أجمل التهاني وأبهى الأماني نقدمها لأحبتنا الصابئة المندائيين في الوطن والمهجر بعيد التعميد الذهبي
نستلهم اليوم المناسبة، ليتجدد اللقاء في احتفاليات غنية بتنوعات المشاركين في (الدهفة اد ديمانا \ عيد التعميد الذهبي) المندائي. وإذا كانت الجوانب الطقسية تتحدث عن اليوم الذي تعمد فيه الملاك (هيبل زيوا \ جبرائيل) بعودته من عالم الظلام إلى عالم الأنوار، فإنّ الصابئة المندائيين يستثمرون المناسبة من أجل تعزيز الأواصر الاجتماعية ويفتحون جسور العلاقات الإنسانية توكيداً للقيم السامية التي يحملونها في عيدهم هذا… ولعلّ من أبرز السمات الدالة على قيم الوفاء والصدقية عملهم اللوفاني (ثوابا لأرواح الراحلين) وتعميداً لعهدهم الإنساني متجسدا بكل ما يطبع احتفالياتهم ومنها طابع اللباس الجديد (رسته).
إننا ندرك معنى أن يكون الصابئة المندائيون من أقدم سكان حوض الفراتين منذ سومر وحتى يومنا.. ونستلهم دروس تعايشهم بروح السلم والتآخي مع متنوع الأطياف العراقية كافة ومساهمتهم في بناء تاريخ حضاري مجيد وحاضر يكافح من أجل الاستقرار والتقدم..
وعلى الرغم من كل ما اُرْتُكب بحقهم إلا أنهم مازالوا يقفون بصلابة وبقوة روحية وبمعنويات عالية ينثرون الفرح والمسرة، يوزعونهما ليصنعوا البسمة من جديد، مؤكدين تمسكهم بالكشطة (العهد) الذي شرّع قدسية إخائهم وتعايشهم السلمي مع محيطهم وبيئتهم المجتمعية وهويتهم العراقية…
بهذه المناسبة، العيد الذي يُعلي قيمة الأنوار ومعاني التنوير ويُنهي زمن الظلمة؛ نتقدم من جميع أحبائنا وأخوتنا في الوطن والإنسانية بكبير التهاني وجميلها ورائع الأماني بأن يعود الاحتفال مشرقاً على ضفاف الفراتين، ليتعمّدوا بأمواه الوطن فيعيدوا مساهماتهم في تنويره..
أيها الأحبة المندائيون، يا أبناء وطن الحضارة ومهد التراث الإنساني، أنتم البياض الناصع في قلوب الشعب العراقي وأنتم بهاء الماضي والحاضر، علامتهما الأبهى والأبقى وكل من تعرض للعراق ولكم إلى زوال ونهاية..
إننا اليوم، لا نكتفي بالتهنئة بل نشارككم فرح (العهد) مع صنع أنوار وجودنا وإعادة البسمة إلى وجوه الناس وإيجاد نوافذ الفرح والمسرة واسعة مشرقة، وعالية هي تهليلات العيد، تهليل للسلم والحياة الحرة الآمنة..
نجدد العهد بأن نتابع النضال من أجل تحقيق السلم الأهلي خيمةً لمسيرة ديموقراطية تستجيب لحفظ التنوع وغنى إفادته مجتمعنا الإنساني المعاصر بأفضل قيم السلوك البشري المتمدن..
معكم بِـ(عيدٍ) نكافح به وبقيمه كلَّ تلك الآلام التي تريد قوى الظلام فرضها قسراً.. سلمتم جميعاً وكافة ولتتهمّدوا بروائع أمواه الطهر والمحبة واالإخاء والتسامح والسلام.. وكل عام وأنتم بخير
تيسير عبدالجبار الآلوسي
المرصد السومري لحقوق الإنسان