في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية:
مهام جدية تنتظرنا لمكافحة التجاوزات والاعتداءات والمتسبب بها من المفسدين ونظامهم المهيمن
أسجل هنا بموقعي وببعض صفحاتي، بعض الأفكار العامة وأستعيد بعض المفاهيم وأحاول تثبيتها مع وضع الاستنتاجات التي ترتبط بواقعنا ومجرياته على الصعيدين العراقي المحلي و\أو الإقليمي والعالمي مستثمراً ذلك لمساهمة تظل بتواضع معالجتها بذرة تهدف إلى تنشيط التفاعلات وجذب الجميع ومنهم النخبة إلى ميادين الفعل والتأثير. وهذه المعالجة تتضمن بعض مؤشرات في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية بالتركيز على حق المؤلف تحديداً بأمل أن يكون ربطها بمجريات جرائم الفساد ونظامه والمفسدين وإفسادهم الشأن العام برمته في العراق.. شاكرا لكم تفاعلاتكم التي تُغني وهي الثمرة الأنجع التي تمثل حصاد معالجتنا وهدفها
جذورُ ملكيةِ شيءٍ قديمةٌ قدم المجتمع الإنساني مذ بدأ استيطان التجمعات الزراعية وإنتاج حاجاته بنفسه. ومثلها قضية الملكية الفكرية، باستقلالية معانيها، تمتد بجذورها إلى عصر النهضة عندما نظمت مدينة البندقية ملكية الاختراعات؛ حتى نصل إلى القرن التاسع عشر الذي تمّ فيه إبرام اتفاقية باريس1883 لحماية الملكية الصناعية مع تعاظم مفهوم الملكية في آليات النظام وتشكيلته الاقتصاسياسية وتقدم تنظيمه القانوني على وفق معطيات السوق وعلاقاته آنذاك.. ثم لحقتها اتفاقية بيرن1886 لحماية المصنفات ذات الطابع أو الهوية الأدبية والفنية.. وفي السنوات الأخيرة اختارت منظمة (WIPO) تاريخ بدء تطبيق اتفاقية الويبو، 26 أبريل 1970، ليكون يوماً عالمياً للملكية الفكرية والتوعية بها.
ولابد هنا من الإشارة إلى أنّ حق الملكية الفكرية يشير إلى الملكية الصناعية ومنتجاتها بما يستحق براءة الاختراع وملكية المؤلف التي تشمل المنجزات الأدبية والفنية الإبداعية من كتب ومؤلفات وما تتضمنه من الحقوق المجاورة لحق المؤلف أيضاً تلك التي تشتمل على جهات النشر والتوزيع وما يخص محطات الإذاعة والتلفزة والصحف.. وهذا ، أي حق الملكية الفكرية تحديداً حق المؤلف، يفرض له (للمؤلف) استفادته من منجزه مادياً، أدبياً معنوياً من دون أن يقف بوجه استفادة الجمهور من المنجز الفكري على وفق قوانين حقوق الإنسان..
لقد ضمنت القوانين حقوق الملكية بعامة كما ضمنت حق الملكية الفكرية قوانين ومعاهدات واتفاقات نجدها في موقع الويبو المنظمة المتخصصة (WIPO: WORLD INTERNATIONAL PROPERTY ORGANIZATION) بالإشارة إلى 26 معاهدة واتفاقية معروفة ومعتمدة دولياً هي بكين بشأن البصري السمعي وبيرن وبروكسل ومدريد وباريس وروما ونظام الحماية العالمي \ لاهاي وبروتوكول مدريد وطبعاً نبرِّز هنا معاهدة حق المؤلف التي تضمن ملكيته وحقوقه في ضوئها وتنظم الموازنة مع حقوق الجمهور في الحصول على المنجز الفكري العلمي الإبداعي بتنوعاته؛ وللتفاصيل والاطلاع على مصادر التوثيق للأرقام الواردة ومضامين المعاهدات والاتفاقات المشار إليها هنا يرجى العودة إلى موقع منظمة الويبو (http://www.wipo.int/portal/ar/)..
إن حقوق ملكية الإبداعات الأدبية الشعرية الروائية القصصية والمسرحية والدراسات النقدية في الكتب والصحف والدوريات وفي الإذاعات والتلفزة والأعمال الجمالية من لوحات ومنحوتات وغيرها إلى جانب العلامات الأسماء والخرائط والمنجز المعماري هذه وتفاصيل أخرى رديفة نظيرة تخضع لقانون حماية حق المؤلف؛ مع استثناءات مما لايمكن أن يخضع لتصنيف أبوّة أو ملكية المنجز لأنه مثلا مشاع فكري بشري في مضمونه وموضوعه وصياغته فضلا عن الاستثناءات الخاصة بمراكز البحوث والدراسات بمحددات بعينها يوصّفها القانون.
