القشمريات ضمناً آلية إدانة عراقية تتناول الضحك على الذقون.. ومن قشمريات العيش اليوم وسخرية القدر فيها أن تتحول ظواهر هامشية لقضايا خطيرة كبرى ولكنها تبقى مألوفة في الحياة الخاصة مرفوض تناولها والاشتراك بمعالجتها على صعيدها الأشمل والأعمق.. ظاهرة الاتجار بالبشر ومنه الاتجار الجنسي بأجساد النسوة والأطفال واستغلالهم أبشع استغلال في علاقات أقذر من مشبوهة تقع بين قشمريات خاصة هي النمّ والاغتياب والاختلاق وثرثرة اللقاءات وتقولاتها وبين سلبية تجاه حتى إمكان الاقتراب من التعرف إلى طابع مافيوي لها
ومن قشمريات أيامنا أنّ الأعين باتت ترصد ظواهر سلبية مرضية خطيرة بأوسع نطاق وأكثره فضائحية وظهوراً ولكننا تجاه المشكلات المجتمعية العامة أما مشلولون عن التصدي لها أو نخضع لمبدأ “وما شأني بما يجري؟” و “لماذا أنا الذي أتورط بالتصدي وليس غيري؟” و “أليست تلك هي مشكلة الآخر وليست مشكلتي؟” و ما شابه من مقولات تبريرية للفشل والتخاذل والسلبية…
ومن قشمريات الزمن أن يدفن المرء منا رأسه في الرمال بأية حجة وذريعة كي لا يشترك في أي نداء للإيجاب ولكنه يدس أنفه في كل تفصيلة من تفاصيل ما يُنسب من الفضائح ويُختلق عندما يكون الأمر مجرد دردشة سلبية في جبسات الثرثرة وتضييع العمر قبل تضييع الوقت.. أي عندما يتعلق الأمر بحالة تجريح فردي على الطالع والنازل ومن دون تيقن من معلومة أو تثبت من أخرى.. إنها قشمريات بمعنى ضحك على الذات قبل أن تكون ضحكا على الآخر و\أو مسَّاً بذاك الآخر المجرَّح.. والقضية أكبر وأوسع عندما يتعلق الأمر بظاهرة تمس البشرية كظاهرة الاتجار بالبشر
تقدر اقتصادات الإتجار بالبشر بحوالي 150 مليار دولار سنويا ولا يزيد عليها في التجارة غير المشروعة سوى تجارة المخدرات.
المصدر: بصيرة\ تقرير الأمم المتحدة للتنمية البشرية 2015 .
ولكن؛
من يرصد حجم هذه الجريمة الأقذر بشرياً في ظل الاصطراع المفروض على العراقيين بين سلطتي ميليشيات قوى الإرهاب والطائفية وأشكال ابتزازهما!؟
لا وجود للإحصاء العام!؟ لا وجود لأفق إحصائي دقيق في تفاصيل الحياة العامة للعراقيين ومحاور العيش فيها!؟ فمن أين يمكن أن نبدأ في التصدي للجريمة؟؟؟ التصدي لها بالمعنى الأشمل والأعمق والأكثر جوهرية؟
كل شيء في هذا الزمن تحت الرصد عالمياً .. حتى التجارة السرية المحظورة وما تتضمنه من جرائم. ومن ذلك ما تتضمنه من فضائح مرتكبي الاغتصاب والاتجار الجنسي بالنساء والأطفال وحتى بالرجال… لكن في بلداننا لا مجال للالتفات إلى التفكر والتدبر بسبب المشاغلة والسطوة والابتزاز بالمطلق للإنسان الفرد والجماعة، من طرف قوى الجريمة المافيوية الذين يتحكمون بكل شيء.. ولكن الأنكى أن تتفشى مع تلكم الظاهرة الإجرامية ظواهر القال والقيل والغيبة والنميمة واختلاق ((قصص)) و ((حكايات)) مفبركة على هذه وتلك وهذا وذاك وعلاقات متوهمة متخيلة من بوابة التقولات التي تتهم بدافع من مرض في أنفس بعضهم!!؟
ألسنا بحاجة لوقفة ولمراجعة وتدبر وتفكر في أمرنا وتفاصيل يومنا العادي في الخاص منه والعام أيضا؟؟؟؟؟؟؟
أيتها السيدات .. أيها السادة
لنصحُ ولنتنبَّه
وإلا فلات ساعة مندم
دمتم وقد خلت ايامكم من اية قشمريات