ساحة التحرير ميدان لبرلمان الشعب العراقي يمارس فيها خطابه الثقافي السياسي حصراً. إنها ليست لمن يريد التمظهر بادعاء أنه يمارس طقوس دينية.. هناك المئات والآلاف من بيوت الله للطقوس الدينية وممارستها وهناك غير الجوامع والحسينيات كثير غير ساحة التحرير.. أما ساحة التحرير فهي ميدان انعقاد برلمان الشعب بمنطق العقل العلمي.. إنها ميدان الخطاب العلمي فكريا سياسيا بلا تستر بطقوس دينية وبلا تمظهرات بادعاء التدين.. في ساحة التحرير لا يرفع إلا علم العراق الذي يوحد الجميع ولا يعلو فيها إلا صوت العراق وطنا وشعبا بهدير من يأتي إليها من أبنائه
ساحة التحرير فيها نصب (الحرية) وما فيه من رموز التنوير ومن التذكير بثورات الشعب.. ساحة التحرير هي ميدان للحرية وللعقل العلمي.. ساحة التحرير لكل أنشطة الثقافة ومنطقها العقلي التنويري وهي ليست لألاعيب أخرى ولا لمآرب واستعراضات تيارات وحركات وأحزاب بخاصة منها الإسلام السياسي.. إنها لتوكيد وحدة الشعب والانتماء للوطن
فإلى الطائفيين، نقولها: لكم بيوتكم وبيوت الله للتعبد وممارسة ما تريدون من طقوس؛ أما نحن أبناء الشعب من الفقراء والمحرومين والمظلومين فلنا ساحة التحرير، لنعلن فيها وعبرها موقف الشعب من حكم الطائفية ومفسديها..
فمرحبا بكل عراقي ينزع عنه أقنعة الطائفية التي حاولت خنقه بجلبابها الأسود.. مرحبا بكل مواطنة ومواطن يأتي إلى ساحة التحرير معلنا سلمية انتفاضته وحراكه الشعبي المدني..
مرحبا بكل من حمل ويحمل علم العراق رمزا لوحدة العراقيات والعراقيين وإعلانا واضحا لكونهم هنا يتحدثون بلغة الخطاب السياسي لا أية خطابات أخرى، ولا تحت أية ذريعة..
مرحبا بالعراقي بهويته العراقية الوطنية الإنسانية التي تحتوي تعددية الديانات والمذاهب وتتضمنها بالعدل والمساواة وبتاريخ من التعايش السلمي عبر الأزمنة والدهور..
وكلا لكل الممارسات الأخرى والتمظهرات ومنها تلك التي تتحدث بخطاب استخدمه الطائفيون للتستر به باسم الدين وباسم القدسية وباسم التعبد وكل ذلك ادعاءً ونفاقاً وزورا وبهتانا..
إنّ ساحة التحرير هي ميدان لبرلمان الشعب؛ يعلن بخطاب سياسي واضح أنْ: ( لا للدجل.. لا للتضليل).. ولا لكل قشمريات الطائفية والطائفيين.. وكفى عبثا بعقول الناس وكفى فرضا لخطابكم المدعي تدينه والمستغل للدين ولكنه في جوهره ذاك الخطاب الذي لم يأتِ إلا بالبلاء وبمزيد النكبات. فالعراق الأعلى فسادا والأكثر فشلا والأسوأ بيئة والأنكى والأكثر جرائم سرقة وقتل واختطاف واغتصاب .. فيه تُرتكب اليوم جرائم الإبادة الجماعية بحق الأيزيديين والمسيحيين والشبك والمندائيين وفيه تُرتكب جرائم ضد الإنسانية بحق الشعب العراقي وفيه يُعدم العقل العلمي
من أراد التعبد وممارسة الطقوس فليمارسها حيث لا يتمظهر بها ولا يؤديها ادعاءً وزيفا وتسترا على طائفيته وخطابها الفكري المريض..
لقد أمرضتم كل شيء فابتعدوا لأن ساحة التحرير تعد لكنس كل طائفي متمظهر، كنسه مرة وإلى الأبد
بلى أبناء الشعب الأباة حماة العِرض والضمير الحي والمداغعون عن الحقوق والحريات سينهضوا بانتفاضة شاملة للتغيير
سنعيد للعراق وجوده بدولة مدنية، وبخطاب تنويري يعتمد العقل العلمي
فاتركوا الميدان لممارسته السلمية ومطالبه التي يؤديها بلعته السياسية المدنية وإلا فإن من يأتي باي خطاب غير الخطاب السياسي المطالب بالحريات والحقوق يتقصد التشويش والتضليل ويشارك المفسدين جرائمهم وإن ادعى أمرا آخر فليس سوى صراعه على الكعكعة واقتسامها
ورد الشعب واضح في هذا.. إنَّ الشعب يعرف قيمه الروحية كافة بكل تفاصيلها وطقوسها والشعب ليس بحاجة للطائفيين المفسدين كي يعلمونه كيف يتعبد وكيف يصلي ومتى واين.. إن الشعب أزكى من نفاق أحزاب الإسلام السياسي ومفاسدها ومن كل ما تتستر به.. فانتبهوا ايها السادة من التوقيت واختيار المكان
واسمعوها عالية:
هنا ساحة التحرير
هنا ساحة برلمان الشعب
هنا ساحة العقل العلمي التنويري
هنا لا وجود لأي نشاط سوى مطالب الناس في قوت يومهم ولقمة عيشهم، نظيفة وفي حرية إرادة بلا قيود بأي لون تمظهرت لفرض نفسها قسرا
سلمتم أبناء العراق الأباة .. هلموا إلى اتفاضة الشعب السلمية من أجل الحق والحرية والحياة الأبية الكريمة