منذ حوالي نصف قرن جاء أوبريت بيادر خير ليسجل نقلة نوعية مهمة في اللحن والغناء والأداء الممسرح الاستثنائي. ومنذ ذياك التاريخ تراجعت فرص أن نصل إلى التسجيل البصري المتلفز الذي لا ينعدم الأمل بوجوده لأن أحد أبناء المسؤولين المعنيين بالإعلام والتلفاز العراقي حينذاك كان قد سجله في حينه. ولكن كيف الوصول؟
المهم أن نسخا صوتية عديدة ظهرت ولكنها جميعها جزئية غير كاملة لياتي اليوم جهد المبدع المثابر بعطائه الموسيقار الدكتور حميد البصري ويشتغل على إعداد نسخة صوتية كاملة تمت مراجعتها والاعتناء بكل تفاصيل التقنية وترتيب فصول الأوبريت
وها هي النسخة بين ايديكم والمتخصصين
وهو يواصل مشوار استكمال كتابة النوطة الموسيقية الكاملة بغرض التوثيق ووضعه بايدي الباحثين الدارسين في التخصص
ما يهمني الآن أن اشير إلى طابع المرحلة في نهاية الستينات حيث تعزز المنجز الغناسيقي المدني المنتمي لا إلى الريف بل المستقل بشخصيته في التعبير عن شخصية المدينة وكذلك في التعبير عن مجمل المعايير الثقافية الجمالية لمجتمع المدينة
لكن طبعا من دون معادرة قراءة الواقع الفلاحي والتقاليد المجتمعية لمجتمع زراعي وطابعه في الميادين الغناسيقية
لابد من التذكير أن الأعمال المسرحية وهنا الأوبريت منها بمشتركاته مع المسرح هي منجز مدني وهي ابنة المدينة وثقافتها تاريخيا
وابن البصرة المبدع حميد البصري هو ابن مدينتين عريقتين في التاريخ العراقي وفي الدولة العراقية الحديثة البصرة وبغداد
وهو بثقافته التنويرية خير معبر عن هذه المعطيات
من هنا جاء هذا الفن لا بصورة تقليدية لا لمنابعها الأجنبية ولا لعثرات شكلية محلية
لقد جاء ليكون تاسيسا ونقلة نوعية في الشكل وفي المضامين الجمالية الإبداعية
لعل وقتي يمنحني فرصة التوقف بإمعان لمراجعة قراءتي هذه ولمنحها أفق الدراسة المستقرة أكاديميا أكثر من وقفة بمناسبة تاريخية مهمة
وثقتي أن المتخصصين سيكون واجبا عليهم بعد أن توافرت هذه الوثيقة ليبحثوا في حقيقة العمق والحجم النوعي لولادة أوبريت بيادر خير
تحايا للمبدع الدكتور حميد البصري
تحايا لكل من شاركت وشارك في الأداء الإبداعي المميز
وثقتي أن جمهورنا لم ينس طوال هذه العقود شوقية العطار وفؤاد سالم وطالب غالي وغيرهم
آمل أن تتوافر إمكانية الكتابة بما يستحق هذا العمل الخالد
واحترامي لكم وتفاعلاتكم
تيسير عبدالجبار الآلوسي
أستاذ الأدب المسرحي
ومتابع لفنون الغناسيقا
https://www.youtube.com/watch?v=O3eyh0twna4