يواجه المواطن العراقي ضغوطاً تملأ تفاصيل يومه العادي وكل نواحي حياته المادية والروحية وتستلبه وجوده الإنساني وتصادر قيمه السليمة لتضعه وسط مستنقع بركة الفساد وميادين الجريمة التي تكاد تأتي على آخر ما تبقى له. وسط هذه الأوضاع هناك أسئلة كثيرة نركز هنا على دور أحزاب الطائفية التي حكمت البلاد فأفرغت خزينته من ثروات ما كان لها حصر وقسّمت شعبه على طوائف تتمترس خلف زعامات ميليشيا الاقتتال بتبرير ديني ولكنها بلا صواب رأي وبلا منطق منهج. نترككم مع أول حلقات أسئلتنا ولكم أن تتفكروا وتتدبروا بكامل الحرية.
الدين ليس الحزب الديني
وسلامة الإيمان لا يباركه الطائفي السياسي مزيف التدين بل يفسده
فمتى نقرر الفصل بين إيماننا وبين الانتماء الخاطئ لأحزاب الطائفية وتحمل جرائر جرائمها
والقضية بالأساس ليست في: هل أنت متدين أم لا؟ فذلك يقرره الله وأنت وكل مؤمن بمعتقد أعرف بما يؤمن به. والقضية ليست محبة الأئمة في دين أو مذهب فأنت تعرف محبتك لهم ولكن القضية في إجابتك عن الخراب السامل حولك. وفي ظل من يجري؟ ومن دير الجريمة بحقك وأخوتك في الوطن بكل أركانها؟ ومن المؤكد أنك سألت: هل سرقة النرليونات قام بها فقير أم موظف كبير وظهيره الحاكم بأمره؟ وهل الأمن مسؤول عنه شرطي أم نظام فاشل في توفير الأمن سواء عن قصد أم عجز؟ وهل جرائم الخراب الشامل التي تحيط بنا، بسبب المواطن أم النظام ومن يديره؟
ومن أجل أن نجيب بوضوح وبمنطق عقلي متنور، لنسأل أنفسنا
أليس معيبا لابن القرن الحادي والعشرين وسليل السومريين صانعي مهد الإنسانية وتراثها الحضاري أن ينضموا لأحزاب التجهيل والتخلف والخرافة والفساد؟ وهو يعرف أن الخراب الشامل جاء مع مجيئ تلك الأحزاب وحكمها؟ هل يقبل أحدكم أن يستغفلوه وأنْ يجعلوا منه وقودا لماكنة الاستغلال والجريمة ونهب الثروات مثلما يجري اليوم؟
أليس وجودك أيها المواطن النابه في حزب طائفي هو قوة لنيران حرائق أشعلها ويشعلها الحزب الطائفي ولخراب تصطنعه معاول تخريب الطائفية وفسادها؟
فماذا تنتظر أكثر أيها المواطن العراقي، يا سليل الحضارة ويا صاحب الحق في حياة حرة كريمة، ماذا تنتظر بعد كل ما حل من خراب لتقرر الانسحاب والتحرر من الطائفيين وجرائمهم؟ ولتبدأ مسيرة البناء بدل مسيرة التقاتل والهدم؟ ماذا تنتظر لتستقل بنفسك وتنأى بها عن أنْ يجيروك ويضعوك في جيوبهم ونحن أمرتهم؟ وكيف تقبل لنفسك أن تمارس ما يريدونه من موبقات وترتكب نيابة عنهم الجرائم؟
كل الشعوب تبني وتزرع لتأكل وتحيا بخير إلا شعوب المنطقة وضعوها على سكة الخراب والدمار والهلاك خدمة لمأربهم ورفائبهم ودناءاتهم.. فهل سنبقى ناكل بعضنا بعضا خدمة لاسياد الفساد والجريمة!؟ ذلكم هو السؤال والسؤال الأبرز بقصد الانعتاق والتحرر نضعه بهذه الصورة التوضيحية بين خراب نعيشه وانتماء يؤدي بنا لممارسة مزيد من التخريب والتقتيل في وجودنا والتدمير في قيمنا وفي إنسانيتنا.. أليس الخروج من أسْر أحزاب الطائفية ينقي غيماننا بمبادئ التنوير وسليم الاعتقاد ويضعنا في طريق الخير والبناء واستسعادة إنسسانيتنا؟؟؟
لكم الإجابة.. ونتطلع لمواقفكم بالتداخل والتعليق والتفاعل بما يغني ويؤكد حملة التنوير هذه .. حملة الانعتاق والتحرير