بمشاركة مع عدد من المحللين السياسيين، تيسير الآلوسي، في لقاء متلفز تم بثه مباشرة عصر الثلاثاء 22 آذار مارس من لندن: الإرهاب لا دين، والتأثيرات السلبية عابرة فيما الاستقرار أوروبياً ثابت مكين.. ولمزيد من التفاصيل يرجى التفضل بقراءة موجز لما تم التحدث به لقناة المغاربية
في ساعة مخصصة لمعالجة ما جرى من جرائم إرهابية في بروكسل قال تيسير الآلوسي في جملة ردود على أسئلة البرنامج المتلفز من لندن: إنّ الجريمة الإرهابية المدانة، تأتي لتؤكد خطل فلسفة العنف الإرهابي بخاصة في كونه يقع على المدنيين الأبرياء بشكل أساس. ومجدداً يتأكد الطابع المرضي لكل ما يرتكبه الإرهابيون.
وعن أسباب تلك الجريمة، أشار إلى أنها تأتي لوجود خلايا نائمة ولانتقال عناصر إرهابية تدربت في فضاء الدواعش المجرمين؛ وطبعا ما ارتكبوه يريدون فيه استعراض عضلات رداً على هزائمهم المتوالية، ولتعاظم جهود مكافحة الإرهاب التي حاصرت العناصر المرضية له فاندفعت في أكثر من جريمة نكراء..
إن الغايات والمآرب من وراء تلك الجرائم تكمن في إثارة القلق في الأوساط الرسمية والشعبية ومحاولة إثارة الشحن والاستقطاب بين يمين عنصري متصاعد وقوى متشددة إرهابية تستغل تنمية أرضيتها المرضية وسط حالات بعينها بين أبناء الجاليات المقيمة بأوروبا فضلا عن التأثير على البورصات وأداء الشركات لجرّ الاتحاد الأوروبي إلى ردود فعل بعينها…
لكن بجميع الأحوال يمكننا الإشارة إلى مواقف إيجابية بناءة تتمثل في وحدة الكلمة الأوروبية ومستوى التعاون وإلى حركة التضامن العالمية وعمقها ودورها في الرد على ما يدعيه الإرهابيون من أنهم ينتقمون لما يجري على سبيل المثال في بلدان شرق أوسطية في زعم أن الضحايا الأبرياء ليس من جرائمهم الإرهابية القذرة وإنما من الآخر هنا الذي يسمونه الغرب.
ولابد من التوكيد على أنّ تلك الحثالة الإرهابية المريضة ليس لها دين ولا تعبر عن مؤمنين به. كما أن الانتقام نفسه يمثل جريمة بالرؤيتين الإنسانية والقانونية وما يرتكبونه جريمة إرهاب بأبشع صورها وهي جريمة مدانة يطاردها ليس القانون ومؤسساته بل العالم برمته.
وفي التفكير في نوع المعالجة والتفاعل تم التأكيد من طرف تيسير الآلوسي على الآتي: غذ لابد من استراتيجية أمنية شاملة لا تقف عند حدود التفاعل مع الحدث بل تستبقه؛ ولقد كان لدى السلطات البجيكية وألوروبية معلومات واضحة عن الجريمة والمجرمين، ولطالما كشفت مسبقا عن محاولات الارتكاب مثلما أوردت الأنباء عن التوصل إلى مجرمين وإلقاء القبض عليهم وعلى أدواتهم واتصالاتهم ورصد مساراتهم اللوجستية.
وينبغي هنا التوكيد مجدداً على أهمية تنمية دعم جهود الاندماج ومنحه إمكانات أفضل وتوظيغ العناصر الخبيرة بشؤون الجاليات من وسطها حيث دعم جهود العناصر المتنورة تحديداً ومحاصرة العناصر المتشددة وقطع الطريق عليها وعلى دورها التخريبي المرضي وسط الجاليات.. ولعل من الأمور المهمة والاستثنائية إعادة دعم منظمات المجتمع المدني المرتبطة مباشرة بالجاليات ومجتمعاتها والفرز بينها بما يوقف الأدوار المرضية لتلك المسترة بالأنشطة والطقوس الدينية، ولكنها بجهورها الأرض الخصبة للخراب الثقافي ولحرث أرضية التشدد والتطرف وتخريج العناصر الإرهابية.
ولربما كان التعاون الدولي الأشمل بخصوص مطاردة عناصر الإرهاب هو الآخر مما يدخل في استراتيجيات التصدي لتلك الظاهرة المرضية بالاستفادة من خبرات دول البحر المتوسط منها المغرب ومصر وتونس..
وسيكون العمل على دعم الحركات الديموقراطية والتنويرية في تلك البلدان بعامة وإغلاق أي شكل للتفاعل مع ما يسمى الحركات الإسلاموية خطوة لتغيير الأوضاع إيجابيا ومنح السلم الأهلي فرصته للعودة وليتعزز هناك.
وكان الدكتور تيسير الآلوسي قد أشار في ثنايا حديثه إلى مخاطر استمرار الهزات الراديكالية في منطقة الشرق الأوسط وغيرها من مناطق العالم وإلى ضرورة إيجاد فرص أفضل لمعالجة تلك الهزات واستعادة الاستقرار فضلا عن توفير خطط للتشغيل وإنهاء البطالة وسط الجاليات وتنمية التعليم بأشكاله ومنح الأنشطة الثقافية فرصها بما يقطع الطريق على المتصيدين من قوى التشدد الراديكالي.
وبشأن التفاعلات المالية للبورصة وأسواق المال والأنشطة السياحية وغيرهما فإنه أكد على كونها علامات عابرة في ضوء الاستقرار الجيوسياسي وثبات الأوضاع وعراقة ثقافة السلم الأهلي ووعي المجريات وإدراك ا[عادها بما يمنح فرص التعافي باستمرار إمكانات التحدي والتصدي لتلك الاختراقات الهامشية على خطورتها في الإيقاع بالضحايا الأبرياء.
وهولنديا أشار إلى تماسك الوضع وسلامته وإلى معالجات إيجابية تدرك معنى الاستراتيجيات الأغنى والأشمل وهي تمضي بها إيجابيا بنجاح. كما أن أول تفاعل رسمي لهولندا، عدا عن كونه تضامن مع بلجيكا وعرض كل أشكال الدعم أكد على طمأنة المجتمعين الهولندي والأوروبي وتفاعل بالطريقة الأنسب والأنجع في خطابه الهادئ والموضوعي والمبتعد عن التهويل الذي يخدم الإرهابيين ومآربهم.
وبالختام جدد إدانة الجريمة الإرهابية النكراء من مجتمع الجاليات ومنظماته المدنية والحقوقية مؤكداً أن تلك الجرائم هي من أخطر الاعتداءات التي يتعرض لها الوضع الحقوقي في استهداف الإرهاب لضحاياه من المدنيين الأبرياء. وأكد أن تنامي وعي تلك المنظمات ودعم أنشطتها يبقى ضرورة لوقف اختراق ثقافة الجهل والتخلف وقوى الظلام لبعض مواضع وسط الجاليات ووقف استغلال بشع للدين وتجييره سياسيا بالاعتماد على الجهل وعلى ظاهرة الغيتوات المنعزلة.. وبالمقابل أشار إلى تعاظم الأنشطة التنويرية وتطلعه لتعزيز دعمها للانتصار لمنطق التمدن والتحضر ودحر قوى التشدد وظلاميتها.