تحلّ السنة الجديدة والأيزيدية من أخوة الوطن أكثر تمسكاً بوحدة المسيرة الإنسانية لأبناء وطن الرافدين تاريخاً مجيداً وحاضراً يناضل من أجل التنوير والتقدم والاستجابة لمطالب أنسنة وجودنا واستعادة حقوقنا. ولعل ذلك يتأكد بوضوح في الاحتفالات التي نحييها معاً وسوياً فتعلو تهليلات التهاني، ومنها أصبوحة الأربعاء 20 نيسان أبريل بمناسبة عيد رأس السنة الأيزيدية الجديدة (سه رصال)، ونحن أبناء عراق الشعب وأطيافه وألوانه يتشاركون بالاحتفال بسطوع آخر للخير والسلام والتكاتف بمسيرة استعادة الحقوق والحريات وكرامة وجودنا وأنسنة مسارنا..
لقد كان عيد سه رصال الأقدم بين أعيادهم وهو اليوم يمتلك البهاء بين أعياد العراقيين محتفلين به ارتقاء بدلالات الاحتفال المشترك ومعاني عيد الخليقة إشارة إلى وحدة وجودية بين الطبيعة والإنسان كما في الإشارة إلى طي صفحة شتاء الطبيعة ومدلولاته في انتهاء شتاء الإنسان ليبدأ ربيع الولادة والحيوية والانبعاث مجددا في دورة حياة طبيعية تمنح الاستمرار لوجودنا الإنساني الأبهى بقيمه السامية أبديا..
إنَّ الاحتفال مع أخوة الوطن والإنسانية بعيد النور هو دلالة أخرى للاحتفال بالمسرة والسعادة غامرة بفضل استعادة أمل التجدد والانعتاق من آلام عواصف الطبيعة وما قابلها اليوم من أعاصير ظلامية لقوى الشر تنتهي بفضل التكاتف يمتاح آماله من الاحتفال المشترك، ومن استدعاء رمزية عيد التكوين والخلق والخلود الذي صيغ لهذي الدلالات الإيجابية البهية.
لقد كان الأيزيديون ومازالوا، باحتفالهم بهذا العيد، عيد (سه رصال) رأس السنة الجديدة، يؤكدون فيه دلالة أمل دائم في انتهاء عتمة شتاء الطبيعة وأوصابها، ليستقبلوا الأربعاء المقدس، بإيقاد الشموع في لالش الأصل الأول بسستاناً دائم التجدد من أجل البشرية ووجودها الكلي بأنسنة معالمه.
فليكن سه رصال هذا العام عيدا يستعيد فيه الأيزيديون كافة ما أرادوه من آمال وما سعوا ويسعون إليه من أهداف عامرة بقيم التحرر والانعتاق واستعادة ربيع الحياة بمشاركة أخوتهم في الوطن والإنسانية بمسيرة التحرر والتمتع بالاستقرار والسلام يحيون بإخاء وطمأنينة بعالم يلبي خياراتهم في دروب الخير والبناء والانبعاث ربيعا دائم التجدد.
وكل عام وأنتم أيتها الأيزيديات الحرائر، وأنتم ايها الأيزيديون الأصائل بكل خير وسلام وأنتم بهاء الوطن ونجوم شعب يتشرف بكم أعضاء عائلة إنساسنية واحدة متكاتفة متلاحمة.. عيدم الأبهى والأجمل والسعد.
أ.د. تيسير عبدالجبار الآلوسي
رئيس المرصد السومري لحقوق الإنسان
يرنفيلد 20 نيسان أبريل 2016