ومن حق المؤلف أن يمنح أذونات أو تصريحات بإعادة استخدام منجزه لدواعي اقتصادية أو معنوية تخص الطرفين.. وبهذا يكون هذا الحق المنظم بقوانين ومعاهدات واتفاقات دولية، سببا جوهريا لمنطق التمدن وحظر التجاوزات اللاشرعية ومنع كل أشكال إفساد الحياة والتصدي لمنطق الفوضى ومحاولات إشاعتها من طرف بعض العناصر المرضية الفاسدة سواءً جاء ذلك بتعمد بسبب فساد ما يُرتكب وطابعه المجرَّم قانوناُ أم بسبب الجهل بالقانون وبضوابطه واسس تنظيمه..
إننا في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية نريد التوكيد على الغاية من هذا اليوم بشأن تعزيز نشر ثقافة حقوقية سليمة لمقاصد الملكية الفكرية وتوجهاتها أو ثمار التمسك بها. ومن ذلك البحث في الوسائل الأنجع لحماية هذا الحق وتسوية الخلافات والتعرف إلى جديد النظم القانونية بشأنه دولياً وآليات التسجيل وإدراج المنجزات في المصنفات الفكرية والتعرف إلى خطى مكافحة التعديات والتجاوزات على حق المؤلف بخاصة في أجواء ولوج التكنولوجيا الحديثة كل ناحية في حيواتنا وما تتضمنه من وسائل تجاوز وسرقة باستغلال تلك النظم والآليات…
وفي اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية نجدد الإشارة بعالي الصوت لظواهر الانفلات القانوني والتجاوزات على القانون وضمنا على الحقوق وتحديداً منها حقوق الملكية الفكرية.. وتصير الأمور فوضى لممارسات الفساد وجرائمه في الاعتداء على كل ملكية فكرية.. ولعل من بين ذلك جرائم باتت ترتكب جهارا نهارا بنشر عدد من الصحف و\أو إعادة نشر مواد من دون حفظ لحق المؤلف ولا حتى بأخذ التصريح أو الأذن منه لهذه الممارسة.. وأخطر منه النشر بأسماء أخرى بسرقة صريحة سافرة..
واسمحوا لي باستثمار المناسبة للإشارة (عراقياً) إلى سرقة قوى الطائفية وأحزابها وزعمائها لشعارات الفقراء وحركاتهم وتياراتهم بلا حياء ولا خشية وليس القصد هنا سوى التضليل بادعاء أنهم أصحاب تلك الشعارات وفي هذا ينبغي أن يًطبّق حق ملكية برنامج ومعالجة لحزب على كل تلك الأحزاب والزعامات الدعية ومنعها من ممارسة العمل في ضوء تلك التجاوزات بل الاعتداءات المجرَّمة قانوناً…
إن سيادة القانون ونظم الحماية بمختلف ميادينه وتحديداً هنا حق المؤلف تضمن توظيف الملكية الفكرية بما يخدم التنمية والتقدم بوضع الأمانة بين يدي من يعمل ويثابر وينجز وتبعد قوى التقليد والكسل والفشل عن تصدر المشهد الأمر الذي يعيقون، بتصدرهم المشبوه المضلل ذاك، مسيرة التقدم.. وسيادة القانون توسيع تطبيقاته سيخلق أجواء المنافسة الإيجابية المشروعة لدفع خطى التقدم الحقة إلى أمام، مع تعزيز آليات الإنفاق، العام والخاص، الأنجع والأكثر صوابا وسلامة في طريق الإبداع والابتكار.
فليكن احتفالنا باليوم العالمي لحق المؤلف مناسبة لإعلاء منطق تنظيم حقوق الملكية الفكرية وجعلها منصة إيجابية بناءة للتصدي لكل ما يجري سواء بشكل محدود فردي أم بشكل واسع وشامل جمعي من حالات الخروق للملكية الفكرية وحقوقها ومنطق تنظيمها.
وسيكون وعينا الأشمل والأعمق بهذه القضية هو الأنجع في تسيير حيواتنا بسلامة وصحة ونقاء نحترم فيه المبدع ونضعه في مكانه ومكانته المستحقة الواجبة علينا فيما نفعّل التنافس ونزيح أسباب توالد ظواهر الفساد القائمة على التجاوز والاعتداء واستغلال ذلك في سوق الاتجار المفسد بكل شيء.. ومن هنا نبدأ نكافح الفساد والمفسدين ومن هنا نبدأ مشروعات تصحيح المسيرة وما اكتنفها من خلل بافشارة إلى المجريات الفوضوية وحجم الفساد المافيوي المرعب الجاري في عراق 2003، ومن تحكم به!
فهلا أدلى كل منا بكلمة بالمناسبة؟
أن تفاعلاتنا هنا هي جزئية في حملاتنا من أجل تطهير أجوائنا وتنقيتها وإنهاء ظواهر الفساد
للدخول في موقع الويبو لمن لم يفلح في الوصول إليه يرجى التفضل بالضغط على هذا الرابط