ألواح سومرية معاصرة تنشر نص: “بيان التجمع العربي بشأن مجريات الأحداث بكوردستان العراق
تتعرض كوردستان العراق لجملة من الضغوط الاستثنائية المصيرية وفي ضوء ما نجم عن مجمل القضايا الملتهبة اليوم من أزمات بخاصة تلك التي مسَّت الطبقات الفقيرة من جهة تأخر صرف مرتباتهم ومصدر عيشهم وبعض الارتباكات الجارية في تفاصيل اليوم العادي، فقد خرجت قطاعات شعبية في تظاهراتها السلمية المطلبية التي نقف معها بثبات. فهي حقوق إنسانية ثابتة كفلتها الدساتير كافة وهي أساس يجب تلبيته من دون تأخر أو تقصير بالعمل على عرض الأسباب بشفافية تامة ومعالجة كل ما يقف دون وصول المستحقات المالية والمرتبات لأصحابها وإنهاء الاختلالات الاقتصادية..
ونحن هنا نتابع بقلق حالات الخروق التي جرت في التظاهرات لإخراجها عن سلميتها وممارسة العنف المسلح الأمر الذي أودى بحياة غالية وجرح وإصابة العشرات من المواطنين ومن البيشمركة والأسايش. وإذ ندين أشكال ممارسة العنف من جميع مصادرها وأطرافها؛ فإننا نؤكد حتمية تعاون الجميع على ضمان الأمن والسلم الأهلي ومنع أي خرق عنفي قد يهز الاستقرار في كوردستان، المحاطة بمشكلات وتهديدات إرهابية بشتى سياساتها وتفننها بمحاولات الاختراق وطعن الأوضاع لاجتراح ما يهددها وشعبها ووحدته..
إننا إذ نجدد تضامننا مع مطالب شعب كوردستان بكل أطيافه ندعو الحكومة للعمل بجدية أكبر وبسياسات استثنائية ترقى إلى: مواجهة ظواهر الفساد والفقر وإن كان وجودها فعليا بنسب ليست كبيرة ولا تقاس بما يجري ببغداد.. وكذلك العمل على تأمين المرتبات وسرعة حسم صياغة دستور مدني علماني وحسم القضايا الجوهرية المتلكئة، في ظل خيار طريق الإصلاح للبناء والتقدم على أساس الوحدة الوطنية والتوافق السياسي البعيد عن خطاب القسر والفرض والانقسام أو أي شكل لتعميق الاصطراع.
كما ندين بهذه المناسبة كل أشكال العنف ومنها مهاجمة المقرات الحزبية وحرقها والتعرض للممتلكات العامة والخاصة ومحاولة إشاعة لغة العنف البشعة.. ونتوجه بندائنا هذا إلى كل القوى الكوردستانية المخلصة من دون استثناء أو استبعاد لأية قوة، لتكون على مستوى المسؤولية في تحصين المجتمع الكوردستاني ضد الانقسامات وضد أي شكل لخطابات العنف والاحتراب وأن يتبنى الجميع سياسة مكاشفة الشعب بروح شفاف والاستمرار بالحوار الودي والديمقراطي لإيجاد الصيغة المناسبة للخروج من الأزمة السياسية الراهنة؛ والابتعاد عن كل ما يعقد الأمور في مثل هذا الوضع الخطير الذي يثير القلق تجاه تهديدات إرهاب الدواعش ومخططات خارجية مجاورة.
ونحن في التجمع العربي، نثق بانتصار قوى الخير والحرية والسلام على محاولات شق الصفوف واختلاق التناحر ورفض مشروعات التراجع القهقرى نحو نظام الإدارتين أو اختلاق مشكلات تهدد الأمن والاستقرار.
الأمانة العامة
التجمع العربي لنصرة القضية الكردية
12 تشرين اول أكتوبر 2015