أتقدم من أهلي العراقيين الأصلاء أبناء الأنبار نساء ورجالا، شيبا وشبيبة، بأخلص التهاني بمناسبة تحرير عاصمة المحافظة. ونحن هنا لا نقف عند حدود التهاني والأماني بل نجدد العهد على متابعة مسيرة تحرير أرض الأنبار الطاهرة.. الأرض الزكية بأهلها الأحرار، بالعقل العلمي لنخبها التنويرية حاملة رايات الحراك المدني، حراك إعادة الإعمار ومسيرة بناء حقيقية، تنتمي لعراق جديد، وللروح الوطني وللجذور التاريخية المجيدة حيث أنوار العلوم ومنجزها وأنوار الحرية وسجل مآثرها..
ستبقى الأنبار عصية على قوى الظلام الإرهابية.. وتبقى مغلقة بوجه العابثين من الطائفيين والمفسدين ممن مدَّ ويمد جسورا نحو الدخلاء والأجانب لتؤكد الأنبار وأهلها، وطنية الانتماء لعراق الحضارة والتمدن..
ومنذ الأمس حيث ((عهدهم التاريخي)) عقد الأنباريون العزم على مسيرة الانعتاق والتحرر. وهم اليوم يحققون بفضل جيش الوطن والمضحين من أبنائها تحرير عاصمة المحافظة وقلبها النابض.
إن مجتمع الأنبار نساء ورجالا، نخبة وجمهورا؛ بصموا على عهد الشروع باستعادة حياة حرة كريمة تمضي بروح وطني وبمنطق التمدن وصنع التقدم الاجتماعي.
إن صرخة الأنبار اليوم تتلخص وتتجسد في عبارة: كفى لكل المجرمين، فلا سادة وعبيدا ولا مجال لعيش دخيل يستبيح الطهر والنقاء في أرض النقاء والبهاء…
ستبقى شمس الأنبار حامية تحرق الأعداء، ساطعة تضيء فضاء الحياة، لتساهم مع كل محافظات الوطن بوحدة وطنية مكينة متينة في بناء أسس عراق جديد هو عراق التقدم والحرية والكرامة بدولة مدنية تلبي وتحقق العدالة الاجتماعية..
فلنشرع ببناء أسس عودة أهلنا إلى بيوتهم
ولنكن جميعا جيشا يحمي الأمن والأمان والعرض والكرامة
لنكن جميعا عمال البناء وحراثة الأرض وزراعتها واستخراج ثرواتها الأغنى
ولنعد إلى سجلنا بهاء تمسكنا بالعقل العلمي وبالتنوير وبالروح الوطني وليس بقشمريات العشائريات (المصطنعة) ولا بعناصر من أدعياء التدين يحاولون أن ينسونا قدسية استخلافنا على الأرض لننهض بإعمارها لا للتنسك الكاذب والانقطاع عن العمل، فالحديث الشريف يقول: عامل يعمل خير من ألف عابد ولنكن متمسكين بـ موازين العقل والعلوم والمعارف فهي وحدها الكفيلة بأن تحقق أنسنة وجودنا ولنرفض موازين الجهل التخلف والتضليل لأنها طحنتنا وانتهكتنا وستطحننا أكثر وتضعنا في استعباد وإذلال!
أيتها الأنباريات.. أيها الأنباريون
كونوا لأنفسكم وأرضكم ووطنكم خير سند وخير البنائين وإلا فلات ساعة مندم
عجِّلوا باستكمال تحرير الأنبار ولا تنظروا إلى هذا وذاك ممن يناور على أجسادكم وأرواحكم.
كونوا أنتم الحزم والحسم
اظهروا براياتكم في كل ميادين وجودكم، احتفالا بانتصار الوطن وجيشه وبوحدة العراق والانتماء لهويته وبالانتصار للعقل ومنطقه ومدنية المسيرة لا قشمريات الطائفية بأي شكل تمظهرت
أنتم البركة، وبالحركة يأتي الخير وتحل البركة
سلمتم وعشتم أبناء عراق جديد تبنون محافظتكم جنات عدن لكم ولكل العراقيين..
