في الجمعة 23 من تشرين توجهت جموع لممارسة جانب من طقوسها الدينية.. ولكنها هذه المرة تتحدى قادة الطائفية السياسية وتفضح محاولاتهم استغلال تلك الطقوس والتستر بها على جرائمهم التي يرتكبونها صباح مساء وعلى مدار الساعة بحق الشعب.. فتحولت تلك الطقوس إلى تظاهرة ىردٍّ على أضاليلكم، فــ سرقة ميزانية الدولة ونهب ثروات الناس والوطن وعمليات الخطف والاغتصاب والقتل بالجملة هي ظاهرة عميقة الغور في المشهد اليومي للعراقية والعراقي ونسب البطالة والفقر في تفاقم بينما أنتم المفسدون لا تغيرون من أمركم إلا يإجراءات تضليلية لم تأت إلا على حساب بسطاء الناس…
تتحدثون عن إقصاء وإقالة ومازال المتسبب الأول فيما آل إليه البلد في مكاتبه بلا غيرة ولا ضمير وتتحدثون عن تغيير في النهج والبرامج التي تشتغلون بها هي هي! وتتحدثون عن تبييض وجه القضاء ومازال عتاته بمناصبهم وكراسيهم يقضون للسارق على حساب المسروق! وينحنون للمسؤول ويسومون الفقير ويلات التعذيب في أقبية التحقيق!!!
تتحدثون عن معالجة مشكلات الاقتصاد وخواء البنوك وتتكشف المعالجة بأنكم تحمّلون الموظفين والعمال والمزارعين مهمة ملء الخزائن فتقتطعون من مرتباتهم ومن قوت الأبناء والعوائل التي لا تجد ما يسد رمقها فيما تذرون رماداً في العيون بأنكم اقتطعتم من الرواتب العليا نسبة مقابلة هي في حقيقتها لا تساوي بين مواطن مغلوب على أمره يزداد فقرا وبين آخر يزداد غنى وابتلاعا لثروات الناس وهو من حيتان الفساد! هل نكشف سراً أن العراق بلد بحار النفط وغابات النخيل فيه 8 مليون فقير بل هشرة مليون محتاج للسلة الغذائية!!
وتقولون: لماذا يتظاهر الشعب؟
لهذه الأسباب التي سجلناها ويعيشها الناس يتظاهر الشعب.. لقد تركت الأغلبية من أبناء الشعب السياسة والمطالبة بوجودها في السلطة وتمثيلها فيها ولكنها لا تستطيع أن تتنازل عن قوت أبنائها ولا عن شرف عوائلها وبناتها ولا عن كرامة رجالها وليس العِرض عندها للبيع كما عند سوقة الحكام المفسدين
يتظاهر الشعب من أجل كرامته ومن أجل درء وجوده عن فسادكم.. ويتظاهر الشعب لبربأ بنفسه عن جرائمكم وصراعات ميليشياتكم ومافياتكم على حصص السرقة وكراسي الحكم والسلطة.. يتظاهر الشعب من أجل لقمة خبز نظيفة ومن أجل أجر عمله في بلاده التي صارت عزباً وضياعا يتملكها آل كيت وآل كذا وكأن كل آل عائلة أبناء الذين قد ورثت الأرض ومن عليها لأن جدها من جماعة ( قدس اللهم سره ) الذي كان نائب الله على الأرض كما يدعون
كفى زيفا.. كفى نفاقا.. كفى تضليلا
كفى نهبا.. كفى اغتصابا.. كفى تقتيلا واغتيالا
ألم يكفِ آلاف الأساتذة والعلماء اغتلتموهم لترتووا من دماء أبناء العراق!!!؟
ألم يكف مئات آلاف الضحايا ليرووا ظمأ أنفسكم المريضة بكل شر وجريمة!!!؟
ألم يكف تشريد ملايين العراقيات والعراقيين بين نازح ومهجّر قسرا في أرض الله يهيمون!!!؟
ألم يكفكم نهب ثروات البلاد والعباد!!!؟
لم يكفِ كل ذلك الهول وكل تلك الفظاعات! وتريدون هلاك وجود اسمه البيت العراقي وأهله
إذن، خذوا الرد، ها هنَّ العراقيات…. ها هم العراقيون يكفيهم صدورهم العارية في تظاهراتهم السلمية
يكنسون عنفكم وأسلحتكم ومتفجراتكم وما ترتكبون بها من جرائم
اليوم يوم العراق الذي مازالت الظلمة تخيم فيه على الناس بظلامها الآتي من نتانتكم وفسادكم
اليوم يوم العراق الذي مازالت فيه جرائمكم تمضي بسفينته في لجج البحار وعواصفه
اليوم يوم العراقيين ينتفضون من أجل نقرير المصير
لا يكلون ولا يملون ولا يتبعون لمستبد طاغية أيها الطغاة ولن يخنعوا لهم .. وأنتم الخواء يتستر كذبا مستغلا طقوس الناس ومختبئا خلف بنادق المأجورين المضللين
الشعب يواصل إنذاره بالأصفر لكنه حدد لكم يوم الوعد ووعيد الشعب أتٍ لا محالة
يومها لا يلومن أحد إلا نفسه وما أمرته به من مساوئ وجرائم
فاتعظوا واخشوا يوم لا ينفعكم مال ولا سلاح أمام غضبة الشعب
لا تعولوا على شراء صوت أو آخر.. ولا تعولوا على خيانة اسم أو آخر.. لا تعولوا على تردد طرف أو آخر ولا على استغلال سلمية الناس وحراكهم
لا تعولوا على أمر ايا كان، لأن غضب الشعب دوما برهن على أنه الحسم وخذوها كلمة وعدا ووعيدا
هذي الجمعة الثلاثون من أكتوبر تشرين أول عودة بآلافنا المؤلفة وبرمزية أنشطتنا لكنها عناوين للآتي يوم الوعد وطوفان يكنسكم مرةً وإلى الأبد يومها سيكون السحق لكم قرارا شعبيا نافذا ونهائيا ولا حوار فيه للكلمة بل للفعل سيفا حازما صارما