نشرت الرسالة في صحف ومجلات كوردستانية تحت عنوان: رسالة صديق الشعب الكوردي البروفيسور تيسير الآلوسي في الذكرى السنوية للبارزاني الخالد
منذ رحيل قائد حركة التحرر القومي الكوردية، جرت متغيرات وقرأ الشعب تجاريب غنية ثرّة في مسيرة النضال التحرري مما تركه الراحل لأمته ولشعوب المنطقة. وها هم ورقة هذا القائد يسطرون المآثر ويواصلون الدرب بمسيرتهم التي تعترضها عقبات واشكال تهديدات من قوى الإرهاب التي استباحت المنطقة ومن عناصر مرضية تحاول إثارة المشكلات بوجه مسيرة البناء في كوردستان الجديدة.
إن طابع التحدي والتمسك بمسيرة البناء ليس غريبا على الكورد وهم الذين بنوا مدنهم مرارا بعد كل جريمة تدمير همجية يرتكبها المجرمون. وفي خضم هذه المسيرة فإن الكورد والبارزنيون منهم يتمسكون أكثر فأكثر بروح التسامح وقيم الإخاء وينثرون محبة في محيطهم ودفقا من قيم التمدن والبناء بديلا لقيم التخريب والهدم التي يمارسها أعداء الإنسانية والكورد.
إن حقيقة تربوية سياسية راسخة مازالت حية بتمسك الكورد برمزية قائدهم الراحل تلك الرمزية التي تدفعهم باستمرار لتجديد العهد سنويا على السير بطريق التآخي مع شعوب المنطقة من دون إضاعة الهوية بل بمزيد تمسك بوجودها وبحق تقرير المصير والسعي لتجسيده بأفضل صيغه المتاحة.
وهكذا يأتي الاحتفاء بمناسبة رحيل هذا القائد التحرري تأكيدا للانتماء القومي الذي عبر عنه البارزاني الخالد يوم قدم تضحياته في كل أقسام كوردستان المجزأة ولم يستثن قسما منها بل أكد وحدة تلك الأمة وأرضها وحقها في تقرير مصيرها مثل كل شعوب الأرض الحرة. كما يأتي الاحتفاء توكيديا لتحالفات التآخي مع شعوب المنطقة والسعي مع القوى المتنورة الصديقة للتاسيس لجسور علاقات مبنية على المساواة والاحترام والاعتراف بالآخر وبضرورة وحدة المصير الإنساني الأممي..
إن المعركة اليوم ضد قوى الظلام تتطلب مزيدا من التحدي والتمسكس بإصرار بقيم الحق والتنوير ولكن كل مسيرة بناء تتطلب مراجعات دائمة مستمرة ونقدا موضوعيا بناءً مطلوبا هو ما يجعل المسيرة تمضي وتتغلب على العثرات.. كما تتطلب بحثا دائبا عما يوحد الكورد وحركة التحرر القومي بكل فصائبها وجعلها في بوتقة تخدم تحويل كوردستان إلى جنة لشعبها..
ومثل هذه الممارسة السياسية الديموقراطية لا تسمح بالتأكيد لفرص يستغلها الأعداء في غرس أحصنة طروادة واختراق الجبهة الكوردستانية العصية عليهم طالما تمسكت بهذا النهج في بناء الدولة المدنية بروح ديموقراطي يُعلي الحوار والتعددية ولا يفتح منافذ لخفافيش الظلام أن تمرق في الميدان.
إننا اليوم إذ نستذكر الزعيم التحرري الخالد ملا مصطفى البارزاني أن نسجل عددا من المهام المستجدة للمعالجة في ضوء الإرث الذي تركه للمناضلين من رفاقه ورثة تجاريبه الثرة:
1. يجري اليوم سجال محتدم بغداد في ضوء الاحتجاجات الشعبية على سياسة حكومة بغداد الطائفية ومن الضروري أن يكون لموقف كوردستان المدني والديموقراطي في منطلقاته ما يعزز تلك النضالات ويمنع محاولات سرقتها وإعادة إنتاج نظام الطائفية الذي أضر بالعراقيين وبكوردستان كما تشير التجربة حتى يومنا.
