الرابط الرسمي للحملة ونصها المعتمد – نداء لإنقاذ الإنسانية من جرائم التطرف الديني الإسلاموي
http://ehamalat.com/Ar/sign_petitions.aspx?pid=857
هذه الرسالة التي تناديكم تحمل معها توكيداً على حرية المعتقد في ذات الوقت الذي تنبه فيه على مخاطر الانزلاق في تشويهات الخلط بين الدين والسياسة وأكثر من ذلك وأبعد في التطرف السياسي الذي يستغل الدين لمآرب إرهاب المجتمع الإنساني وبلطجة الناس لغايات لا علاقة لها بالدين والتدين وحرية الاعتقاد. من هنا نثق بتوقيعكم هذه الحملة توكيداً لمسار تنقية الأجواء من أمراض التطرف والتشدد والغلو ومن ثم من منابع إرهاب البشرية وتهديد أمنها وأمانها وطعن السلام العالمي.. وقعوا النداء كي نتخلص من كوارث لم تظهر كل كوارثها بعد مع أن تلك الكوارث التي نشهدها اليوم ليس قليلة الشأن في مأساويتها و بشاعتها.. انضموا إلينا ضد الجرائم الأبشع وضد الفظاعات التي يريدون ارتكابها باسمنا وباسم الدين فيما هم يسوقون لاستعبادنا والبشرية جمعاء.. لنقف معا وسويا ضد التطرف والتشدد وضد منطق الخرافة والتجهيل واستغلال البشرية
نداء لإنقاذ الإنسانية من جرائم الإسلام السياسي و التطرف الديني
إن كانت هناك سمة تميز الحقبة التاريخية التي تمر بها البشرية الآن، فإنها ظاهرة التطرف الديني وما استولده من حركات الإسلام السياسي وما يرتبط بها من ارهاب جسدي وفكري. لقد اشعل الإسلاميون المتطرفون نار الحرب المدمرة على كل المجتمعات التي لا تدين بسُبل شريعتهم، جاعلين من هذه الحرب وسيلة لنشر ما يعتقدون به بالإكراه، مايتناقض والدعوات التي يطلقها رجال الدين الإسلامي، على أنه دين الرحمة والسلام وعدم الإكراه، إذ أن الرحمة والعنف ضدان لا جامع بينهما. كما يحاول حملة الفكر العنصري صهر كل ما يقع خارج الانتماء في بوتقتهم، التي ترفض السلم الأهلي في مجتمع متعدد الانتماءات. ولعل التاريخ الاسلامي المدون يقدم لنا يومياً أمثلة حية عن كل ما يُقترف من جرائم يدعي المعتدلون من المسلمين بانها لا تمت للدين بصلة، في حين يؤكدها البعض الآخر من خلال نصوص دينية من القرآن والسنة على أنها تصب في صلب موروث التعاليم الإسلامية.. إنّ هذا التشتت والتناقض هو نتيجة لغياب الاعتدال والموضوعية وانتصار التأويل العنفي المتشدد المتطرف بما يشوّه النصوص ويأولها ويسلط الموروث السلبي وذاك المؤوّل مرضيا على حساب الواقع المعاش في المجتمعات المختلفة. ولعل استمرار مثل هذا الواقع المرير للتصرف بالنص الديني من قوى التشدد والتطرف التكفيريةلا يتماشى وتطلع شعوب الأرض كافة، بما فيها الأغلبية المسلمة، نحو العيش الآمن الكريم في مجتمعات يسودها السلام وتعمها العدالة الإجتماعية، وستبقى وصمة عار ما تشيرإليه وقائع تاريخنا المعاصرمن حملات الإبادة الجماعية وجرائم ضد الانسانية وأعمال العنف الهمجية التي طالت الأرمن والأزيديين والمندائيين والمسيحيين والزرادشتيين والكاكائيين وأيضا ذوي الانتماءات الفكرية التنويرية، لمجرد اختلاف هذه الجماعات البشرية في انتمائها الديني عن المتطرفين الإسلامويين، حتى أتباع المذاهب المختلفة داخل الاسلام لم ينجوا من تلك الاعمال الارهابية المتأسسة على منطق فرض الأحادية بالتعنيف الدموي والإكراه.
