تهنئة بعيد الشيوعيين العراقيين وهو يتحول إلى كرنفال يحتفي به أبناء الشعب وبناته

الأعزاء قادة حركة اليسار والديموقراطية، الرفاق في اللجنة المركزية والمكتب السياسي وأعضاء الحزب الشيوعي العراقي الأفاضل

تحية طيبة وبعد

اليوم يحتفل الشيوعيون وقوى اليسار والديموقراطية ومعهم أطياف واسعة من بنات الشعب وأبنائه من الفقراء والمسحوقين، احتفائهم بذكرى أول انطلاقة منظمة حملت راية الشغيلة وشرارة النضال في سبيل تحقيق آمال الناس وتلبية تطلعاتهم والكفاح الوطيد من أجل تحقيق مطالب الشعب في الانعتاق والتحرر من نير الاستعباد وقيود الاستغلال..

يحتفل جمع المناضلين الأشاوس، اليوم والشعب العراقي يميّزهم بالأيادي البيضاء وبأصحاب العقل العلمي والحكمة والرشاد وبالوفاء لطريق الشعب وسبله في التنوير والدفاع عن النزاهة ضد الفساد وعن الروح الوطني ضد الطائفية وأدرانها وعن السلم الأهلي ضد الإرهاب بأشكاله من عناصر المافيات ومن زعران السياسة الجدد وميليشياتهم التي باتت تمارس بلطجة الشارع في القرية والمدينة وحتى جانبا منه في صورة من إرهاب الدولة؛ يحتفلون اليوم وهم الأقوى عزيمة والأدرى بأن البسمة والمسرة تزيدهم قوة على إزاحة سحب الظلام التي تلبدت بها الأجواء وباتت محمّلة بأعباء وأوصاب تثقل كاهل الفقراء والمهمشين، فيما ثبت في وعي الشعب وتجربته وخبرته، بأنّ من يحقق الاستقرار والسلام والحياة الكريمة ليس غير هذه الكواكب التي رحلت منها أنجم الشهداء ومازالت قوى الخير وأصحاب الزنود السمر تشمّر  عن السواعد عاليا برايات حقوق المستباحين في وجودهم... إن هؤلاء الشجعان الذين ما هزتهم الصعاب هم أنتم يا قادة اليسار والديموقراطية، أنتم الأقدر على فكّ طلاسم الأسباب وإيجاد المعالجات الناجعة ببرامج التنوير وتحديد المسالك السليمة الصائبة..

نتقدم نحن مثقفي المهجر وما زال حبلنا السري يرتبط بعروق حية تسري بها دماء عراقية أصيلة نبيلة، بخالص التهاني وكبير التحايا إليكم وعبركم إلى كل الشيوعيات والشيوعيين وقوى اليسار المحتفلة معكم، سواء من هم في داخل الوطن أم في الشتات، نقدمها عبقة بتهاني المجد لمسيرة ثمان وسبعين عاما من نهر عطاء متصل مستمر ومن التضحيات الغوالي الجسام. إننا على يقين من أنكم الأكثر ثباتا وسط الشدائد العتية والتحديات التي لا تني تتصاعد بنيران الشر والحقد ضدكم لأنكم النبراس الذي يخشونه؛ فأنتم حزب اليسار والديموقراطية الأعرق، النخلة العراقية الأبهى والأعمق جذورا وسط الناس والعصية على الاقتلاع.

اليوم، يحتفل الشعب بكم وإياكم بكرنفال الفقراء البسيط بمفرداته لكنه الغني بجوهره ومعانيه وهو  العيد الوطني الذي مازال يحتفظ ببهائه رغم تكاليف الحياة، إنه عيد الفقراء والمحرومين من العمال والفلاحين، من النسوة والشبيبة والطلبة، وهو عيد أممي يساوي بين أصول الناس القومية ومشاربها الدينية وديدن العيد الاحتفال بمصالح العرب والكورد والتركمان والكلدان الآشوريين السريان الأرمن الصابئة المندائيين والأيزديين وكل أطياف الشعب.. ها أنتم مجددا  مثلما كنتم دائما أبطال سوح النضال الشعبي دفاعا عن حقوق الإنسان أينما كان بلا تمييز وأنتم الأثبت في طليعة المضحين من أجل انعتاق الشعب من ضيمه وآلامه؛ ومن أجل حياته حرة كريمة يحياها بسلام وأمان وإنسانية، شعاركم النبيل تحقيق العدل الاجتماعي والمساواة والإخاء الإنساني..

أجمل باقات الورد نلمها بأناملنا من أحراشنا المهملة وبقايا أمواه الهور وأرضه المجففة العطشى إليكم، ومن سهولها وجبالها من الروابي الخضر الغنية بأنفس الناس الطيبة...

أجمل باقات ورد لعيد صار عيدا للناس يرسم البسمات والأفراح على الرغم من كل أحابيل هجمات قوى الظلام.. تهانينا ترافقها موسيقا القلوب الزكية وعطر الرازقي البغدادي الأصيل..

كما نقدم أمنيات الخير والانتصار لكم في مسيرة ظافرة من أجل وطن حر وشعب سعيد، وآيات من التهاني تنشدها حناجر المحتفلين معكم في عيد الإشراق والتنوير، العيد - الشعبي بامتياز – تمتلئ ميادينه برايات الحرية والسلام والديموقراطية..

أيها الرفاق الأعزاء، سيروا ومعكم قلوب المحتفين بكم في زوايا الأكواخ الفقيرة الساكنة المقيمين في قلب ريفنا وأهوارنا.. ومعكم شغيلة مكرهون في سوح الاستغلال من أجل لقمة العيش الحلال، ومعكم أيضا شبيبة وطلبة يذاكرون  دروس العلم على أضواء فوانيس النفط العتيقة في زمن ينهب منهم ثروات النفط وخيرات ينتجها آباؤهم:

اليوم يجري احتفالكم حيث الهجمات والتهديد مجددا بأقبية السجون والمعتقلات السرية ولكن على الرغم من أعداء الشعب وأعدائكم ستبقى أنجم الشهداء منارا هاديا وكواكب منيرة تحرسها   ضمائركم الحية..

ليمضي اليوم  حاملوا "طريق الشعب" يوزعونها في الدرابين الفقيرة.. وينثرون الأزاهير وباقات الورد على بنات الشعب وأبنائه..

صادق التحايا وعميق التهاني إليكم مرسلة بأثير المحبة والإخلاص.. وإلى أمام من أجل أعياد الشعب ينتصر بكم قادة اليسار والديموقراطية للحقوق والحريات ... وسيبقى شعاركم موضع احتفاء الناس حتى نلتقي في ميادين بغداد والناصرية والبصرة والعمارة والأنبار وكل مدينة وقرية في الوطن لاحتفال ثمانيني مجيد....

أ.د. تيسير عبدالجبار الآلوسي

رئيس البرلمان الثقافي العراقي في المهجر

31 آذار 2012

http://somerian-slates.com/v378.htm