2. تعزيز مسار توحيد صفوف الحركة الكوردية التحررية وإيجاد الحلول المناسبة لما ظهر من بعض اختلافات في السنة الأخيرة والقيادة الكوردية قادرة على الحسم ووضع الحلول في ضوء تلك التجربة الغنية التي تمتلكها.
3. البحث في أفضل وسائل تلبية مبدأ حق تقرير المصير سواء بتثبيته رسميا في عراق فديرالي جديد بحق أم في المنظمات الدولية التي ينبغي أن تكون شاهدا للحق ومثبِّتا له بوثائق المنظمة الدولية.
4. تعزيز الدور التنويري لأجهزة الإهلام ومنحها قدرات العمل المؤثر وسط الجمهور الكوردستاني كي لا تتسلل خطابات مشبوهة بخاصة تلك الظلامية ومثيرة الشقاق والمشكلات.
5. توجيه الحوار مع بغداد بما يحسم مشكلة الثروات الطبيعية بقوانين تحترم حقوق الجميع: قضية النفط والثروات الطبيعية ومعالجتها بقوانين استراتيجية تنظمها وتنهي التذبذب والتخبط الذي مارسته بعض العناصر داخل بنى الحركات السياسية المتحكمة بالمسيرة مع وجوب منع ربط مرتبات الموظفين والعاملين بهذه القضية كون المرتبات قضية أرزاق الناس ولقمة عيشهم التي يجب كفالتها..
6. الاستمرار بالاستعدادات الضرورية اللازمة لمواجهة تهديدات قوى الإرهاب والعمل على دحره في معاقله حيث يقف متربصا على تخوم كوردستان الأمر الذي يجب إنهاء وجوده وبؤره وتهديداته…
7. رسم خطى بناء الدولة وإطلاق مشروعات الزراعة والصناعة وخطط التنمية والتقدم في مجالاتهما وفي ميادين التعليم والصحة والبيئة…
إننا بين قوى التنوير العربية الصديقة للشعب الكوردي نجد أن إحياء هذه الذكرى التي يمر عليها اليوم أكثر من ثلاثة عقود ونصف العقد، باتت منصة للتدارس والتباحث في العبر والتجاريب الكبيرة والمهمة، وهي الوضعية التي مازالت تلح على اتجاه تبني مراكز بحثية وجهود أكاديمية جامعية متخصصة تحمل هذا الاسم البارز [اسم البارزاني الخالد] لمكانه ومكانته في مسيرة الثورة ولأهمية استقراء معالم تلك التجربة ودروسها في بناء الدولة بكل ميادين الخطابات الاقتصادية الاجتماعية والسياسية والعسكرية…
وثقتي شخصيا بأنّ هذه الملتقيات السنوية ستتحول إلى منتدى محلي ودولي يتم تقديم الدراسات والبحوث فيه بما يخدم كوردستان البناء والتقدم والسلام.
فلتحيا مبادئ التحرر القومي والتقدم والتنمية تلك التي حملها البارزاني الخالد وتركها إرثا باقيا تستمد منه مسيرة البناء السلمي بكوردستان فرص إشادة أفضل ما يعود عليها بالنجاحات والانتصارات المؤملة…
http://www.sotakhr.com/2006/index.php?id=27559
- انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة)
- اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة)
- اضغط لتشارك على LinkedIn (فتح في نافذة جديدة)
- اضغط للمشاركة على Tumblr (فتح في نافذة جديدة)
- انقر للمشاركة على Telegram (فتح في نافذة جديدة)
- انقر للمشاركة على WhatsApp (فتح في نافذة جديدة)
- اضغط للطباعة (فتح في نافذة جديدة)