وتجاه كل تلك البششاعات المؤسسة على التأويل المرضي المتطرف وفي محاولة منا لإيقاف كل انتهاكات حقوق الانسان القائمة على التفسيرات المتشددة والانتقائية للنصوص القرآنية والأحاديث النبوية والتراث الإسلامي، لا نجد أمامنا سوى إطلاق نداءنا وحملتنا في عمل مشترك وحراك تضامني من أجل:
أولاً: مخاطبة المؤسسات الإسلامية بما فيها من فقهاء ومراجع وشخصيات كي تؤكد السعي الحقيقي باتجاه إبراز التعاليم الدينية المعتدلة، الداعية للسلام والرافضة للإكراه والعنف، وأن تعمل على انتشال الإسلام ديناً من تلاعب المتطرفين وتأويلات المغرضين وتفسيرات المنافقين المتشددين، بأن تبادر، وعلى الفور، باتخاذ الخطوات الجريئة التي يمكنهم من خلالها ان يقدموا الدين الإسلامي لشعوب العالم كدين سلام، بمراجعة جريئة لكل التأويلات العنفية ولأي من النصوص الدينية، قرآناً كانت أم حديثاً، تلك التي ما زال يعمل بها البعض حتى يومنا هذا بعد تجريدها من سياقيها التاريخي واللغوي، معللين ذلك بنفس تلك الآراء التي وظفت هذه النصوص قبل اربعة عشر قرناً من الزمن.
ثانياً: لا تبتعد مثل هذه المراجعة عن تلك المراجعات التي احتفظت بقدسية بعض النصوص والغت العمل بمضمونها الذي انتفت مبررات توظيفه في المجتمعات الإسلامية اليوم، مثل ايقاف استحصال الجزية من غير المسلمين بعد نشوء الدولة المدنية، او الغاء حق ملك اليمين والاتجار بالبشر بعد قرار عصبة الامم، والغاء ما يسمى بحكم المرتد، إلا مؤشرات قليلة من تلك المراجعات الكثيرة التي طالت مضامين نصوص كثيرة اخرى كحق المتعة او سهم المؤلفة قلوبهم، تلك النصوص التي توقف العمل بها في عهد الخلفاء الراشدين انفسهم، ولكن مازال يتم إحياء وجودها كنصوص مقدسة تبريرا لجرائم تُتركب بحق الإنسان اليوم.
ثالثاً: بعد ان نجحت شعوب عديدة في التعايش السلمي واعلاء قيم الانسانية واحترام حقوق الانسان، بمحاربة الافكار العنصرية: دينية كانت ام قومية او شوفينية، واغلقت الباب امام التدخلات الخارجية التي تعمل على تغذية المجاميع المتطرفة، فإننا في خطوة مماثلة ننتظرها من المؤسسات الدينية الاسلامية ان تجرد هذه المجاميع من وسائلها النصية والتاريخية، حتى نتمكن من ايقاف مخابرات ولوبيات الدول ذات المآرب المرضية من التلاعب بمجتمعاتنا ودفعها الى المغامرات الارهابية، بلعبة تكفير الآخر وقطع الرؤوس واجبار مجاميع بشرية على تغيير دينها او مذهبها. ويبقى هذا الواجب تضامنيا مع المجتمع الدولي بمختلف منظماته المؤمنة بالحرية والديمقراطية والعدالة الإجتماعية ليتكاتف ويتعاون مع الشعوب المضطَهَدَة لإنقاذها من براثن تلك القوى وجرائمها ويفكك عناصر وجودها ويعالج ذرائعها وينهيها.
