الإعلامية السيدة باسمة بغدادي لألواح سومرية معاصرة: التظاهرة النسائية العراقية أصبحت فعالية ثابتة ومهمة في المهرجان
السيدة باسمة بغدادي ناشطة معروفة ليس في وسط الجالية بهولندا حسب بل وسط الجاليات في المهجر وعراقيا في داخل الوطن وهي تتحمل مسؤولية رابطة المرأة العراقية في هولندا مثلما هي الناشطة الحقوقية المدنية الفاعلة.. وقبل ذلك وإلى جانبه هي الإعلامية والصحفية التي قدمت منجزها بحوارات إعلامية مع شخصيات وطنية وأكاديمية وثقافية عديدة فضلا عن كتاباتها المهمة التي عالجت فيها قضايا مهجرية ووطنية تحديدا مما يخص المرأة العراقية…
التقتها ألواح سومرية بعد عودتها من المشاركة الأخيرة في خيمة طريق الشعب بمهرجان اللومانيتيه التي دأبت عليها منذ سنوات وسألتها الآتي:
الإعلامية السيدة باسمة بغدادي
لديك مساهمات سنوية في أنشطة خيمة طريق الشعب ما طابع مشاركتك بهذه السنة وماذا كان يميز المشاركة؟
1- نعم لدي مساهمات سنوية عديدة في هذا المهرجان الأممي الكبير منذ حوالي العشرين عاماً… ركزت اهتمامي، بادئ الأمر في أولى مساهماتي على الفولكلور العراقي والتحف العراقية المصنوعة من النحاس والخزف والبورسولان التي أجلبها من العراق عبر طريق كردستان ومن تبرعات الأصدقاء. وتعرض كل تلك المجموعاتعلى طاولة خاصة, وتباع الى زوار الخيمة من كافة الجنسيات إضافة إلى العراقيين ليتم بعد ذلك التبرع بريعها الى مالية الخيمة.
2- ومن مساهماتي المشاركة في التعريف بالهدف الذي نسعى اليه.. وهو إنهاء الدكتاتورية المتسلطة على عراقنا وإقامة النظام الديمقراطي، نظام العدالة الاجتماعية… وكنا يومها نحصل على التضامن الكبير لقضية شعبنا العادلة…
3- والآن انصب اهتمامي بالغالب على الجانب الإعلآمي أولاً وثانياً على الجانب الإقتصادي، حيث مساحة الخيمة توسعت من متر ونصف الى مئة متر مربع وهي مكلفة ماديا .. وتحتاج الى مردود مالي لتغطية نكاليف نصبها وتهيئتها للأنشطة. أما ما قد يفيض من مردود فنرسله الى الداخل … لذا نسعى دائماً الى زيادة هذا المردود المالي عبر التنوع ما يباع من الأكلات التقليدية العراقية التي يرغب بتناولها الأوربي والتي تباع في خيمتنا خيمة طريق الشعب بشكل مخصوص.
4- سعينا لطرح قضية المرأة العراقية وما تعانيه من الحكام الدكتاتوريين ومن الطغمة الحاكمة الفاسدة التي, استنزفت موارد العراق الهائلة، وأفقرت الشعب وزادت من معاناة الأسر العراقية وخاصة النساء الأرامل وكذلك من الأيتام … ويتجسد جهدنا من خلآل اللقاءات مع وفود الدول المشاركة , لا سيما الدول العربية , وخاصة ممثلي النساء في هذه الوفود … والتي لها تمثيل واسع في المهرجان …. على سبيل المثال ( الجزائر، المغرب، تونس، السودان، الصحراء الغربية، فلسطين، منظمات أوربية تدعم القضية الفلسطينية ) .
ما رؤيتك لمجمل ما وجدتيه في أنشطة الخيمة في هذا العام؟ وهل ترين أن نشاطا ما لم يرد أو لم يتم تذكره؟
أنشطة الخيمة متعددة … منها ما هو ثابت مثل الندوة السياسية يوم الخميس حيث أنهض مع من يساعد في تحضير وجبة العشاء المجانية للوفود العراقية القادمة من العراق والدول الأوربية بالإضافة الى العوائل العراقية في باريس وضواحيها … وقد يصل عددهم الى أكثر من مئة شخص… هناك ندوات ثقافية صباحية، معارض شخصية للفن التشكيلي وصور فتوغرافية، تعكس أوضاع العراقيين ومعاناتهم وتراثية أيضاً إلى جانب عرض الكتب والمطبوعات والسيديات والأعمال اليدوية على طاولة كبيرة نسميها المكتبة.. كذلك يجري تحضير ستاندات الشاي والأكلآت العراقية التي تتوزع على واجهة الخيمة وأركانها مع عروض للفرق الفنية المشاركة في الخيمة , وأصبح تقليديا في السنوات الماضية أن تكون من الداخل العراقي مع مساهمات للشعر وعروض للإزياء العراقية ومساهمات فردية أخرى .
من الأنشطة الثابتة هناك لقاءات إعلآمية مع الرفيق القادم من الوطن وذلك من خلآل البرمجة المسبقة مع الأحزاب والمنظمات والشخصيات المشاركة في المهرجان .
