وردتني طوال السنوات المنصرمة كثرة من الأسئلة كان كثير منها هزيلا وبعضها كان غنيا.. أحببت أن أنشر إجاباتي عن متسائل لم يذكر اسمه ربما سهواً وهي تتعلق بأسئلة بشان التعليم الألكتروني.. كونه يعد محاضرة متخصصة..
بشأن التعليم الألكتروني
الاسم والسيرة المختصرة ومعلومات الاتصال بحضرتك.
- البروفيسور الآلوسي في سطور: كتب في الأدب والنقد ودرّس في عدد من الجامعات في مجالات الأدب والإعلام والفلسفة والاستشراق… وله مؤلفات وبحوث ودراسات في مجالات الأدب المسرحي والأدب الحديث وفي مجال الاقتصاد السياسي.. أشرف على كتابات في هذه التخصصات ورأس تحرير عدد من الصحف والمجلات العراقية في المهجر وادار أقسام علمية في التخصصات الإنسانية ومن أبرز أنشطته المساهمة الرئيسة في تأسيس جامعة للتعليم الألكتروني في الدنمارك ورفد تجاريب نظيرة بالخبرة والمشورة وهو حاليا يرأس جامعة ابن رشد في هولندا… وما زالت جهوده مستمرة في رئاسة منظمات ثقافية عراقية والتعاون مع جامعات عديدة في تقديم البرامج العلمية والبحوث وتقويمها ….
- للتعرف إلى المزيد يمكن زيارة موقعه الشخصي ألواح سومرية معاصرةwww.somerian-slates.com
- وللاتصال يمكن استخدام إيميل الموقع المذكور أو الهواتف المعلنة
- تلفون: 0031617880910
- ماذا قدمت للتعليم الإلكتروني؟
ليس لي أن أزعم أنني قدمت للتعليم الألكتروني بهذا المصطلح العريض فقد ترسخت هذه الطريقة عالميا وتعمقت الأسس المعتمدة وصارت موجودة بحجم نوعي كبير منذ زمن غير قصير لن تعني مساهمتي شيئا تجاه هذا الوجود.. لكنني عربيا وعراقيا أعتقدني من بين رواد عملوا من أجل توطيد مسيرة التعليم الألكتروني عبر الكتابة التي دعت للطريقة والتنظير لها وعبر المحاضرات (العامة) بالخصوص إلى جانب مهمة التطبيق التي اعتمدت تحويل الدعوة من النظري إلى العملي بمساهمات رئيسة وأساس في ولادة جامعات للتعليم الألكتروني في الدنمارك وهولندا حيث أشغل الآن مسؤولية رئاسة جامعة ابن رشد في هولندا التي تمثل المحاولة الطليعية لتجنب أخطاء المشروعات الأخرى والعمل على الارتقاء بالتعليم الألكتروني وبمهامه ليتقدم بجهده تعزيزا لمكانة الأكاديمي ونزاهته وبعده عن التأثيرات غير الموضوعية أو السلبية المرضية… من هنا تجد كون مساهمتي هذه تحاول أن تكون إشارة جدية على الطريق الصحيحة باتجاه ترسيخ التعليم الألكتروني بالتحديد في مجال التعليم الجامعي المتقدم.. وبالتأكيد توسيع فرص المساهمة عبر مشروعات مؤتمرات تطوير التعليم ومفاعلته مع التعليم التقليدي المنتظم ومع ظروف بلداننا كافة كيما تفيد من أفضليات يوفرها تجاوزا لضوائق عديدة نعاني منها.. ونحاول هنا أن نوجد اتحادا (مثلا: اتحاد الجامعات العربية الأوروبية للتعليم الألكتروني) أو مؤسسة تحتضن الجامعات والمؤسسات العاملة بهذه الطريقة بما يعني تدقيق المسيرة ومراقبتها والاحتياط لها من الانحراف…
- مفهوم التعليم الإلكتروني من وجهة نظرك.
التعليم الألكتروني جوهرا يحتفظ لمهمة التعليم بمفرداته الأساس وكل ما في الأمر أنه يمثل نهجا جديدا في التعليم الحديث يستخدم التكنولوجيا المعاصرة تحديدا في مجال الثورة المعلوماتية والأنترنت في إيصال المعلومة وفي عقد الصلات بين الطالب واستاذه وبين الطالب ومصدره العلمي من كتب ومؤلفات وبحوث وبينه وبين إدارته العلمية والجامعية بما يغطي أغلب أنشطته التي يؤديها نظيره في التعليم التقليدي المنتظم. وبهذا فالتعليم الألأكتروني يوفر جهد التنقل وكلفته المادية والروتينية الإجرائية المتعلقة بوجود الأبنية والقاعات ومتطلبات الفيزا أو التأشيرة وترك الوطن والبيت والعمل وما إلى ذلك…
- واقع التعلم الإلكتروني الحالي.
