في ظل نضالات الشعب وضغوط كفاحه من أجل انعتاقه وتحرره من قوتين ظلاميتين هما الإرهاب الداعشي وقوى الطائفية تم فتح جبهات كنس الدواعش الإرهابيين الأمر الذي يتضمن ميدانا آخر للصراع مع قوى الطائفية التي تريد تجيير المعارك لمصلحتها فيما يريد الشعب تطهير الأرض وتحرير الإنسان المستعبد الذي تم تسليمه لتلك الشراذم الهمجية.. أما في العاصمة ومدن الوطن الأخرى فيواصل الشعب حراكه من أجل الانتصار لبناء الدولة بأسس التمدن وكنس عناصر الفساد التي تواصل التمترس خلف تخندقاتها الطائفية المفضوحة.. وبين جبهات قوى الطائفية والحكومة التي تهيمن عليها وبين جبهات معارك الشعب وتطلعاته لابد من فرز الموقف واستكشافه تحاول هذي المعالجة وضع شواهد وأمثلة لتلك التوضيحات متطلعة لمشاركاتكم وتفاعلاتكم التنويرية المدافعة عن العراقيين بلا مواربة أو ادعاء كما تفعل قوى الطائفية والفساد بمحاولات التجيير والتضليل.. وكل الشكر لقراءتكم وتفاعلكم
تتواصل معارك استعادة سلطة الدولة من شراذم الإرهاب. تلك المعارك التي لن تكتمل إلا باحترام صوت الشعب ومطالبه ورؤى حراكه الوطني المدني. أي عبر التنبه إلى إنقاذ من يمكن في خضم المعارك التي لا تبقي ولا تذر بسبب من وحشية الدواعش الإرهابيين وسياستهم التي تضع المواطنين المدنيين العزّل دروعا بشرية لها.
وبحقيقة الأمر فإنّ حكومة الطائفية ومحاصصتها المنشغلة باكتناز الغنيمة، لم تصحُ باتجاه معارك استعادة السلطة من دون الضغط الشعبي وحراكه المدني ومطالباته المستمرة بإنهاء استباحة الأرض والإنسان في حوالي ثلث أرض الوطن. ومن هنا توكيدنا على مساري المعركة: الأول في دور قواتنا المسلحة ووحدتنا مع جهودها لحسم الموقف والآخر الموازي المجسد في مزيد تنامي نضالاتنا الشعبية من أجل الحقوق والحريات وإنهاء وجود المفسدين في قيادة الدولة يمتصون خيراتها ويخربون جهود أبنائها.
وفي الحقيقة، فإنّ الخرق البنيوي في الحكومة مازال قائماً، فذاتها القوى المتشددة المتطرفة المهيمنة على السلطة، هي تلك التي تضرب الغازات المحرمة بشوارع بغداد وهي نفسها التي تدوس على كرامة المواطن في المناطق المستباحة وتهدد بمزيد من العدوانية وما يمثله ويتضمنه وجهها الطائفي القبيح.
إذن فمعارك الحكومة، هي غيرها معارك الشعب ومستهدفات كل من معركتيهما مختلفة تماماً. إذ الحكومة تتشبث بسلطتها لأمرين: أولهما مواصلة انتهاك القيم واغتراف مزيد من الغنائم وتلبية مآرب الجهات المافيوية الداخلية والخارجية في هذا وثانيهما امتلاك أبعد مدى زمني للطمطمة على جرائم الفساد التي تعدّ الأكبر في عصرنا الحديث بمئات مليارات الدولارات مادياً وبمئات آلاف الضحايا وملايين النازحين واللاجئين!
أما معارك الشعب فهي مجسدة بنضالاته اليومية من أجل لقمة عيشه ومن أجل استعادة خياره في طريق بناء عراق ديموقراطي ودولة مدنية بديلة للطائفية وإنهاء أمراضها وأوبئتها واستعادة ما سلَّمته حكومة الطائفية لشراذم الإرهاب الداعشي في محاولات استغفال لم تمرّ من دون تعرّف الشعب إلى المتسببين بها وهو يكافح من أجل محاسبة كل مجرم بجرمه.
