هناك أمل وطيد بأن تنطلق في الأشهر القليلة المقبلة مسيرة مؤسسة ألواح سومرية بوصفها مركزا للدراسات السومرية القديمة والمعاصرة.. وتمثل هذه المحاولة تطويرا لرؤية تلكأت طويلا قبل الانطلاق في محاولة لتوكيد وجود الجمعية السومرية الدولية التي تُعنى بالسومريات بوصفها علما متخصصا يمتلك حدوده وميادين عمله وقراءاته المعرفية..
ومركز الدراسات السومرية سيكون الحاضنة العلمية لكل بحث يتناول ولادة الحضارة البشرية ومجتمع دولة المدينة عبر شعوب وادي الرافدين وحضارتها السومرية ونتاجاتها المعرفية والمدنية.. وهو المركز الذي سيطلق دورية بحثية أكاديمية متخصصة كما يعقد المؤتمرات بهذا الشأن سواء منها على المستوى العراقي البحت أم الدولي والإقليمي…
وستعمل الدراسات على معالجة مسارات تخصصية منها ما تستفيد من علم الاجتماع، الآثار، التاريخ، القانون والعلوم الاقتصا سياسية ومن باب أولى ستُعنى الدراسات وجهود المركز بقضية الآثار من السومريات ومتابعتها في الميادين التي انتقلت إليها خارج موئل وطنها الأول لأية أسباب كانت. ومن الطبيعي أن تصب الجهود في العمل على المحافظة على تلك الآثار بوصفها ثروة إنسانية بل تراث البشرية عامة.. بمعنى الدعوة للإبقاء على تلك الآثار في الأماكن التي تكون أنسب للمحافظة عليها في اللحظة المعينة..
وسينهض المركز بمحاولاته العملية الجادة للحث على تقديم دراسات وافية عن أماكن وجود اللقى والتحف السومرية والآثار بأجزائها أو كامل حالاتها ويسجل توثيقا رسميا معتمدا بطلب الدعم المؤمل لمثل هذه المشروعات من جهات مختصة دولية كاليونسكو والأمم المتحدة عامة في مشروعات دعمها للدراسات المتخصصة..
على أن كل هذه الدراسات لن تنحصر في المعطى الآثاري البحت ولا في المتابعة الجمالية لما هو أدخل في القديم وفي التراث وجذورنا الرافيدينية، بل سيذهب بعيدا للانتقال والبحث في الخصائص المشتركة للشعوب السومرية الرافدينية وللقواسم الثابتة بينها ولما يفيد في دعم مشتركاتها اليوم…
وبقراءة التجاريب تلك ستقدم الدراسات كل نتائجها العلمية البحثية لكي تكون وسائل ناجعة في مسيرة جديدة معاصرة تحظى بمعالجات لثغرات الأمس وتوضيح وتعميد لإيجابياته وعوامل دفع التقدم التي مرت مع الشعوب الرافدينية السومرية…
وعمليا ستتحول مؤسسة هي محاولة صغيرة سابقة ممثلة بألواح سومرية معاصرة وكذلك الجائزة التي لم ترَ النور وبقيت مشروعا على الورق حتى الآن لموانع عديدة، ستتحول إلى واقع مؤسساتي موسع وعملي يحتضن الطاقات والعلامات المهمة المختصة لتنطلق بمهمة مركز دراسات جدي فاعل ومؤثر وهو الحلم المؤمل أن يعود بشعاعه الساطع ليكون الزهرة السومرية المثمرة في يومنا ومن أجل غدنا الأفضل والأجمل…
وبورك في كل جهد داعم لكل خطوة عمل علمي تنويري…