كلمة العدد الأول ألواح بابلية \ السنة الثالثة
لعقود خلت وعملية تكريم الإبداع العراقي واقع في واديين أو على ضفتين نقيضتين. فالشعب يكرِّم الإبداع والمبدعين الذين يرفعون اسم وادي الرافدين وقيم حضارته السامية المتفتحة. وجرى التكريم في ظلال نخيلنا الباسق الحارس الأمين وفي منافي الغربة وأوصاب سِفـْرِها ومشقاته. كلّ ذلك كنّا نطمئن عليه لأنَّه ينبع بحراسة الناس ووضعهم التقويمات آمنة في بيابي العيون وحدقاتها.
وفي الضفة النقيضة زعقت أبواق الإعلان وإبهار المال وأضواء الليزر اللامعة لتعلن عن الأكثر زعيقا وتسبيحا بحمد طاغيته.. ولم يخطئ [القائد الفذ الحكيم] ولو مرة واحدة فيكرِّم إنسانا صادقا منصفا عادلا.. وليس من عجب فهو ليس الأهل ليس لتكريم الإبداع بل للدنو منه والتفاعل معه .. إنَّه الأبعد عن قيم الثقافة ونور المعرفة.
اليوم نستقبل أول سنة بغير الطاغية وأزلامه وطبالي السلاطين المعروفين.. وطبولهم المزعجة. اليوم ندخل سنة نفتتح بها عالمنا الجديد ولأنَّنا كنا من بين الذين بحثنا للإبداع عن دعم وعن تكريم يفعّله ويجعله أكثر التصاقا بالإنسان وبقيمه السامية, وبالحضارة وبفضائلها المتقدمة الراقية, نعمل هنا في العدد الأول لموقعنا ألواح بابلية لهذه السنة (2004) مستبشرين خيرا نعمل الاستفتاء التكريمي لمبدعينا وكتابنا آملين مشاركة جموع القراء والمثقفين العراقيين عامة في الاختيار والانتخاب مع فائق اعتزازنا وتقديرنا مثمنين هنا كل تلك الجهات العراقية التي سبقتنا في إعلان المكرّمين لديها وتأكيدنا على حسن خياراتها ..