إنّ من معارك الحكومة و (بطولات) أبرز عناصرها، المرضية، تطفو جهاراً نهاراً في استخدام غازات الأعصاب وتلك المحرمة دولياً ضد المتظاهرين السلميين وكذلك استخدام العنف المفرط حتى وصل درجة إطلاق الرصاص المطاطي والحي ضدهم الأمر الذي أوقع من المحتجين السلميين عراة الصدور عدداً منهم ضحايا ذاك العنف المنفلت من عقاله دفاعاً عن كرسي السلطة (الغنيمة) التي لا يريدون التخلي عنه.
وإذا كانت الحكومة تنوي إجراء الإصلاح والتحول إلى تلبية مطالب الحركة الاحتجاجية فإنه كان عليها الاعتراف بما جرى وفتح التحقيق الشفاف بالجرائم المرتكبة؛ لكنها بدلا من ذلك تصر على لسان رئاستها في اتهام المتظاهرين السلميين بمختلف التهم الساذجة في كذبها المفضوح، كي تبرر عدوانيتها وعنفها المفرط!
كما أن خطابها يتعكز على ما أجبرها الشعب للشروع به من مهمة استعادة المدن المستباحة من قوى الإرهاب وشراذم جرذانهم الأقذر إرهابا وهمجية في التاريخ. التعكز الذي يريد استغلال المعركة وكأنها بطولاته بخاصة وعدد من قوى الطائفية ترعد وتزبد بتهديداتها ليس ضد الدواعش الإرهابيين ولكن ضد أبناء المدن العراقية من المدنيين العزّل من مواطني العراق هناك ممن تركتهم حكومة الطائفية لقمة سائغة لعنف الإرهابيين الأوباش وجرائمهم وفظاعاتهم في المرة الأولى وهذه المرة في تشويههم تبريرا لما توقعه فيهم من ارتكابات انتقامية ثأرية…
وأذكّر هنا أن اضطرار الحكومة لمحاربة الدواعش تحت ضغط الشعب وإرادته السلمية وعزيمة أبنائه، يفتضح طابعه عندما نجدها تمنح بعض العناصر الميليشياوية فرص مشاغلة جمهور الشعب بجولاتها الدونكسشوتية في ميادين المدن ضد الشعب وفي مثال آخر، ضد قوات البيشمركة التي تقاتل وجها لوجه الإرهابيين في مناطق الموصل وكركوك وغيرهما.. ومثل هذا هو محاولة استغلال أخرى، وتضليل للتعمية على مخططاتها ومستهدفاتها الفعلية الكامنة باستغلال كل فرصة لمزيد من تمكين وجودها وسطوتها على المشهد العام على حساب مصالح الشعب وتحرره وعيشه بسلام وأمان.
وهكذا فجبهات حكومة بغداد جميعاً هي جبهات بشكل مباشر وغير مباشر تتقاطع ومصالح الشعب وتطلعاته. وأينما ولينا وجوهنا نقرأ تلك المصالح الضيقة الكامنة في فلسفتها الطائفية وطابع اتقسام ما تسميه الغنيمة. وهو طابع يدفعها للتوسع باتجاه ما تزوقه بوحدة وطنية ولكنه ليس سوى إعادة مركزية السلطة بالتمدد على حساب كوردستان التي ظلت عصية على الخنوع للطائفية السياسية ولأمراضها ولكل مآربها وغاياتها المرضية بفضل وعي شعبها وحنكة إدارتها.
