة
نداء للإتحاد نداء الى القوى والشخصيات الديمقراطية العراقية
http://ehamalat.com/Ar/sign_petitions.aspx?pid=242
*********************************************
هنا تجدون معالجة تؤكد على نداء توحيد الجهد الوطني وتحديدا عقد مؤتمر وطني شامل
النداء الوطني العراقي بين تناقضات المآرب وواجبات المطالب… ضرورة واجبة الشروع إجرائيا اليوم قبل الغد
http://www.kdp.info/a/d.aspx?l=14&a=50983
لدي هنا في هذا الاستطلاع ما يفيد بهذا الموضوع من جهة السعي لتوحيد الجهد بإطار السقف الدستوري
المثقف والدستور .. مثقفو الخارج يتحدثون عن المحاصصة وحماية الدستور استطلاع – محمد ناجي
http://almadapaper.net/sub/07-440/p13.htm
أضع هنا نص نداء المؤتمر العاشر لأهميته التأسيسية وطابع المبادرة والريادة الأمر الذي يفرض مهاما وطنية وإنسانية لتلبيته والتفاعل معه بتقديم المقترحات التي تدخل في آليات عملية للتنفيذ وبخارطة طريق مع أسقف زمنية بجميع المفردات
هل ستنهض الفضائيات والصحف بلقاءات مخصوصة مع المبادرين؟ وهل ستستكمل الرؤية بدورها في مقابلة وسؤال الأطراف المعنية من القوى المدنية اليسارية الديموقراطية والليبرالية؟ وهل ستباشر الأقلام التنويرية كتاباتها بالخصوص؟ تلك أسئلة موئلها وإجاباتها لدى القوى الفاعلة وكسرها حال السكون والاستسلام للاحباط والتحرك باكرا لأخذ دور الفعل والمبادرة وتبني مسؤوليتها في هذا التوجه وكفى انتظارا لمن ينهض بكل المهام نيابة عن أدوارنا والتغيير لا يأتي بزمرة انقلابية بل بشعب يتوحد ويفعّل دوره وأول هذا تحرك الفئات الأكثر وعيا وصدارة للمشهد
نداء الى القوى والاحزاب والشخصيات المدنية والديمقراطية
تشهد بلادنا تطورات واحداثا مهمة، تؤشر استمرار الازمة العامة وتعمقها وشمولها وتعدد تجلياتها. فهي ازمة بنيوية طاحنة مفتوحة على الاحتمالات كافة، وان اسبابها لا ترتبط بطريقة التغيير التي تمت عبر الحرب والاحتلال، وبتركة النظام المباد الثقيلة وحسب، وانما ترتبط ايضا بطبيعة نظام الحكم الجديد ومنهجه الذي يعتمد المحاصصة الطائفية – الاثنية في الادارة وفي بناء مؤسسات الدولة، المدنية والعسكرية، وتغليب الهويات الفرعية على مبدأ المواطنة العراقية الجامعة، وتوظيف الدين لخدمة مطامح سياسية ومصالح اقتصادية ضيقتين. كذلك تتسم بتفاعل العديد من العوامل الداخلية والخارجية المؤثرة فيها، وبما تعرض اليه وطننا من عنف وتخريب وموجات ارهابية دامية.
من جانب ثانٍ شهدت السنوات الماضية استمرار الحالة الانتقالية، واحتدام الصراع على خيارات المستقبل وشكل الدولة وماهيتها، وعلى طبيعة النظام السياسي والاقتصادي- الاجتماعي الجديد. وتفاقمت خلالها حالة استعصاء سياسي ناجمة عن الصراعات بين الكتل المتنفذة وفي داخلها، واستمرار المتنفذين الفاسدين في تعنتهم وتمسكهم بالمحاصصة تحت عناوين مختلفة، وتغليبهم مصالحهم الضيقة الانانية على مصالح الشعب والوطن.
