بمناسبة الاحتفال بيوم المثقف العراقي وفي إطار افتتاح الاحتفالية، هذه كلمتي التي تم قراءتها في الاحتفالية في هذا اليوم.. يُذكر أن يوم المثقف العراقي كان قد تم اختياره في مؤتمر القمة الثقافي الأول المنعقد في مدينة العمارة محافظة ميسان العراقية بالإشارة إلى اختيارها من بوابة الانتماء إلى مجد التراث الإنساني السومري. وساهم في الإعداد والرعاية للمؤتمر جامعة ابن رشد ورئيسها الدكتور تيسير الآلوسي من بين رعاة ومؤسسي هذا النشاط الثقافي
الصديقات الفاضلات والأصدقاء الأفاضل
الحضور الكريم
أصالة عن نفسي ونيابة عن جامعة ابن رشد في هولندا والمؤسسات الثقافية والمراكز البحثية المنبثقة عنها، بوصف هذا الينبوع الثقافي أحد أركان رعاية هذه المهمة الثقافية وتكريسها في حياتنا العامة، أتقدم منكم ومن جميع المكرّمات والمكرّمين بكبير التهاني وبالتقدير لمجمل جهودهم التي تمثل عصارة العطاء والمعاناة تضحيةً من أجل عالمنا سعيداً يمتلئ مسرةً ومحبةً وخيراً.
إنّ مهمة التكريم لا تقف عند حدود الشخصية المكرَّمة ولكنها تتسع باتساع دائرة المجتمع ومنجزه الثقافي القيمي الذي يجسد مسيرة تاريخية وانتماءً وهويةً وطابع منجز إيجابي يخلده في سِفْر الثراء المكلل بتيجان الغار..
ومهمة التكريم ليس قضية خاصة فردية محدودة بل هي معنى قيمي يشمل تضافر الجهد الإنساني ويعلي من شأن أنسنة وجودنا. ولهذا السبب كانت جائزة العنقاء الذهبية والمؤسسات الداعمة الراعية وجوداً ثقافيا فلسفيا تنويريا لا يحد ممارسته تخصص أو مسار بل ينفتح على تنوعات حيواتنا وما تتسم به فروع المعارف والثقافة الإنسانية..
إننا نفخر بريادة ميدان، وحمل رسالة تنتمي لتراثنا وجذورنا بامتداد حتى معالم سومر ترث الإنسانية الخالد وحتى يحط الرحال عند آخر منجزاتنا الحديثة المعاصرة بوساطة عقولنا العلمية التنويرية ومنجز شخصياتنا بمختلف الميادين..
واليوم إذ يتقدم العراقيون في مكافحة قوى العنف الإرهابية ومنطقها الهمجي وإذ يمضون لمكافحة الأزمات والعقبات بمختلف المسارات فإنهم ايضا يحملون رسالة ثقافة ويخوض شعبنا بتنوعات مكوناته معركة فكرية ضد الجهل والتخلف وأمراضهما وضد ما حاولت قوى الظلام تكريسه حيث نؤكد تمسكنا بقيم التسامح ثقافة ومنهجا لوجودنا وللتآخي بين مكونات مجتمعنا وشعبنا وبيننا جميعا مؤمنين بقيم الإخاء واحترام التعددية والتنوع وبصمات الآخر مستقلة حرة بفضاء يوفر مناخ الإبداع والتقدم والعطاء الأغنى ثراء بالمحبة وأنسنة وجودنا
أصل هذه اللحظة إلى توجيه أسمى رسالة تصاغ بأصواتكم النقية الزكية حيث احتفالنا بيوم المثقف العراقي تكريما وتشرّفا وإعلاء شأن محاولين الوصول إلى قامات مثقفينا الشامخة نخيلا عراقيا باسقا.. واسمحوا لي بالمناسبة أن أذكر بقامة غادرتنا جسداً ولكنها القامة التي نحمل بها جليل المكان والمكانة بمنجزها ولعطائها الخالد بيننا لنقف إجلالا للراحل الفقيد فنان الشعب الأستاذ يوسف العاني..
دمتم أيتها السيدات ، أيها السادة قامات إبداع وعطاء
دمتم شموس محبة وتسامح
ونلتقي دوما بمسارات بناء بلادنا مجددا وغعادة إعمارها شامخة كما كانت سومر الحضارة والمجد واليوم لا نتكئ على وسائد الماضي بل نشيد وجودنا بفعلنا المميز منجزاً مشرقا من جديد
والسلام
البروفيسور الدكتور تيسير عبدالجبار الآلوسي