أكتب هذه المعالجة المختزلة السريعة بغاية الوصول إلى تشخيص للنظام الحالي في العراق وتوضيح الصورة بما يكفي للمواطن كي يتخلص من اسر الفكر الطائفي الذي استشرى وباءً خطيرا في البلاد. ولهل بعض أسباب دفعتني للكتابة هو معزوفات يطلقها بعض الساسة كون الوضع ديموقراطي والنهج ديموقراطي والحريات والحقوق مكفولة وكل ما في الأمر هناك عثرات ونواقص بداية طريق!!؟ وللرد ومحاولة الوصول للتشخيص الأدق ينبغي أن نبدأ بأسئلتنا التي ربما من جمعها وتبين إجابتها يمكن أن نصل للتشخيص السليم…
لنسأل أنفسنا: هل كان نظام (الفاشية) يقول نحن وحوش نستهدف إيذاء البشرية؟ هل يقول أحد عن نفسه: إنه شرير!؟ هل قال نظام الاستبداد للطاغية المهزوم: إنه قمعي دموي إجرامي!؟ أم أنه ظل يطبل ليل نهار لدجل وتضليل يدعي دفاعه عن المظلومين وسعيه لتحرير الإنسان والأرض؟ نقول هنا: ليس الخطاب الدوغمائي التضليلي للنظم هو ما يحدد طابعها الحقيقي الفعلي وأهليتها وصدقيتها وحرصها على الناس ولكنه واقع الحال الذي تعيشه الشعوب هو ما يحدد صواب نظام أو آخر أو خطلهما ومعاداتهما مصالح الناس…
فلا تصدعونا بقشمريات تدعي تحقق الديموقراطية والتحول إليها بمجرد انهيار نظام استغلالي تدعي أن ذاك الانهيار الذي جاء بعوامل خارجية يعني أن شعبا ولج زمن الحرية بمجرد إزالة شخص الطاغية الذي تحكم لعقود..
إن ولوج زمن الحرية والانعتاق من الاستبداد والمستغلين يكمن في امتلاك الناس لزمام الأمور، زمام السلطة.. وخروج جموع الشعب من كل تهديد لأمنها ومن ثم ضمان سلامة حيوات الناس وأرزاقها وتأمين لقمة عيشها النظيفة .. أما إزاحة شخص جسّد بعبع طاغية وجثم على رأس السلطة فلن يعني إزاحة نظامه الأمر الذي يتطلب دوما تغييرات جوهرية في الأداء والآليات والمستهدفات..
لا تصدعوا رؤوسنا وتساهموا بتخدير الناس وتضليلهم بأن زوال رأس النظام المهزوم هو نهاية المطاف مع ذاك الاستبداد والطغيان .. فلقد ترك الطاغية النظام الذي أوجده بوصفه إرثا من الأمراض والبلاء.. ولعل ما نراه من طوفان اقتتال رؤوس الشر وإن بصيغ جديدة!، يجسد حقيقة ما وقعنا فريسة له ولا أقول تحولنا إليه!! فالعراق اليوم لمن يعيش فيه ويريد وصف الحال فيه: هو بلد تتحكم به ميليشيات دموية بشعة وخطاب طائفي تضليلي فيما طوفان الفساد هو الأعلى عالميا حتى بات التشخيص بالضرورة كون النظام الجديد نظاما كليبتوقراطيا بلا تردد في التشخيص..
ومن يتحدث عن الاتجاه العام لهذا الطرف أو ذاك ممن يتحكم بالسلطة ويدير الحكومة، عليه أن يتذكر أنه في ظل التشخيص لجوهر النظام وطابعه لا يتبقى لنا حق في الحديث عن:”توجه عام مشوب بمجرد اختراقات يمكن ترقيعها”.. ما يجب على القوى النزيهة أن تكون واضحة وتمتلك الشجاعة في التشخيص بعيدا عن المواربة والبدلوماسية غير المقبولة؛ وما يجب الحديث عنه ييتمثل في: فضح سطوة الفساد والطائفية ولا نجد من خير وسلامة وصحة إلا في نوافذ تنفيس لم صدقة من قوى الظلام بل جاءت بفضل نضالات وتحديات الإنسان (العراقي) هنا بقراءتنا هذه.
وإن ظهرت تلك العلامات الإيجابية من طرف ما من أطراف الحكم الطائفي وأجنحته فإنما تأتي بوصفها مجرد خطوة للتضليل والتغطية والتستر خلفها..
أيتها السيدات، أيها السادة
يجب النضال بثبات ضد ثلاثي (الطائفية، الفساد والإرهاب). وتذكروا أن الإرهاب الموجود هو إرهاب مرتزقة بنسبة كبيرة منه على حساب الإرهاب المؤدلج وهزيمته تبدأ أولاً: بتغيير النهج الطائفي وسطوة مافيات الفساد التي استشرت في داخل بنى السلطة حتى رأس الهرم فيها.
أجدد القول: إنّ ما أثار كتابتي هذه، تكرار بيانات وتصريحات ومعالجات شخصيات وحركات نزيهة ظلت تقع في ورطة التشوش والتضليل ربما ليس عن تشوش رؤية بقدر ما هو مناورة سياسية لكن مثل هذا له مردود سلبي خطير يتمثل في نظر الجمهور شزرا إلى تلك التحليلات بخاصة في واقع مرير يعيشه المواطن.