رابعاً: يشكل مجال التعليم بكل مراحله، إحدى المنطلقات الأساسية لبناء الشخصية المستقبلية للفرد في محيطيه الخاص والعام. من هنا يقع علينا كافراد ومنظمات مجتمع مدني ومنظمات دولية ان نطالب الحكومات في منع تبنى المؤسسات التعليمية الدينية الإسلامية المتطرفة والعنصرية في مجتمع ما، مناهج ومفردات تربي مشاعر الحقد والكراهيةوالتصفية الجسدية، التي تُمارس ضد الآخر المختلف دينياً او مذهبياً، لأنها وبقصد منها، تعمل على إلغاء مبدأ التعايش السلمي بين الشعوب تنفيذا لمآربها المرضية.
خامساً: القضاء على الإرهاب لا يتم من خلال قطع إمداداته العسكرية أو مصادر تمويله من الدول الداعمة له حسب بل يجب العمل على تجفيف المنابع الفكرية للإرهاب بمراقبة وفضح كل ما تقوم به الدول الداعمة للإرهاب، عبر مؤسساتها الرسمية والشعبية من خلال قنواتها الإعلامية المرئية والمسموعة والمقروءة من شعوبها او من جالياتها، والتي طالما تتخذ من دور العبادة الإسلامية او ما يسمى بالمؤسسات العلمية و\أو التعليمية (الدينية)، داخل تلك الدول وخارجها، تتخذ منها مراكز نشر الفكر الظلامي المناهض للحداثةفتتسبب في تفشي الكراهية للآخر. إن مراقبة وتحجيم بل ومنع مثل هذه المنافذ والمنصات للإرهاب ينبغي أن لا يتوقف بحجة تطبيق مبادئ حرية الرأي، إذ ان الثمن الذي يقابل ذلك هي حياة عشرات الآلاف من البشر، ضحايا إرهاب التطرف الديني الإسلامي وتهديد الأمن والسلم الدوليين برمتها.
إننا نتوجه بندائنا هذا إلى كل من مسه الضرر بكل أنواعه من جرائم الإسلام السياسي وعصاباته المختلفة، وإلى المرجعيات الدينية بكل مذاهبها ومنظماتها ومؤسساتها المحلية والدولية التي اكتفى بعضها لحد الآن بالعبارات اليتيمة المنددة بإرهاب الإسلامويين كي يقطعوا الطريق على توظيف الدين في جرائمهم.. وفي الحقيقة فهم لا يوظفون إلا نفس ذلك الدين الذي تدعي المراجع الدينية الحفاظ عليه وعلى تعاليمه.. ونحن هنا نطالبهم بفضح آليات انتقاء نصوص وتأويل أخرى ووضع ثالثة في سياقات مغايرة وبالنتيجة تتضافر الخطابات (جميعا) فتوقع بالأبرياء في مصيدة التضليل وتفشي الكراهية والعنف الدموي وبشاعات جرائمه الإرهابية.
كما نتوجه بندائنا هذا إلى جميع رجال الدين من الأديان كافة لأن يوحدوا كلمتهم ويبرزون امام العالم كله كمثل عليا يقتدى بها في نشر مبادئ العيش المشترك والسلام الإجتماعي في اوطانها. ونناشد ايضاً أتباع الأديان المختلفة في العالم اجمع أن يشحذوا الهمم لرفع راية التضامن بين شعوب الأرض والتصدي لكل انواع إرهاب التطرف الديني. ونناشد كل منظمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية والأحزاب الداعمة للتوجه الديمقراطي والدولة المدنية للوقوف إلى جانب الشعوب المناضلة لتحقيق هذه الأهداف، والتي تتعرض اليوم إلى استنزافها من قبل إرهاب التطرف الإسلامي عبر المكاشفة الشجاعة وفضح الادعاءات الدينية ومحاصرة عناصر التشدد والتطرف الإسلاموي الطائفية السياسية ومنع إعادة إنتاج أسباب وجودها أو تأهيلها لمواصلة بث سمومها وإعلان القطيعة النهائية مع جميع أطرافها وزعاماتها ونشر التنوير الكافي لمنع فرص التضليل واختلاق خنادق الاقتتتال بالأبرياء الموضوعين قرابين لتلك الغايات الكارثية.