ومن الطبيعي أن نقرأ جبهة الحكومة الطائفية في مثال كوردستان بأن نقرأ ما يدور من الدوائر والارتكابات بالتطبيل والتزمير لعبثية اللعبة ومخاطرها للتشويش من جهة والتضليل من جهة أخرى باستغلال المصاعب والعثرات والعراقيل بوجه الاستقرار في كوردستان وبوجه اتساع الحراك الشعبي وغضب قواه الحية في عموم محافظات الوطن.. فالطائفية اليوم، تمتلك منافذ إعلامية وسياسية ذات ضخ مادي مالي وخطط وتجاريب جهات إقليمية ودولية بلا حدود!
التفصيل في جبهات معارك الحكومة بلا منتهى فهو ذو طابع متوالد مع الوقائع الجارية.. ولكن الأهم إيجابيةً هنا أن الشعب بات يعرف طريقه. ويدرك أنَّ تحرير الفلوجة على سبيل المثال، هو رمز ومفردة باتجاه استعادة المدن المستباحة ومن ثمّ فإنّ الحراك الشعبي يصر ويؤكد على أن يتم التحرير بالانتصار للإنسان العراقي وقيمه السامية وضمان حقوقه وحرياته ومنع التمييز عنه وقطع الطريق على جرائم الثأر التي يهدد الطائفيون بها ليل نهار من جهة وطبعا وبالتأكيد أن يعني التحرير ويتم بدحر قوى الإرهاب التي تستعبد هذا الإنسان العراقي في المدن المستابحة وتستذله هي الأخرى ليل نهار.
وهكذا فالبديل الذي يحمله الشعب وحراكه المدني (السلمي) يتجسد في إيمان تام بانتصار إرادة الشعب ملتحما متحدا مع قواته المسلحة من أجل تطهير الأرض وتحرير الإنسان واستعادة سلطة الدولة.. ويتجسد أيضا في إيمان وطيد بانتصار الحراك الحقوقي لمصلحة العراقيين كافة؛ مؤكدين مبدأ المساواة وإنصاف الجميع في حقوقهم وحرياتهم..
إن الحراك المدني السلمي الذي يستمر كفاحه من أجل دولة مدنية دييموقراطية سليمة البنية والآليات في اشتغالها وخدمتها الشعب، يمضي باتجاه الضغط أكثر لتحقيق النصر المؤزر للشعب وقواته المسلحة وللحركة الحقوقية وهي تنتصر لمبادئ أنسنة وجود الشعب وقيم العدل والحق بخاصة بما يشمل العراقيين الموجودين في ميادين الحرب وفعالياته الأخطر.. تلك الفعاليات التي تخترقها الأصوات التي تطفو فيها تهديدات بأعمال ثأرية مدانة..
إنّ إصرار الحراك المدني على إدامة فعالياته الميدانية يكمن في إدراكه أنه هو الذي فرض التوجه للمعركة مع الإرهابيين وحسم الموقف معهم وطردهم شر طردة، ولإدراكه أنه من دون استمراره سيتعرض للمخاطر والكوارث، أخوة له في الوطن يدافع عن حقوقهم أسوة بحقوق جميع العراقيين… ومن دون هذا الموقف سيفقد المصداقية بدفاعه عن دولة المواطنة ومبدأ المساواة وإنصاف الجميع من دون تمييز.
ومع كل الحراك الميداني الاحتجاجي يتبنى حملات حقوقية، بقصد تبني طريق السلم الأهلي وتعزيز وحدة الحراك المدني الحقوقي لعراق دبموقراطي جديد يتطلع إليه العراقيون بوصفه البديل الأمل الذي يتحقق بالصبر ومزيد العمل.
وسيتحقق بفضل نشر مبادئ احترام التعددية وتبني طريق غنى وجود العراقيين، بقدسية تنوعهم وتعدديتهم وفي إشادة دولتهم المدنية التي تنمو وتتقدم بمنطق العقل العلمي والفكر التنويري. وبدحر أعداء السلام الظلاميين بوحدة العراقيين. وسيكون الأنسب للعراقيين خيار اللامركزية الفديرالية ومع كوردستان تطوير البنى على أسس الكونفيدرالية التي تجسد ما تشير إليه حركات السلم المجتمعي من قدسية التنوع واحترام حق نقرير المصير بكل آفاقه؛ بخلاف حكومة الطائفية وجبهات معاركها وأضاليلها.
