تتعقد الأوضاع في المنطقة وتتفاقم نتائج سياسات ازدواجية متعمدة بين ما تعلنُهُ بعضُ الدول والميليشيات التابعة لها وما قد ترتكبه تلك الجهات من جرائم وتحاول التغطية عليه. ووسط كل تلك الصراعات جابهت كوردستان بكل أقسامها ضغوطاً مهولة. دفعها لخوض المعركة ضد تلك الضغوط بخاصة منها المعركة مع الإرهاب. وبرهنت قوى الثورة الكوردية بكل فصائلها على سلامة تنظيمها وانضباطها ببرامج تستهدف الحرية والسلام مثلما تستهدف بناء التعايش بين الشعوب والدول على أساس من تلبية المطالب الحقوقية العادلة التي تكفلها القوانين والمواثيق.
ولكن على الرغم من تجديد توكيد قوى الثورة الكوردية، تمسكها بالسلام طريقاً إلا أنّ رد الحكومة التركية جاء بأغلب الأحوال ليجدد ارتكاب اعتداءاته على السيادة العراقية؛ عبر قصف الأراضي الكوردستانية بأطنان القنابل العمياء، تلك التي دمرت وتدمر الهياكل البنيوية للمدن والقرى والقصبات كما فتكت وتفتك بالكورد وأوقعت عشرات الضحايا الأبرياء…
إنَّ التعكز على مطاردة إرهاب حزب العمال الكوردستاني واختلاق أسباب أخرى للضرب في عمق كوردستان العراق لا يمكن تبريرها بعد: أن دخل المجتمع الدولي في حلف راسخ مع كوردستان في المعركة ضد إرهاب الدواعش وفي التصدي المشترك للمجرمين مثلما تمثل بمعارك كوباني وسنجار.. ولا يمكن تبريرها أيضا بعد إنفاذ هدنة السلام والشروع بطريقه لبناء تركيا الجديدة! وفضلا عن هذا وذاك فإنّ عمليات القصف وكل الأعمال الحربية لا تكتفي بالتخريب والتدمير المادي بل تمتد لكوارث إيقاع الضحايا بين المدنيين الآمنين؛ وأبعد من ذلك تتعارض أعمال القصف الحربية والمعركة مع الإرهاب وتعطلها الأمر الذي يدخل في مصلحة الدواعش من جهة وفي إطار انتهاك سيادة دولة في المنطقة ويثير مشكلات خطيرة على حساب كوردستان التي تميزت بالاستقرار وسط منطقة مشتعلة!
إننا إذ ندين تلك الاعتداءات نطالب بوقفها الفوري ونهائيا وبشكل قطعي حاسم وبضمانات دولية تكفل منع تكرار ارتكابها. ونطالب بتعويض كل الخسائر البشرية والمادية وعلى وفق منطق القانون الدولي وتحكيمه…
إنّ المعركة الرئيسة تبقى ضد الدواعش الإرهابيين ما يتطلب موقفا سليما ونوعيا من جانب الدولة التركية يقضي بوقف حال استغلال تركيا وتحويلها إلى مصدر دعم لوجستي وحراك للإرهابيين بدل توجيه الضربات ضد قوى حركة تحرر قومي ما فتئت تؤكد ميلها نحو طريق السلام لتلبية مطالب شعب كوردستان.
كما نطالب الحكومة العراقية ببغداد لعرض موقف رسمي شديد اللهجة في إطار المنظمة الدولية وفي الحوار مع الحكومة التركية مثلما تحتفظ كوردستان وكل أقسامها بكامل حقوقها في التعويضات وفي اتخاذ الإجراءات المناسبة للتصدي لأشكال الاعتداءات…
كما نجدد التوكيد على وحدة الخطاب الكوردستاني والأخذ بالتجاريب القائمة في إطار النداءات الداعية للمسار السلمي ولتجنب الحروب وأن يجري الابتعاد عن نزعات التشدد والمغامرة وأن يكون خطاب السلام منطلقا للجميع لا لطرف دون آخر وتحديدا للحكومة التركية التي باتت تخلط الأوراق بين المعركة ضد داعش والإرهاب وبين حربها التي تعيد إشعالها ضد الكورد من دون التفكر في العواقب..
وفي ضوء ذلك يطالب التجمع العربي لنصرة القضية الكوردية جميع الأطراف بالتعامل مع المجريات بكامل ضبط النفس وبمزيد تمسكٍ بطريق السلام وتوجيه المعركة وطاقاتها ضد الإرهاب بكل أشكالها…
الأمانة العامة
التجمع العربي لنصرة القضية الكوردية
True