فأحكموا التمسك بالأرض ولا تسمحوا باختراق جديد
ولتبدأ مشروعات البناء من فوركم
الآن وليس غدا
أزيلوا قاذورات الإرهابيين والجهلة من الطائفيين ممن جاء لسدة حكمكم بغفلة من الزمن
ابحثوا عن منطق التنوير والتمدن في أنفسكم
كل منكم يؤكد مدنيته وإنسانيته بمسيرة البناء ومساهمته فيها
أما الدين فليس للعب والعبث بمصائر الناس ولا للتحكم بهم بقشمريات أحزاب التدين الكاذب، فحزبكم ليس غير انتمائكم للمدنية، للتمدن، للبناء وإشادة أسس التقدم وخلق جنة لأبنائكم
وكلُ من يبدأ من إعادة أحزاب الطائفية والاصطراع على المناصب سيعيد الفساد الذي أودى بأهل الأنبار لجحيم الإرهاب وسيكون مساهما عن جهل أو علم في إعادة الخراب والمآسي وانتهاك العِرض
فلا تعيدوا الكَرَّة والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين
ليبدأ كل منا بنفسه وليقل كل منا مهمتي أن أعمل أن أبني
لتبدأ العونة مع الجيران
لنطهر بيوتنا
لننظف شوارعنا وأحياءنا
لتزهو مدننا
لنواصل الليل بالنهار كي تكون لحظات الراحة وجنة الأبناء قريبة
لنبدأ بالمستوصفات والمدارس ومراكز الثقافة
اتركوا كل شيء .. كل شيء
واتجهوا
إلى بيوتكم وشوارعكم ومدارس أبنائكم ومستوصفاتكم بموازاة تشغيل كل مصنع ومعمل وترتيبات حقول الزراعة وكري الأنهار وإعدادها للإنتاج
تلكم معركتنا وهذا عهدنا وفيهما نهنئ بعضنا بعضا وبخلافهما لا يستحق الحياة من يخرج على هذا بل هو عدو الأنباريين وجموع العراقيين
لا تقبلوا تنكيس الرؤوس ولا تخسروا التضحيات الجسام حتى عادت الأنبار
بل
احملوا رايات العمل والعمل فقط.. وعند الاختيار بين ساعة عمل وساعات تدين مزعوم كاذب مما تدعو إليه أحزاب الإسلام السياسي الطائفية فليكن الاختيار العمل فهو عبادة وله القدسية وهو واجب ديني بينما كل ماعدا العمل سيكون ضد منطق العقل وخطى الحياة الحرة الكريمة وخدمة لأعدائنا
وكل من يريد خدمة أهل الأنبار عليه أن يساعدهم من دون منة وأن يدعم مشروعات البناء بناء البيوت، تأثيثها، بناء المدارس والمستوصفات والصرف الصحي والطرقات والاتصالات والأنهار وتوفير الماء والكهرباء وليس غير
ارفضوا كل ماعدا ذلك ولا تسمحوا لأجنبي أن يكون بينكم
تلكم هي مهامكم اليوم لتنطلق مسيرة التغيير والبناء في عراقنا من كل عراقي أنباري غيور شريف
لقد تأخر زمن مساهماتكم تأخر كثيرا ولكن أن تأتي متأخرا خير من ألا تأتي
لنبدأ
تظاهروا معا وسويا
أوقفوا زمن التخلف والتمييز بين نساء ورجال فيوم دخل من استباح البيوت لم يفرق بين امرأة ورجل بل استباح كل امرئ والرد بمسيرة البناء يبدأ من تمدنكم وإدراككم تلك الحقيقة
لا عشائرية ولا حزبية ولا قشمريات طائفية
كل الأنبار تنتمي لعلماء التنوير ومنطق العقل العلمي، علماء البناء، علماء العمل.. ودنيا البناء لا دنيا الرياء والتدين الكاذب.
من يريد أن يعرف الدين فليعرف أن الدين قدَّس العمل وفرضه واجبا بأولوية حتى ينتهي من واجبه وقد قيل في المقدس “وقل اعملوا” ولم يقل وقل انقطعوا للعبادة واتركوا العمل في إعمار الأرض فالعبادة في العمل نفسه….
تنبهوا وكفى خنوعا للجهل
وكل من يقود اليوم ويريد لأهله الخير ليبدأ من نفسه وينزل للعمل
العمل العمل العمل
ذلكم عهدنا معا وسويا
هنا الأنبار مركز البناء الأول في عراق اليوم، بل في عالم اليوم