ظهرت بين بعض العناصر المدنية الديموقراطية فرحة محقين بها تجاه استجابات رئاسة مجلس الوزراء ومجلس النواب.. وطبعاً بدأت عناصر معروفة بخنوعها وتبعيتها لقوى الطائفية تعزف على هوى قوى الفساد المنتشرة في بنية مؤسسات الحكومة كي تمرر عاصفة التظاهرات الشعبية مثلما حصل عام 2011 بإطلاق وعود المائة يوم ثم النكاية بقادة التظاهرات وتصفيتهم باغتيالات دموية صارخة بدل الاستجابة للعهد نكث المالكي يومها ومن معه بالعهود!
أؤكد أن من حق كل الشعب أن يفرح وأن يحتفل وأن يؤيد الشروع بخطى تنفيذ مطالبه والتوجه للخطى التالية لكن كل شيء بقدر وبحذر وبألا يسلم أموره لقياد ذات السلطة وذات الحكومة وذات الجهات التي كانت السبب في كوارثه..
اليوم، جاءت الاستجابة بوعود وعهود.. والغريب أن الكتل المتناحرة التي لم تتفق على قضية أعلنت إجماعا واتفاقاً يطلق وعوداً بالاستجابة للانتفاضة الشعبية وغضبها تجاه الكوارث البشعة التي حلت بالناس.. ولا يمكن لعاقل أن يثق بالذئب وإن ارتدى فروة الحمَل…
على القوى المدنية الديموقراطية أن تدرك أن خروج الشعب بانتفاضته لم يكن لترقيعات لا تسد الشق الكبير الواسع الذي بات في ثياب فقراء الوطن. وأن تدرك أن التراجع وسط الطريق أمر خطير.. ولا يجوز للقوى المدنية الديموقراطية أن تنحاز لوعود السلطة بل إلى عليها أن تتمسك بقوة بمطالب الشعب التي لم يتحقق منها سوى الوعد بتلبيتها.. أليس هذا إن تُرِك بلا ضغط سيعود مثلما كان طوال 13 سنة مشؤومة!؟
لا تغامروا بالناس ولا تقامروا بهم.. التظاهرات لم تنتهِ ولا يجوز المساهمة بعرقلتها وإنهائها. أعود وأذكِّر أنهم حددوا عام 2011 مائة يوم لتلبية المطالب لكنهم أطلقوها فعليا بقصد المناورة وليس للاستجابة فلا يجوز التهليل المفتوح لما فرضته التظاهرات وليس لما جاء بمنجز أحد من عناصر السلطة وقد تظاهرت تلك السلطات بتلبيته بينما العراقيون يقولون: “لا تقل حصرم حتى تلهم”.
كما أن التظاهرات لم تخرج لإدانة زيد وعبيد وتنهي فعالياتها بل خرجت لإزالة من تسبَّب في كوارثها وهذا حتى الآن لم يحصل.. فالذئب الذي يلبس فروة الخروف لن يتغير طبعه وفعله؛ ولكنه يتحين فرصته..لدينا تشكيل هيآت من أين لك هذا وإصلاح القضاء وإقرار القوانين المعطلة بشان الثروات والانتخابات وتحديد سقف زمني لانتخابات هيأة تشريعية كاملة بجناحيها مجلس النواب ومجلس الاتحاد بقوانين ضامنه ومن دون تعداد علينا أن نعرف أن الانتفاضة ذات مطامح جوهرية نوعيا ولا مجال لرميها والانشغال بالتصفيق لخطوة من ألف خطوة…
بلى، يجب دعم كل خطوة تدخل في إطار الطريق نحو تلبية المطالب ولكن يجب أن يكون الدعم [وليس التأييد]، يجب أن يكون الدعم لكل خطوة يجري تنفيذها مشروطا بالتقدم إلى أمام لتلبية غيرها في إطار كلي شامل يضمن عدم الالتفاف مثلما حصل دائما ومثلما تقول التجاريب ووقائع الأمور ومنطق العقل..
