الإنذار الأخير للمفسدين تهدر به حناجر الغاضبين من أبناء الشعب العراقي ببغداد الحرية والسلام
غصت ساحة التحرير هذا اليوم بالمتظاهرين من العمال والكسبة ومن الطلبة والشبيبة ومن المثقفين والأدباء والإعلاميين والصحفيين.. وقد جاءت التظاهرة السلمية لتكون صوتا عاليا للشعب يحجتج على ظواهر الفساد واستلاب الحقوق ومصادرة الحريات
وفي وقت تنوعت المطالب بتنوع الحضور الكبير الذي قُدِّر بالآلاف المؤلفة على الرغم من المضايقات والأساليب الملتوية لمنع الناس من الوصول وإجبار من استطاع الحضور على سلوك طرق طويلة متعرجة قبل تمكنهم من وصول ساحة التظاهر تحت نصب الحرية.. كما تنوعت المطالب بين مختلف فئات الشعب بين الاحتجاج على الاعتداءات النكراء التي طاولت الصحفيين والإعلاميين مؤخرا وعلى جرائم القمع التي وصل بعضها إلى حد قتل عدد من الشبيبة المتظاهرة في البصرة وإصابة آخرين في مظاهرات بمحافظات الجنوب العراقي.. كما طالبت بالخدمات الأساس من ماء وكهرباء وغيرهما بما يلبي أنسنة حياة العراقية والعراقي.
فيما كان الصوت الأعلى الذي توحدت فيه الحتاجر وهدير الغاضبين هو أن الفساد باطل بكل أشكاله وأن المتظاهرين يوجهون إنذارا أخيرا إلى المفسدين إذ ستكون المرة التالية انتفاضة تكنسهم مرة وإلى الأبد
هذا وكالعادة فإن عناصر في إطار القوات الأمنية مارست دورها الانفعالي ومعاكستها المتظاهرين والضغط عليهم واستفزازهم وسدت عددا من الشوارع كما منعت المتظاهرين من الاقتراب من الجسر المؤدي إلى المنطقة (الخضراء) واحتكت بشكل مباشر بعدد من المتظاهرين لولا سيطرة شبيبتنا على المواقف كافة
تجدون هنا عددا من الصور لهذه التظاهرة الكبيرة وردت مأخوذة من تصوير دينا الطائي وبغداد وسلام عطوف وآخرين من داخل التظاهرة
ومازالت التظاهرات تتنامى حجما واحتشادا وتواصل هدير حناجر الأحرار رفضا للمساومة وإدانة للجريمة بكل تفاصيلها ومن يقف وراءها وفضحا للمجرمين كما رفضت الحشود محاولات رفع شعارات مهادنة أو تسوّق لقوى ميليشاوية أو لجهات طائفية إذ أكدت تمسكها بالدولة المدنية وبخيار الديموقراطية والفديرالية مجددة العهد على تطهير مؤسسات الدولة من أدران عشعشت فيها زمنا ولم ينفع معها النداءات والمطالبات السلمية ومناشداتها الهادئة.. وبات مصيريا أن تحسم الجماهير الموقف بنفسها عبر هدير زحغها المقدس برايات الحرية والسلام ضد رايات العنف والحرب ومن وراءها من ثالوث الطائفية الفساد الإرهاب
ألواح سومرية معاصرة