وبين جبهات معارك الحكومة الطائفية وجبهات معارك القوى الشعبية هو ما بين العنف والسلام من تناقض لن ينتهي إلا بانتصار السلام لأن الخاتمة لن تكون لشراذم الجريمة بكل أشكالها بل للبشرية والشعوب ولخياراتها وتطلعاتها.
وهكذا فإن قابل الأيام، تحمل معها نهاية الدواعش الإرهابيين بفضل عزيمة رجال القوات المسلحة العراقية (الوطنية) منها بفرعيها من جيش وبيشمركة وبمتطوعي الشعب المضحين الأبطال وطبعا بظهيرها، ممثلا بشعبنا موحدا معها ولهذا فالأمل يتسع ليؤكد أن الشعب وحراكه سينتصر ويمحو الفكر الظلامي الداعشي من وجوده ويأتي ببديله فكرا تنويريا منتصرا
ولهذا فإنّ غرس الأمل يأتي من شجاعةٍ تكاشفُ الجميع بهذه الحقائق بدءا من التصدي لتمترس الطائفيين في كراسي السلطة التي يجب أن تنتهي في وقت يجب أن تواصل كل أطراف الحراك بتنوعاتهم وقوفها وكفاحها ضد الدواعش: إرهابا دمويا عسكريا وفكريا قيميا؛ ليكونوا بديلا نوعيا ونهائيا حاسما بتمسكهم بقيم أنسنة وجودنا وذلكم هو جوهر نضالنا في عراق جديد نتطلع إليه معا وسويا
هناك عدد من المخلصين الذين يتطلعون لإنهاء سطوة الإرهابيين الدواعش يقعون وiم يناصرون الجيش في معركته بمطب الإيغال في مناصرة قوى الطائفية التي ليس من مصلحتها مكافحة الإرهاب فهو بعبعها الأثير في مواصلة سطوتها على سلطة الدولة ونهب ثرواته والتضحية بأبنائه قرابين لنهمها فيما تسميه غنيمة.. ومن أجل توضيح حقيقة جبهات المعارك وتجنب الوقوع في فخاخ الطائفية والتمترس معها لابد من وضع كشافات البصيرة الشعبية على المجريات والتمييز بين جبهات معارك الطائفيين ومحاولات تجيير الأمور لـ(حصصها في العنيمة) وبين جبهات معارك الشعب ومحاولاته إلغاء نظام الطائفية الغنائمي المفسد بالانعتاق والتحرر النهائي والإتيان ببديله في بناء الدولة المدنية التي ترعى حقوقه وتحمي حرياته وتطلق مسيرة إعادة الإعمار والبناء والتنمية. ومن أجل هذا الوضوح وكي لانقع في الفخاخ علينا أن نتمسك بوحدتنا وضغط حراكنا الشعبي للتقدم خطوة فأخرى نحو الانعتاق الأخير والنهائي بتسيير خطى الشعب وحراكه بشكل متوازٍ متزامن حتى نصل الهدف الأسمى من دون السماح لقوى الطائفية بإعادة إنتاج وجودها وتبريره أو التعكز بالمجريات وتجييرها لإعادة الإنتاج تلك.. الطائفيون ليسوا قوى تتمظهر واقفة على أكتاف الفقراء وتضحياتهم فلا تخلقوا منهم زعماء وهم أوباش الجريمة بحق الشعب..
هذه معالجة تنتظر تفاعلاتكم تمكينا للجموع من إدراك الحقائق ببصيرة شعبية نافذة.. فسجلوا تفاعلاتكم التي تكشف الصورة واضحة للجميع وتتمسك بخيار الشعب وتطلعاته