وانعكس ذلك كله على اداء مؤسسات الدولة، الذي اتسم بالشلل والعجز عن تلبية حاجات الناس، وفي اشتداد الازمة المالية الاقتصادية، وتفشي الفساد في الدولة والمجتمع، وتصاعد التوتر الاجتماعي. وادى الفشل بمظاهره المختلفة إلى تدهور المستوى المعيشي لفئات وشرائح اجتماعية واسعة، خاصة من العمال والفلاحين وعموم الكادحين وذوي الدخل المحدود، بل حتى من الفئات الوسطى، فضلا عن ارتفاع معدلات البطالة ونسب الفقر. وامام اصرار المتنفذين على التمسك بهذا النهج، وبالامتيازات والمغانم التي يحملها لهم تقاسم السلطة والثروة.
وإزاء انسداد افق حل الازمة الشاملة للبلاد، اصبح التغيير ضرورة ملحة لمواجهة التحديات التي تنهض امام بلدنا، ولفتح آفاق مصالحة وطنية ومجتمعية حقة، وحفظ وحدة البلاد وتجنيبها مخاطر التقسيم والاحتراب الداخلي.
ان الاصلاح الحقيقي والشامل هو المدخل لاجراء التغيير في البنية السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ولدفع عملية الاصلاح والتغيير قدما حتى الخلاص من المحاصصة والفساد وتحقيق المصالحة الوطنية المجتمعية، ولبناء وتوطيد ركائز الدولة المدنية الديمقراطية الاتحادية، دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية.
والتغيير المطلوب لن يتحقق إلا عبر بناء بديل، يكسر محاولات احتكار السلطة المستندة الى الهويات الفرعية وإعادة إنتاجها، ويؤسس لوعي اجتماعي جديد، وتوجه ثقافي يشكل نفيا لثقافة الاستبداد ولنزعات العودة الى الماضي المناهضة للحداثة والتنوير، ويرسي الاعتراف بالآخر واحترام التنوع. وليس افضل من البديل المدني الوطني الديمقراطي اداة لتحقيق ذلك، ولاعادة بناء الاقتصاد والمجتمع والدولة على اسس جديدة، تجعلها دولة مواطنين احرار وليس رعايا.
وغاية ذلك هي اصلاح العملية السياسية وتصحيح مسارها، بما يفضي الى فتح فضاءات جديدة، وتغيير موازين القوى لصالح اصطفاف مدني ديمقراطي واسع، ونشوء كتلة وطنية مؤثرة وفاعلة، تقود البلد الى شاطىء الامان والاستقرار، والتقدم والازدهار والتنمية المستدامة.
وهذا يتطلب مواصلة ضغط الحراك الشعبي والجماهيري السلمي، والسعي الى تنويع اشكاله وادواته ووسائله، والارتقاء بادائه، وتنسيق اهدافه ومنطلقاته وبلورتها، وتأمين وضوحها، الى جانب توحيد قياداته، والتحسين المطرد لاداء تنسيقيات الحراك، والتنسيق في ما بينها على صعيد كل محافظة، وعلى مستوى بغداد والمحافظات الاخرى.
ويوجب ايضا السعي الى الارتقاء بدور التيار الديمقراطي وقواه وشخصياته، وتوسيع وتطوير نشاطاته وعلاقاته باستمرار، واقامة الصلات ومد جسور التعاون والتنسيق مع مختلف القوى والاحزاب والهيئات والشخصيات المدنية والديمقراطية.
ولن يتحقق ذلك من دون تقارب القوى والشخصيات المدنية والديمقراطية وتفعيل دورها نحو تشكيل الكتلة الوطنية الحاملة لمشروع البديل الوطني الديمقراطي، والعاملة من اجل تغيير موازين القوى لصالح مشروعها.
وتاسيسا على هذه القناعة الراسخة يمد حزبنا يده الى كافة الداعين الى قيام دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية واحترام حقوق الانسان، دولة المؤسسات والقانون، ويدعوهم الى البدء فورا باللقاء والتشاور، وتجاوز حالة الفرقة والتششت ولملمة الصفوف وصولا الى تحقيق الاصطفاف المدني الديمقراطي الواسع القادر على انجاز الاصلاح والتغيير.
المؤتمر الوطني العاشر
للحزب الشيوعي العراقي
3-1/ 12/ 2016
2النص منقول من صفحة الأستاذ رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية