هذا بيان إدانة لخطاب الاستعلاء والتمييز الذي يجسد فلسفة قوى الإسلام السياسي ونهجها الفكري.. وفيه نداء إلى جميع مناضلي حركة حقوق الإنسان العراقية وإلى القوى التنويرية لإدانة ما اُرْتُكِب من طرف أحد نواب أجنحة الطائفية في حملة نطلقها لتعزيز ثقافة المساواة ومنع التمييز على أي أساس كان سواء النظرة الدونية وفلسفتها الذكورية تجاه المرأة ومحاولة اجترار نظام السبايا من كهوف الماضي وجحور التخلف أم النظرة العنصرية تجاه أتباع الديانات والمذاهب المهمشة بأيديولوجيا استعلاائية مرضية خطيرة تهدم روح الإخاء وجسور العلاقات الأممية والإنسانية بين أجنحة الوطن ومكونات الشعب..
نص بيان المرصد السومري لحقوق الإنسان:
في أثناء جلسة برلمانية انعقدت مؤخراً، تحدث النائب عن التيار الصدري ماجد الغراوي بأسلوب استفزازي يمتلئ بالسخرية والعدائية، قائلا: “إنَّهُ يمكن سبي الأيزيديات وتوزيعهن على المعتصمين أمام المنطقة الخضراء”؛ بالإشارة إلى اعتصام أنصار التيار الذي ينتمي إليه. وقد تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي نصَّ الحوار الذي جرى بين النائب والسيدة فيان دخيل في تلك الجلسة، من دون إيراد ما ينفي الواقعة، في وقت اقتصر الرد على ذاك الخطاب بالتساؤل: “عن نوعية العقلية التي يحملها النائب الغراوي وأمثاله من المنتمين إلى أجنحة الإسلام السياسي وأحزابه الطائفية، تجاه المكونات المهمَّشة من أتباع الديانات غير المسلمة عامة والأيزيديين خاصة”.
إنّنا في المرصد السومري لحقوق الإنسان، نلاحظ استمرار ذات النهج الاستعلائي لقوى الإسلام السياسي الطائفية؛ بما يتضمنه من تمييز وإجحاف بحق جميع بنات وأبناء المكونات القومية والدينية والمذهبية؛ وبما يثيره من ممارسات يتأسس خطابها على منطق الحقد والكراهية ومحاولة إذلال الآخر وتحقيره وعدّه مواطناً من الدرجة الثانية بل محاولة معاملته بدونية العبودية واستباحة وجوده الإنساني وسلبه حقوقه وحرياته؛ هذا فضلا عن الثقافة الذكورية وطابع الاستعلاء فيها ودونية النظر إلى المرأة وحصرها بالاستعباد الجنسي، عبر إسقاط القدسية الدينية على تلك الفلسفة من جهة واستغلال العنف في ممارسة البلطجة والاستبداد.
إنَّنا إذ نشخّصُ أسسَّ هذا التفكير وما يؤدي إليه من نهج خطير دفع دائماً إلى ارتكاب جرائم إرهاب تقع على كواهل أبناء المكونات المهمشة، ننبه على مخاطر التهاون تجاه مثل هذه الرؤية وتمرير ما يُرتكب في ضوئها، من دون مساءلة ومن دون اتخاذ الإجراءات القانونية بأشد صورها وأقواها حسماً.. ونحن في مرصدنا الحقوقي ندين تلك التصريحات وذاك الخطاب المرضي العنصري وما ينطوي عليه من اجترار فلسفة تكفيرية ماضوية بأسس منهجها الطائفي وما يتقيأه من آسن الأقوال والممارسات.. ونطالب البرلمان وكتلة النائب بالاعتذار من الشعب العراقي ومن الأيزيديين وبإدانة ما جرى بوصفه اعتداء على الدستور وما كفله لجميع المواطنات والمواطنين والمكونات العراقية كافة بلا تمييز.. وبوصف ما جرى يمثل جريمةً واعتداءً سافراً على حقوق النسوة العراقيات وكرامة المرأة إنساناً يحيا بكامل الحقوق وبمبدأ المساواة والإنصاف والعدل.. ونؤكد هنا مطالباتنا المتكررة باتخاذ أشدّ الإجراءات التي تنسجم والقوانين الدستورية بوجهها الحقوقي وما كفلته من حقوق بالتأسيس على مبدأ المساواة بين المواطنين وحظر التمييز بكل أشكاله بخاصة القائم على أساس الجنس أو الانتماء الديني و\أو القومي.
النصر لحركة حقوق الإنسان في دفاعها عن حقوق العراقيات والعراقيين كافة وهم يحيون في ظلال مبادئ العدل والمساواة وكامل ما نصت عليه إعلانات حقوق الإنسان الأممية وقوانينها كافة. ولتعلو مبادئ حقوق التعايش السلمي المتساوي القائم على خيار تقرير المصير حقاً ثابتاً راسخاً في العراق الفديرالي المنشود.
المرصد السومري لحقوق الإنسان
لاهاي هولندا 02\04\2016