موقع ألكتروني توثيقي للمنجز الأدبي الفني العراقي

 

منذ زمن ومحاولات توثيق الكتاب العراقي دائبة مستمرة، بخاصة منه الإبداعي كما في النصوص الروائية والقصصية والمسرحية التي تعتدي عليها الأيام وظروفها الصعبة وتعقيدات الاضطرابات ولجج الصراعات وآلامها.. وقد قدمت وبالتأكيد نهض آخرون أيضا وقدموا مقترحات بشأن مؤسسة للتوثيق ومكتبة عامرة بخزين ثروتنا الإبداعية..

إلا أن حلا مناسبا جديا عمليا لم يظهر على الرغم من مرور عقود على هذه المحاولات ومقترحاتها من مشروعات عملية.. وحتى حينما ظهرت دوائر صغيرة هنا أو هناك وبمحاولات فردية كما حصل مع جهد الراحل المفرجي في مركز التوثيق بدائرة السينما والمسرح ذهب جهده أدراج حرائق معروفة في ثنايا العمليات العسكرية الحربية إبان العام 2003 وما أعقبه!؟

ربما لن يكون صعبا معقدا اليوم، الطلب من أولئك المحتفظين بنسخ من نصوص نادرة من تراثنا الأدبي والمسرحي.. يمكن على سبيل المثال أن تتأسس دائرة صغيرة في وزارة الثقافة الاتحادية تعنى بمتابعة أمر جمع تراثنا وتحويله إلى مادة منشورة على النت حيث الطلبة والباحثين ومن يتطلع لقراءة النص العراقي في مختلف بقاع الأرض وأولهم ملايين العراقيين البعيدين عن الوطن من الذين ما زالوا يبحثون عن صلات بوطنهم وبهويتهم الثقافية الإبداعية...

إن هذا الطلب يستحق أن نفرز له استجابة جدية مسؤولة وميزانية مخصوصة لمجموعة من الموظفين للطباعة ولتحويل النصوص إلى مادة قابلة للنشر على شبكة الإنترنت في موقع يعنى بالنص العراقي.. وهذا ما ورد إلى ذهني بعد أن تكررت طلبات باحثين وقراء ومعنيين بالنص ولم أجد سانحة للعودة إلى مكتبتي التي أتلفتها نوائب المحارق السياسية وغير السياسية في داخل الوطن فضلا عن تواصل الظروف المعقدة الصعبة هناك.. وجاءت إلى الذهن في وقت تمر إلى خاطري مشاهد السلب والنهب والإتلاف والحرق التي طاولت مكتباتنا الوطنية العامة.. كما أستذكر على سبيل المثال كيف أن النسخة الأخيرة من أول نص مسرحي عراقي (لطيف وخوشابا) قد جرى إعدامها وقصتها كما أنباء إعدامات عديد وكثير من النصوص الإبداعية التي وصلت إليها الأيادي الآثمة قبل أن يستطيع قديس في محاريب الثقافة أن ينقذها!

أيها السادة، في وزارة الثقافة، وفي مؤسسات الثقافة المعنية، أقترح مجددا عليكم اليوم ولكن هذه المرة لستم بحاجة لمبنى ضخم ولا لجهود طائلة.. أقترح أن توجدوا في مؤسساتكم معنيين بمتابعة الحصول على مسلسل الكتب العراقية في الأدب والمسرح وفي غيرهما منذ نهايات القرن التاسع عشر وحتى نهاية القرن العشرين كيما يحيلوها إلى نصوص مقروءة على شبكة الإنترنت لتصل إلى من يطلبها سواء بمبالغ وأجور رمزية أم مجانا منذ البداية أم بعد مدة.. إذ يمكن التفكير بصيغ تمويلية لسد العجز الذي تحكي عنه دوائر الثقافة ووزارتها..

لنبدأ من نصوصنا المسرحية وليشارك جميع من يعنيه الأمر بوضع ما لديه اليوم بين يدي هكذا مبادرة.. وبوركت الجهود جميعا بلا استثناء..

يمكن لوزارة الثقافة ببغداد أن تبدأ ويمكن لمؤسسات مثل مؤسسة المدى أن تبدأ ويمكن لمؤسسات إقليم كوردستان أن تبدأ ومثل هؤلاء جميعا يمكن لجهات تمثيل الكتابة باللغات المحلية بعدد أطياف العراقيين ومثلهم لجمعيات الثقافة ومؤسساته في الوطن والمهجر أن يشاركوا سويا في تفعيل الفكرة بوضع المشروع تطبيقيا بيد لجنة مسؤولة تتوزع مهامها بين جمع المواد وتصويرها أو طباعتها مجددا على شكل ملفات لنقلها إلى النت.. ويمكن للمواقع الألكترونية والصحف ومواقعها على شبكة النت أن تفعل ذلك.. الأمر ليس معقدا؟

تعالوا نعيد لمسيرة الإبداع وجودها ونضعها بين يدي من يقرأ ويبحث ويتناول بالدرس والمعالجة ومن يتابع كيما نقدم مبدعينا وإبداعاتهم للعالم وقبل ذلك وبعده لجمهورنا ولنا نحن في الوطن والمهجر.. وبورك في عراق (جديد) أهله هم بُناته لا ينتظرون صدقة مسؤول سطا على كرسي أو مسؤولية وانشغل بخصوصياته على حساب المهام والمسؤوليات التي نأمل لها أن تعلو وتسمو وتصير عالم الفعل والعمل والإنتاج..

من سيعيد إليّ النسخ التي احترقت ويرمم ما تبقى لتكون شاهدا على الجريمة والتحدي من أجل البقاء والخلود لإبداعنا؟ مبادرات لا نريد لها أن تموت بلا تفاعل.. دعوتي لكل من يحتفظ بورقة وسطر أن يصوره ويحيله لملف منشور حتى نجتمع ونوحد الجهد ونفرض الفعل الذي نريد على مؤسساتنا الرسمية..

كما أن الدعوة تثق بوجود عناصر جدية واعية في مؤسساتنا الرسمية وأن خططا للعمل والبناء ستتفاعل وتظهر بجهدها المميز المؤمل.. ولنا عودة ومتابعة.