التجمع العربي لنصرة القضية الكوردية يدين الهجمات التركية على قوات حماية الشعب الكوردية وقوات سوريا الديموقراطية
في إصرار من جانب تركيا الخاضعة لسياسة أردوغان واندفاعاتها الهوجاء، وتضمنها منطق إرهاب الدولة في تعاملها مع مكونات الشعب التركية وشعوب المنطقة وفي نهجها السياسي التكفيري الذي يرفض أسس التنوع والتعددية في الوجود الإنساني حيث حق الكورد في العيش بسلام وحرية ومن دون قمع حق الانتماء والهوية وحقوق المواطنة والمساواة.. في هذه الأجواء راح السيد أردوغان يصِمُ هذا الفصيل أو ذاك بالإرهاب على وفق منطقه وآليات حكمه التي يفرضها؛ في محاولته استعادة زمن الأباطرة وإمبراطوريتهم العثمانية! وها هو بخلاف المجتمع الدولي وبخلاف الحقائق ومنطقها يوجه تهم الإرهاب لحركة التحرر الكوردية التي قدمت دوما مشروعات السلام، وقصده بهذه الاتهامات تبرير جرائمه التصفوية بحق الكورد وقياداتهم السياسية والمجتمعية واستعادة ما يسميه مجد الإمبراطورية.
إنَّ مهاجمة قوات حماية الشعب الكوردية وتبرير ذلك بارتباطها بحزب إرهابي على وفق ما يرغب السيد أردوغان وساسته وصفهم، ينكشف سريعا بملاحظة أنه يهاجم قوى خاضت معركة هي من أشرس المعارك التي أعادت إلى الذاكرة البشرية الحية بطولات ستالينغراد ضد الفاشية الهتلرية، بالإشارة إلى معارك كوباني البطولية ووقوف المجتمع الدولي مع قوات حماية الشعب ضد إرهابيي الدواعش الهمج.
واليوم في وقت تخوض قوات سوريا الديموقراطية وقوات حماية الشعب معاركها ضد الدواعش الذين تجتمع لإزالتهم القوى الدولية المحبة للسلام يقف السيد أردوغان بوجه قوات معارضة سورية تريد إنهاء الإرهاب وظلامياته؛ فيقصف بكل وحشية المناطق المحررة ويضرب قوات تعبر عن تطلعات الشعب السوري وأبرز مكوناته التي تجسد تعددية المجتمع وتنوعه الإنساني القومي والديني ممثلة بالكورد وبالمسيحيين وبقوى ديموقراطية عربية معروفة وموثوقة دوليا..
إننا إذ ندين تلك الهجمات الوحشية ونكشف للمجتمع الدولي طابعها وغاياتها ندعو مجلس الأمن لاتخاذ الإجراءات العاجلة لوقف تلك الجرائم الثأرية التي تخدم الدواعش وجرائمهم الإرهابية كما ندعو الاتحاد الأوروبي لممارسة دوره بهذه المهمة بخاصة في ضوء أوراق الضغط التي يمتلكونها سواء بموضوع ترشيح تركيا لعضوية الاتحاد أم بوجود تركيا عضواً في حلف الناتو..
إن ترك الأمور سبهللة يوقع أفدح التضحيات وسط المدنيين العزّل ويمنح قوى الإرهاب من الدواعش تحديداً، فرصا أكبر للبقاء حيث يمثل هذا الهجوم الهمجي دعما لوجستيا مباشراً للإرهاب الذي اتفق العالم بأجمعه على تشخيصه ومحاربته وإنهاء وجوده المرضي في المنطقة التي باتت بؤرة تهدد السلم والأمن الإقليمي والدولي..
لذا وجب المباشرة بالإجراءات الجدية الفعلية لوقف تهور واندفاع قوات أردوغان فوراً.. وبدل ذلك وضع تركيا بمسار التحالف الأممي ضد الإرهاب عبر حل القضية الكوردية حلا سلميا عادلا وعبر وقف سياسة إرهاب الدولة التي لم تقف عند حدود كوردستان بجنوب شرق تركيا بل تجاوزت الحدود واخترقت سيادة دولتين عضوتين مؤسستين في الأمم المتحدة.
الأمانة العامة
التجمع العربي لنصرة القضية الكردية
18\02\2016