كيف ترين مساهمة المرأة في أنشطة خيمة طريق الشعب في هذا العام؟ وما أبرز الأنشطة التي ساهمت بها النساء أم أنهن ساهمن بجميع الأنشطة؟
كانت مساهمة المرأة هذا العام كبيرة , من حيث العدد والجهد في أنشطة الخيمة، ومن كافة الدول ، هولندا، الدنمارك، السويد، بريطانيا، النروج، سويسرا … وبالطبع من النساء العراقيات في فرنسا.. فقد ساهمت المرأة العراقية في كافة النشاطات , من أولياتها التفصيلية كما في الشاي وبيعه، الكباب العراقي الشهير، الفلآفل، التكة ( شيش طاووق ) … إضافة الى أعمال المطبخ والتنظيف وغسيل الأواني وغيرها من أعمال الخيمة حتى القضايا والحوارات المعمقة فكريا مما يهم مجتمعنا.
كيف تقيمين التظاهرة التي نظمتها النسوة العراقيات في مخيم المهرجان؟
السيدة باسمة بغدادي برفقة المناضلات في مقدم الصفوف حيوية ناشطة
التظاهرة النسائية أصبحت فعالية ثابتة في المهرجان … وفيها نحصل على التضامن مع المرأة العراقية ومع شعبنا العراقي.. النساء يرتدين الأزياء العراقية الفلوكلورية والتاريخية، شعارات ترفعها المتظاهرات باللغتين العربية والفرنسية ومساندة واسعة من الرجال العراقيين معنا وقد تم توزيع نداء للتضامن مع شعبنا العراقي ضد الفساد وحكومة المحاصصة وإصلآح القضاء وحكومة كفاءات وطنية، وضد الإرهاب، وباللغتين الفرنسية والعربية .
ما تقييمك لظاهرة تكرر نشاط عرض الأزياء وهل تجدين فيه رسالة مضمونية من زاوية ما؟
أن تكرار عرض الأزياء بالطريقة الكلآسيكية لا أرى ضرورة لها .. ولكن أن يجري التنسيق لعرض هذه الإزياء العراقية عبر الدبكات العربية ( الجوبية) وغيرها والدبكات الكردية بملآبسهم الفلوكلورية الجميلة والتركمانية والآشورية ,لأن في هذا المهرجان , ليس هناك وقت للنظر فقط , وإنما العمل السمعي البصري والمشاركة في الدبكات والرقص الشعبي بما يمثل طابع الكرنفال وهويته وما يرغب فيه الجمهور ويمارسه فعليا .
ما أصداء النقل الحي للأنشطة عندكن في الخيمة ولدى المشاركات؟ وكيف تقيمين الأمر؟
النقل الحي أراه ضرورة موضوعية لأي نشاط ثقافي، سياسي، إجتماعي .. حيث الجمهور المتلقي، يكون مشاركا و فيه والتعبير عن رأيه عبر المناقشة والإستمتاع والحوار مع الآخرين …. وكانت أصداء النقل المباشر رائعة خاصة فيما تعلق بالتظاهرة النسوية … حيث ارتفعت نسب المشاهدة عبر الفيسبوك , بالآلاف خلآل دقائق , حسب ما كان يردنا مباشرة , وعند نهاية النشاط اليومي في الخيمة .
أنا ارى ضرورة أن يكون هناك تنسيق مسبق مع وسائل الإعلآم العراقية المرئية والمسموعة , خاصة مع قناتي ريغا والمدى … حيث تعكس نشاط الخيمة بشكل واقعي محترف وهو مهم بالنسبة للفرق الفنية القادمة من العراق أو الدول الأوربية , وما تقدمه الفرقة الفنية الفلسطينية سنويا في خيمتنا .
هل لديك من رسالة توجهينها إلى إدارة الخيمة بشأن مجريات العام وكذلك مقترحات للتالي من الأعوام؟
هدفنا الأساس هو التضامن مع قضايا شعبنا العادلة ومطاليبه المشروعة التي عبرت عنها التظاهرات المستمرة والحراك الجماهيري الذي شمل العراق , في انهاء نظام المحاصصة الطائفية والمذهبية والعرقية والفساد المستشري وانهاء الإرهاب وإصلآح القضاء والمحافظة على أمن المواطن وتوفير الخدمات الضرورية للعيش الكريم … كنا نأمل أن يكون الإعلآم أفضل , وتوصيل شعاراتنا الى الوفود سواء في خيمهم أو خيمتنا طريق الشعب .
هل لديك من إضافة \ إضافات تودين التحدث بشأنها؟
كان عندي لقاء داخل الخيمة مع ممثلي نقابة العمال المغاربة في إيطاليا … تحدث فيه عن أوضاع العراق وواقع المرأة العراقية وتضحياتها وعن النازحين الذين تخطى حجمهم الأربعة ملآيين ومعاناة النساء والأسر والأطفال في المخيمات , وأزدياد أعداد الأرامل والأطفال اليتامى … وكان جل أهتماماتهم ينصب على المقارنة بين النظام الحالي و نظام صدام المقبور , وخاصة فيما يخص الخدمات والأرهاب … حيث أوضحت لهم صعوبة المقارنة , بين نظام دكتاتوري فاشي شوفيني , ونظام فيه فسحة ديمقراطية يمكن إصلآحه عبر نشاطنا المدني وحراكنا الجماهيري في ساحة التحرير وكل ساحات المحافظات ونحن مستمرون في جهودنا النضالية من أحجل عراق مدني ديموقراطي.