واقع التعليم الألكتروني عالميا إيجابي تماما حتى أنه صار يدخل في أنشطة الجامعات الرئيسة عالميا وفي أداء مفردات مهمة من فعالياتها وإجراءاتها.. ودخل في تنفيذ المنهج والدرس أو المحاضرة وأداء الامتحان وبنسب ليست هامشية أو ثانوية وطبعا توجد جامعات عالميا تؤدي نسبة 100% من جهودها بهذه الطريقة أو هذا النظام التعليمي… وفي الوقت ذاته يشكل خريجو هذه الجامعات نسبا ملموسة من العاملين في الشركات والمؤسسات العامة في دول العالم المتقدم…
ولكن واقع التعليم الألكتروني عربيا وعراقيا ما زال بعيدا عن الطموح وعن الارتقاء للمستوى المنتظر منه. وبسبب من إهمال الدولة بل تنكرها للتعليم الألكتروني بقي في إطار مشروعات استثمارية محدودة وطبعا يبقى محاصرا بسبب من عدم اعتراف عدد من البلدان العربية بخريجي هذه الجامعات أو تضييق مجالات التوظيف أو تأخير نسبة قبولهم أو وضعه على الترتيب التالي في المفاضلة.. وفي مثل هذه الحال لا يمكننا الحديث عن تعليم ألكتروني بمستوى متقدم لولا عناية [متأخرة عن موعدها] برزت بخاصة في بعض البلدان العربية (الخليجية) على سبيل المثال
- هل نحن في المسار الصحيح فيما يتعلق بالتعليم الإلكتروني؟
نحن بالتأكيد نمتلك المحاولة الجريئة من الأكاديميين العراقيين والعرب وكذلك توجه صحي صحيح من بعض الدول وهو ما يعني أننا في الطريق الصائبة لولا بعض التردد وبعض العراقيل هنا وهناك وهي مسألة موضوعيا متوقعة وستزول مع تعمق الثقة ومع الوقت الذي سيتكفل بتعزيز وجود هذا النظام التعليمي
- عوائق التعلم الإلكتروني الحالية وسبل التغلب عليها.
لعل كل جديد يجابه تقليديا عوائق وعراقيل؛ وفي التعليم الألكتروني نجد الآتي:
صعوبات تخص الطلبة:
1. كما في إشكالية أو صعوبة الانتقال والتحول من الصيغ التقليدية للتعليم إلى الصيغ الحديثة له تحديدا التعليم الألكتروني.
2. الصعوبة المرتبطة بإشكالية تطبيق التعليم الألكتروني في بعض التخصصات العلمية من مثل تدريس لغة بعينها أو علوم تطبيقية…
3. صعوبات تتعلق بتوفير أجهزة الكومبيوتر للطلبة وشبكة الأنترنت ذاتها لجمهور واسع من أبناء بلدان الشرق الأوسط…
4. وجود تجاريب تعليم ألكتروني تعتريها الثغرات والخلل كضعف خبرات التدريسيين أحيانا أو الإدارات والجهاز الفني.
ب- صعوبات تخص التدريسيين وإدارات التعليم:
1. من مثل مجابهة مصاعب التعامل مع طلبة لم يعتادوا طرائق التعلم الذاتي أو التعامل المناسب مع الإنترنت.
2. مجابهة مصاعب تخص عدم التأكد من قدرات الطلبة وكفاءتهم في استخدام الكومبيوتر.
3. مصاعب تخص تعقيد بعض المواد العلمية وعدم مرونتها بيد التدريسي لإيصالها للطلبة بطريقة مناسبة.
4. صعوبة تخص الكلفة المالية وبشكل أشمل المادية للتعليم الألكتروني عندما يكون موجها لعدد أو حجم محدود من الطلبة.
5. تعقيدات قضية حقوق الملكية الفكرية وطبع المواد ونشرها إنترنيتيا.
ج. مسائل تتعلق بلإجازة التعليم وترخيصه والاعتراف بالشهادات وتشعيل الخريجين وهو ا/ر يتطلب عقد مؤامرات متخصصة للتعريف وتشكيل اتحادات وجمعيات لهذا النمط…
- مستقبل التعليم الإلكتروني.