وتذكروا أنَّ توصيات العبادي وما التزم به حتى الآن ليست كل المطالب وكذلك موافقات البرلمان ليس منتهاها بل هي جزئية ثانوية إن لم يتم اشتراط استكمالها فستوقعنا بالمهادنة ومطب التأييد المجاني ومن ثمّ ستكون هزيمة الانتفاضة ومطالبها قاضية وقاسية وستعقبها التصفيات بالجملة. إذ يجب ألآ نأمن إلى سلطة الفساد ومن الوهم تخيل أن قوى الفساد ستستسلم فوراً..
التغيير يجب أن يكون ((شاملا)) وبوجود ((ضمانات)) ولا نملك اليوم ضماناً سوى الحراك الشعبي وتحديداً ((استمراره)) ميدانياً. لهذا يجب أن تستمر الانتفاضة وأن تتواصل فعاليات التظاهر.. يجب توكيد أنها مستمرة؛ ولا يجوز لأحد إطلاق تصريحات التأييد بلا شروط ولا محددات؛ لأن ذلك يوقع بمآزق ليست لها نهاية..
بعامة، لا نخشى من تصريحات أفراد وحتى شخصيات لها دورها؛ لأننا نثق بأنّ الشعب يعي ويدرك المجريات ولن يعيد الكرَّة ويثق بوعود بلا اشتراطات. ولن يُلدغ الشعب مرتين من ذات الجهة الطائفية التي تحكَّمت به طوال 13 سنة من نهبه وسرقته وإبادته ومصادرة حرياته واستلابه حقوقه..
التظاهرات مستمرة والانتفاضة تتصاعد وموعدنا الجمعة 14 آب أغسطس وكل الجمع التالية في ساحة التحرير وبكل ميادين التظاهر في محافظات الوطن والمهجر، مستمرون حتى استكمال التغيير الذي يضمن حماية المنتفضين وتحقيقهم مطالب الفقراء وتغيير وجه العراق..
لم نخرج من أجل فتات ولقمة مسمومة ولم نخرج لنستكين لوعود سبق أن أطلقوها ونكثوها.. ولا عودة عن التظاهرات وأسياف البلطجة الميليشياوية على رؤوس الناس والانفلات الأمني المتقصد المتعمد يطيح برقاب أبناء الشعب..
انتبهوا أيها السادة، احذروا الوقيعة وتنبهوا!! وأنتم أعرف بالمخاطر.. إذن، هللوا لقوة الشعب وهو يتظاهر وهللوا لانتصاره وهو يتوحد هللوا لصوت الشعب الهادر بوصفه صاحب السمو الدستوري والمرجع للجميع ليس بعد صوته من صوت.. وأكدوا على وحدتكم وعلى تمسككم بالشعب لا بقوى السلطة تتظاهر بالعفة والاستجابة للحق.. كونوا حذرين من ظاهرة توحد كتل الطائفية وعناصر الفساد كما ظهرت أو تظاهرت وادعت اليوم ولا تنخدعوا فهناك ما يحاك لكم وأنتم الأوعى بالبقية
لا عودة عن التظاهر واسياف الفساد على رقاب الناس
نمتلك مشروعا لم ننضجه بعد ويريد بعضهم الاندساس وتخريب استمراية التظاهر
لا تقبلوا السخرية منكم
كما لا يمكن الانشغال بالتهليل والتصفيق حتى لا نتحول لطبالين ولا يمكن الانشغال بإطلاق التصريحات تأييدا لقرار لم يصبح قانونا بعد ولم ينفذ منه شيء فالشعب في معركة لا تقبل مثل هذه المشاغلات المعرقلة لقدرات حراكه
مشاغلة الناس بوعود ليس سوى أول طريق انكسار الانتفاضة وخسارة مطالبها بل الانحدار نحو هوّة كارثية لسنا مستعدين لوضع الشعب بمزيد خسائر
من لا يدرك قوانين المعارك الكبرى عليه أن يقف وراء الشعب الذي ما زال يتقدم وهو كفيل باختيار قياداته المجربة
الشعب قوة جبارة قاهرة حيثما تمسك بصوته موحدا هاتفا بحقوقه
إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر
ومن لا يحب صعود الجبــال يعش ابــد الدهــر بيــن الحفــــر
سلمتم شعبنا العراقي الجسور نساء ورجالا شيبا وشبيبة وأنتم أصحاب الدروس والعبر