اليوم تحل ذكرى تأسيس الجيش العراقي الـ94 فتتعالى ملتهبة أصوات العراقيين لتحيي حارس سيادة الوطن وسلامة الشعب وأمنهما وأمانهما.وسِجل هذا الجيش ومآثره باقية في معاركه الوطنية منها وتلك التي شارك فيها دفاعا عن الحق والأمن والسلم الإقليميين كما فعل في فلسطين وجبهة الجولان وغيرهما. وفي مقابل ذلك سَجَّل جل ُّ قادتِه وجنوده مواقفهم برفض توجيهات القيادات السياسية للنظم الفاشية التي استخدمت مرتزقة القطعان من جيوش خاصة بحماية الطغاة وهي ليست من قطعات الجيش العراقي صاحب البطولات كما في تنفيذه إرادة الشعب بثورة 14تموز الوطنية…
ولطالما جرت محاولات إخضاع الجيش الوطني والقضاء على عناصر قوته بتشويه تركيبته وانتمائه للشعب والوطن. وكان من أخطر تلك الأفعال محاولة أدلجة الجيش الوطني بعقيدة حزبية وحصر حراكه بالطاغية ثم جاء حلّ الجيش العراقي مع حلّ قطعان الطاغية من مرتزقته وقواته الخاصة. وباتجاه بديل يتطلع إليه الشعب العراقي جرى ويجري طوال العقد الأخير تشكيل قطعات ينقصها الإعداد بأسس الكفاءة والبنية الوطنية على أسس دستور العراق الفديرالي الأمر الذي أدى لكوارث بنيوية في وجود الدولة العراقية..
لقد كانت كبوة العاشر من حزيران 2014 ناجمة عن إهمال خطير لقضية بناء جيش وطني. فلا تدريب جدي ولا تسليح متطور في ظل عقود الفساد وتنصيب قادة بلا كفاءة ولا التزام وطني أمين فضلا عن تركيبة وهمية من فضائيين ومن منتسبين مرجعيتهم ميليشياوية أو مبدأهم وثقافتهم كذلك بما أفضى لتلك الجريمة بحق الوطن والشعب..
إن أسلوب دمج عناصر ميليشياوية وتمكين الخطاب الطائفي المريض من عقيدة القوات أبعد الجيش الوطني العراقي عن نطاق بنية سليمة وأداء صائب محترف، ومنع عناصره الإيجابية من أداء دورها المنوط بها. وعليه فإن تحية هذا العام والتهنئة لجيشنا الوطني تأتي مصحوبة بغصة تجاه العقببات والعثرات ولكن التحية مستحقة لجيش لا يموت ما دام الشعب حياً ولَّاداً يمنح جيشه كل الثقة في معاودة المسيرة المظفرة والانتصار على أعداء الشعب والوطن.
إنّنا إذ نحيي جيشنا الوطني وقطعاته ذات التاريخ العريق عراقة ولادة الدولة الوطنية الحديثة وبعمق الإيمان بعراق فديرالي يحتضن كل الأطياف بروح التآخي والمساواة وبمبدأ المواطنة والدفاع عنها وبناء الجيش بأسس تحمي البلاد بوجود يستند إلى دستور عراق ديموقراطي فديرالي ودولة مدنية بجوهر وطني لا إقصاء فيه ولا تقسيمات طائفية الخلفية، إنّ ذلك هو ما يعيد سلامة البنية وهو ما يتطلع إليه عراق مدني يحترم جميع بناته وأبنائه ويحتضنهم ويحميهم..
إنّ شعبنا إذ يحيِّي جيشه لا يضع تهنئته على ورق أبيض بأيدي عناصر الطائفية والتشويه والاختراق السلبي المرضي بل يحيِّي جيشَهُ الوطني المرتجى والمتطلع إليه بوصفه جيشاً عراقيا لا جيش نخب الطائفية السياسية ممن يتستر خلف ادعاءات لا تحمي أيّ طيف من أطياف الشعب؛ ذلك أنّ حماية طيف والدفاع عنه لا تتحقق بوضع ذلك الطيف بمجابهة أخوته في الوطن والإنسانية وحماية أيّ طيف لا تكمن إلا في إطار حماية كل الأطياف واجتماعهم معاً وسوياً ضد أعداء وجودهم الوطني في العراق الفديرالي الديموقراطي…
نعم، تحية لجيش وطني عراقي أصيل، هو جيش التضحيات والبطولات، جيش الأثرة والتمسسك بمبدأ حماية الوطن والشعب.. تحية لجيشنا في معركته ضد قوى الإرهاب ومسلحي قادة الطائفية السياسية من عناصر الميليشيا ومن بلطجية مافيات الفساد.. والشعب العراقي برمته مع جيشه الوطني نقيا صافيا من كل اختراق.. تحايا الشعب مقرونة بثقة تامة بقدرات أبناء الوطن من عناصر جيشنا الوطني على حماية السيادة والكرامة وحيوات المواطنين وأمنهم وأمانهم…
لنشدّ على أيادي جنود جيشنا كافة؛ ولنعاضد مسيرتهم البطولية، ولنكن معا وسويا كل بمهامه.. وثقة مطلقة بانتصار إرادة الشعب في حماية السلام والدفاع عن العراق بلداً للسللام والحرية والتمدن والحضارة ضد همج الدواعش من نفايات الأرض وقاذوراتها ممن جاء ليُدفن بل ليُحرق كي لا يدنس أرض العراق أرض القداسة والطهر…
تحية لجيش العراق الأبي .. تحية لبُناتِهِ الأشاوس .. تحية لبطولاته وانتصاراته