إنَّ مستقبل التعليم الألكتروني ليس محكوما بضعف البداية أو تردد أطراف بعينها في استقباله بل محكوم بسنة التطور وقوانينه بما يعني أنه سيتعزز ويتعاظم شأنه ونسبة توظيفه في التعليم بعامة… وسيكون هذا المستقبل محكوما بالتحول إلى الحكومات الألكترونية وإلى اقتصاد سوق المعلوماتية وشبكة الأنترنت بما يفضي إلى إخراج أي طرف يبقى أميا بسبب عزوفه عن هذا النظام التعليمي المستقبلي.. إن هذه المكانة ستدخل حتى في تفاصيل حياة الإنسان العادي ما يعني الحاجة الملحة للاستعانة بالتعليم الألكتروني حتى في نطاق تطوير التعليم المنتظم
- كيف نضمن نجاح تجربة التعليم الإلكتروني؟
ضمانة نجاح التعليم الألكتروني أن يغادر مرحلة التجربة ويدخل سريعا في مرحلة هضم ما تم التوصل إليه عالميا ونقل الأمر إلى واقعنا عربيا وعراقيا فأول ضمانة تكمن في الإفادة التامة من الخبرات السابقة وثانيها أن نعاضد هذا النظام بالاعتراف لخريجيه بحق العمل أسوة بخريجي التعليم التقليدي وأن نعادل شهاداته على وفق الواقع الحقيقي للدراسة فيه وطبعا أن نوجد المؤسسات الحاضنة التي ترصد أية ثغرات أو مثالب وتتابع الالتزام باللوائح العلمكية الأكاديمية مع تعزيز الدعم المادي الاستثماري وإدخال مؤسسات الدولة أي وزارات التعليم العالي في هذه المسيرة مباشرة… ومن دون وجود مراقبة علمية ولوائح ضابطة واعتراف رسمي تام وقدرات استثمارية حقيقية لا يمكن للتعليم الألكتروني أن يواصل مشواره الذي بدأه بجهد محدود ولكنه حيوي ومهم..
هل تود إضافة معلومات أخرى بهذا الخصوص؟
في الحقيقة أضع هذه المحاضرة بملخصها العام بين أيديكم عساها تقدم إضافة في بعض مفرداتها مما قد يساعدكم على تبين أمور معينة قد تكون لم ترد في هذه الأسئلة ويمكنكم إغفالها إذا اكتفيتم بالإجابات في أعلاه…
جرت المحاضرة بحضور عشرات من المتخصصين والمهتمين(180 شخصا) بالموضوع وقد ركزت طوال حوالي الساعات الثلاث على مادتها الرئيسة ثم أعقبتها تداخلات وأسئلة أجاب عنها المحاضر وتركزت الأسئلة على مشروع جامعة ابن رشد في هولندا مهتمة بمتابعة دوافع ولادتها والتخصصات التي ستعنى بها ومسائل تتعلق باعتراف المنظمات الدولية والدول المتطورة بالتعليم الألكتروني: وقد اشار المحاضر إلى مسألة اعتراف اتحاد الجامعات العربية بالتعليم الألكتروني وإلى توصيته للبلدان العربية بضرورة معادلة شهادات الجامعات الأعضاء فيه التي تتخذ التعليم الألكتروني نهجا وقد اعترف حوالي 12 بلدا عربيا بهذا النظام التعليمي فضلا عن كون الجامعات العالمية الأفضل تستخدم هذا الأسلوب التعليمي تعزيزا لجهودها التعليمية المنتظمة التقليدية وتطويرا لها… وقد تمت الإشارة إلى أن جامعة ابن رشد تتطلع لتكون الجسر بين حضارتين مثلما كان هذا الفيسلوف التنويري الكبير وأن تكون جسرا بين الطلبة وتطلعاتهم.. وبعامة فإن الجامعة تستكمل رحلة التأسيس وانطلاق الدراسة في أغلب أقسامها مع مطلع العام 2009 وقد فتحت حاليا فرص التسجيل على وفق قواعد التعليم العالي في العراق وفي البلدان الأوروبية وعلى وفق ضوابط الرصانة والموضوعية ويمكن للطلبة أن يتبينوا الأمور بالاتصال بإدارة الجامعة… ومن جهتها تعمل الجامعة على الاهتمام بطلبة العراق الذين غبنتهم ظروف متباينة في استكمال دراساتهم وليس بالضرورة أن من لا تقبله الجامعة التقليدية ضعيف علميا ولا يستحق مواصلة مشواره ولكن الظروف الخاصة بالبنية التحتية والسعة المحدودة تجعل عشرات ألاف الطلبة خارج الجامعة وهو ما يتطلب وجود نظام التعليم الألكتروني المتطور لمعالجة تلك الضوائق الطاردة وسيجري البحث مع وزارة التعليم العالي بالخصوص… بعامة للحديث عن جامعة ابن رشد في هولندا سنترك المستقبل القريب جدا يتحدث عن حقيقتها ومصداقية النتائج التي ستأتي… أما بشأن محاضرة اليوم فتجدون هنا أبرز محاورها بإيجاز… وهي محاضرة تأتي على وفق قول المحاضر في ظروف غير مستقرة شرق أوسطيا وعراقيا ولكن مسيرة الحياة تتطلب مزيدا من الإصرار والعزيمة على التعاطي مع أبناء المجموعات القومية والدينية كافة ومع مجموع المحرومين من فرص التعليم الجامعي من أجل تطمين هذا الحق الإنساني الثابت والاستجابة له من دون إغفال التفكير بجميع مطالب الخطابات الأخرى…