يجب أن نرفض العبارة المكرورة على سبيل المثال تلك التي تشير إلى:”توجه إيجابي لدى الحكومة الجديدة في التعامل مع حرية الصحافة،..” وهذه العبارة لوحدها على الرغم من التحديدات التالية في نص المعالجة التي وردت فيها، ربما تضع القارئ في ذات اتجاه التراخي في مكافحة الجذور الأساس للاستبداد هذا غير نظر المواطن لتلك الحركة السياسية أو الجعة التي أطلقت التحليل. بينما، علينا أن نؤكد بثبات واستمرار على موقف حازم وحاسم بالخصوص.
تداعيات آمل أن تدرس بعمق واتساع لاستكمال الرؤية وإنضاجها بذهن الجمهور قبل الساسة.العراق اليوم عراق ثلاثي (الطائفية، الفساد والإرهاب) وكل ما عدا ذلك هم جمهور الشعب العراقي عمال وموظفين بلا مرتبات تليق بجهدهم وبلا أعمال ينتجون بها خيرات ثروة وطنية يحيون بها وفلاحين بلا أرض غير الأرض البور اليباب لخراب شامل بحقولهم وبساتينهم وجرائم غبادة جماعية لغابات النخيل والأشجار المثمرة وإعدام شامل للمحاصيل الاستراتيجية فضلا عن خراب البنية التحتية وتسيّد بنية فوقية مشوهة خربة مرضية تفرض سطوتها على كل شيء فلا تمنح الناس سوى قيود العبودية ونيرها على أكتافهم كي يخدموا رؤوس الفساد بمخدر الطائفية وخطابها وسياط الإرهاب وميليشياتها.
أبهذا نشخّص الاتجاه العام بالإيجاب!!؟ لقد اغتالوا في الأيام الأخيرة عدد من خيرة الصحفيين المدافعين عن حقوق الناس والذي حاولوا مكافحة الفساد.. لقد قمعوا مظاهرات الشعب بالرصاص الحي وفرضوا كل اشكال القيود على حرية التعبير! ولقد نهبوا الثروة الوطنية بمقدار تريليون ونصف الترليون أي مليون المليون دولار ونصفه!!! هل سرق هذا المواطن البسيط المغلوب على أمره!؟ وفككوا البلاد واختلقوا تخندقات طائفية أوقعت باستمرار الضحايا وسط البسطاء والفقراء فيما تحمي تلك التخندقات متاريس الكريبتوقراط ضد جموع الشعب!!؟
هل وصلت الرسالة؟ لا تتراخوا أيها السادة.. لا تقبلوا تمرير خطاب الطائفية والفساد وجرائمهما الإرهابية المستشرية فينا…
وقولوا ما يقره الضمير..
حين نفضح الفساد ينبغي أن نؤشر الحرامي الأكبر وهو ليس الموظف البسيط ولا العامل ولا الفلاح.. لهذا نحن نفضح رؤوس جرائم (الطائفية الفساد الإرهاب) ونعيد جموع الناس بألوانهم واطيافهم وأديانهم وقومياتهم ومذاهبهم نعيدهم إلى خنادقهم الوحيدة الصحيحة وهي خنادق الشعب موحدا ضد حنادق من يتحكم بالنظام ويجيّش حُماته من الفقراء أنفسهم.
النظام الديموقراطي المنشود واتجاه الشعب إليه لا يعني أن الحكومة تلتزم به وتتمسك به وتجسده وعلى الرغم من أنصار حركات الحكومة الميليشياوية وأجنحتها السياسية تتحكم بعقول حشد كبير فإن هذا لا يعني سلامة الحكومة وقواها وميليشياتها وأمرائها فالفاشية كانت تمتلك بعهد النازي هتلر ملايين الأتباع!
الجمهور سيحتشد بخندق الشعب بختدق وجوده وتطلعاته وآماله بمعركة يضحي فيها من أجل كرامته ولقمة أبنائه لا من أجل أوهام مرضية يشيعونها لخدمة مآرب أمراء الحرب والموت وأضاليلهم…
أيتها العراقيات ، أيها العراقيون
لا مناص من الانسحاب من خنادق حروب أمراء الطائفية الفساد ودفع الناس لاقتتال يخدم غنائمهم..
لا تقاتلوا من أجل من نهب واغتصب وقتل
ذلكم هو من يتحكم بكم اليوم
وليس غير
توجهوا لبناء دولتكم المدنية بديلا عن قشمريات الطائفية المتحكمة اليوم تلك التي تريدكم أسرى كانتونات تسهل جرائمهم…
تأكدوا، فهذا هو تشخيص النظام الذي يتحكم اليوم وهم ليسوا سوى شخوص تديرهم آليات مثلث(الطائفية، الفساد والإرهاب). وليس بديل هذا النظام سوى الانسحاب من عضوية حركات رؤوسها تضخ فينا الدجل والتضليل وقد شبعنا جميعا من جعجعة ولا طحن.
اختاروا من يبني منكم دولة مؤسسات مدنية تخدمكم وأهدافكم وإلا فإنّ الطوفان وضربته الأخيرة ليست بعيدة ولن نجد أنفسنا جميعا إلا أسرى ما يراد لنا ويقصَّل اليوم من كانتونات…
حسنا أطلب بشكل مباشر تعليقاتكم وتفاعلاتكم لا تقولوا لا بديل ولا تقبلوا عبثية لعبة بعبع الآخر الطائفي
هنام منقذ إذا اجتمعتم حوله لن تكون قوة مهما امتلكت بقادرة عليه
والبقية أتركها لتداخلاتكم المؤملة