بيان تضامني

من رابطة بابل للكتّاب والفنانين الديموقراطيين العراقيين في هولندا

حول

استمرار العنف الدموي الهمجي في العراق

 واعتصام مؤسسات المجتمع المدني في الحلة

 

 

نتابعُ مع أهلِنا في الوطن ومع جميع القوى المحبة للسلم والحرية ما يجري من جرائم خطيرة بحق شعبنا العراقي؛ ومن استباحة يومية لآدميتِهِ ولحقوقِهِ البشرية حتى في أبسطها، حيث حق الحياة الآمنة المطمئنة. وتجري تلك الأفعال الإجرامية الإرهابية لتواصل جريمة ذبح العراقيين وإبقائهم أسرى القوى الاستغلالية من بقايا الطاغية الدموي المهزوم ومن العصابات المافيوية وقوى دخيلة على وجودنا الوطني والشعبي.

وفي مسلسل تلك الجرائم كانت جريمة التفجير التي حاقت بأرواح عشرات من أبنائنا وأخواتنا وأخواننا في محافظة بابل، كانت من بين أبشع جرائم ذاك المسلسل المأساوي! ولقد عشنا نحن أعضاء رابطة بابل للكتّاب والفنانين الديموقراطيين العراقيين في هولندا والبرلمان الثقافي العراقي في المهجر الذين عانينا من ويلات المنفى وعصابات الجريمة المافيوية التي أُطيح بها إلى غير رجعة؛ آلام وهول تلك الجريمة الشنعاء بحق أهلنا..

 واطلعنا بقلق بالغ على ما وراء تلك الجريمة من مستهدفات تتضمن فيما تتضمن الضرب بعنف وبدموية على مواضع المواجع الخطيرة في حياتنا ليس للاكتفاء بجرائم الخطف والتنكيل والاختطاف والاغتصاب ولا حتى بالقتل وهستيريا المشهد الدموي القذرة؛ بل للذهاب أبعد من ذلك إلى ما يديم تلك الأفعال الإرهابية السادية غير المسبوقة بشق الصف العراقي ووحدته المتينة التي خبرتها أصعب الظروف التاريخية التي مررنا بها وأقساها.

إنّنا هنا نعلن للعالم والقوى الصديقة لشعبنا تلاحمنا مع اعتصام منظمات المجتمع المدني ونؤكد روحنا السومري البابلي العراقي المتحضّر في خوض أشكال الفعاليات التي تكفل إزاحة الغمة وإبعاد المخاطر عن شعبنا الرازح أسير تلك الهجمة الهمجية، وبهذا نشارك كل عراقيينا من أبناء بابل الخالدة ومدينة الحلة التي زرعت فيها يوما السلطات الباغية المهزومة السجون والآلام ما لم يفتَّ في عضد معنوياتها وروحها الوطني ومقاومتها الباسلة لكلّ أشكال ذاك الظلم والضيم على مدى العقود الماضية..

كما نعلن مشاركتنا بما يراه زملاؤنا في الوطن من مفردات مهمة لتطوير فعالية ذياك الاعتصام ضد العنف وأنهار الدم. وهم إذ يعتصمون في مدينة الحلة باسم مؤسسات المجتمع المدني العراقية في المدينة  فإنّّما يريدون إبلاغ رسالة مهمة وخطيرة إلى أسماع العالم ونحن نشاركهم إعلاء الصوت لنقول: كفى لمسلسل الجرائم الدموية.. وكفى عبثا بمقدرات وحيوات أبناء شعبنا..

كما نؤكد مع المعتصمين على وجوب إشراك مؤسسات المجتمع المدني المتخصصة في لجان التحقيق والمراقبة الرسمية التي يلزم أنْ تنطلق سريعا وفورا للكشف عن الجناة المجرمين ولتقديمهم للعدالة بغية وقف حقيقي للجريمة ومنع استمرارها في حصد مزيد من أثمن ما نملك تلك هي أرواح أبناء شعبنا العراقي الأول في كل الاهتمامات الحاضرة لأية حكومة قائمة أو مستقبلية..

إنّ أعضاء الرابطة والبرلمان من المثقفين والمبدعين العراقيين وكوادر بلاد الرافدين الأكاديمية والعلمية يشدّدون على متابعة تلك الجرائم وملاحقة الذين يقفون وراءها وفضح ما يجري في أرض السلام والحضارة والنماء.

ويطالبون بتدخل المنظمة الدولية والهيئات المختصة والقوى الحريصة الواعية من دول الجوار لدعم مسيرة إعادة الأمن والطمأنينة إلى بلادنا، من خلال الضغط لمنع التسللات والاختراقات القادمة من خلف الحدود ومن خلال نهوض القوات الأجنبية بمهامها على وفق ما تكفله القوانين الدولية وتلزمها به، ومن خلال دعم الأصدقاء  لجهود العراقيين في تشكيل مؤسساتهم بعد أن كان النظام السابق غادرها خرابا وتركها أثرا بعد عين..

تحية لكلّ شهدائنا من أطفال العراق ونساء العراق وشيوخ العراق وتحية لكلّ الأعمال الرائعة التي يسطرها عراقيونا لإعادة تشكيل مؤسسات مجتمعنا المدني ومؤسسات دولتنا الوطنية على أسس نزيهة مشرّفة تستجيب لطموحات أبناء الرافدين وآمالهم.. وتحية مخصوصة هنا  لمؤسسات المجتمع المدني في بابل الحضارة والخلود المعتصمة من أجل هذا النداء الذي يستصرخ القوى الحية والضمير الإنساني..

 

الدكتور تيسير الآلوسي

رئيس رابطة بابل للكتّاب والفنانين الديموقراطيين العراقيين في هولندا

البرلمان الثقافي العراقي في المهجر

لاهاي الخامس من آذار مارس 2005