الإحصاء السكاني في العراق-  فارس عبد الستار البكوع  -  محام عراقي

استكمالا للعملية الديمقراطية في العراق ولوضع الأمور في نصابها الصحيح تجري الاستعدادات حاليا لإجراء عملية التعداد العام للسكان في عموم العراق ولما لهذه العملية من نتائج مهمة وخطيرة تنعكس بالتالي على المسيرة السياسية للبلد مستقبلا وهو ينهض بعد سقوط نظامه السياسي في 9/4/2003 . والواجب يقضي أن تكون الاستعدادات لهذه العملية استعدادات جيدة وان يتم اختيار العناصر الكفوؤة والملمة بالعمل المناط بها . وقد استمعت لتصريحات السيدان وزيرا التخطيط السابق واللاحق حول هذا الموضوع وما هية الاستعدادات الجارية و كذلك ضرورات  تعاون المواطنون لغرض إنجاح هذه العملية وان يكون العداد و المواطن بحالة من الشفافية و الصدقية لتكون النتائج سليمة ويمكن الاعتماد عليها في إدارة هذا البلد المتعدد الأطياف .أتكلم عن ذلك بعدما سمعت إن الكثير من العوائل الكردية الساكنة في كرد ستان العراق تتعمد إحضار نسائها الحوامل للوضع في مستشفات الموصل بغية تثبيت مسقط راس المولود في الموصل أو كركوك رغم الإمكانيات الصحية الجيدة في مستشفيات كرد ستان و ضالة هذه الإمكانيات والخدمات في الموصل وكركوك وغيرها من إمكانيات العراق نتيجة تعرضها للسلب و النهب فضلا عن الأجهزة القديمة نتيجة الحصار .واعتقد ان ذلك واضح ألا وهو تثبيت مسقط راس المولود الجديد في هذه المدينة بالذات للأسباب اعتقد أنها لا تحتاج لكثير من الشرح .
عليه ينبغي أن تعالج مثل هذه الأمور المعالجة الصحيحة اللازمة وقناعتي أن أساليب أخرى ستمارس بغية التأثير على عملية التعداد وبالتالي على مسار الحياة السياسية للعراق اجمع. لغرض الوصول إلى غايات معروفة وفي اعتقادي ان هذه نتيجة طبيعية لعمليات التعداد السكاني السابقة حيث كثيرا من المعطيات والبيانات تم تغييرها من قبل الأشخاص آو السلطة ولغايات سياسية أو طمعا بأحد مكارم القائد أو لغرض الابتعاد عن أحد الالتزامات القسرية التي كانت تفرضها السلطة وقت ذاك
فعلى سبيل المثال الشبك وهم أقلية تقطن ضواحي الموصل غيرت قوميتهم إلى العربية تارة والى الكردية أخرى وكذلك الحال بالنسبة للجرجرية فقد كانت قوميتهم المثبتة في السجلات الإحصائية والمدنية هي العربية وكذلك الحال نفسه بالنسبة للطائفة اليزيدية علما ان لغتهم هي الكردية أما بعد انهيار النظام السابق اصبح اليزيديون والجرجريون من القومية الكردية ؟! وأمثلة كثيرة أخرى لامجال لذكرها تفصيليا في هذه الأسطر والمهم في هذا الخصوص ولغرض منع أي تلاعب بهذه العملية والتي سيترتب عليها الكثير من النتائج المهمة في التطورات السياسية والاجتماعية المرتقبة للعراق والتي حتما على ضوء نتائج العملية الإحصائية سيتحدد مصير الكثير من الأوضاع العالقة والشائكة وهذا يقتضي من وزارة التخطيط استعدادا يتناسب وهذه المهمة الكبيرة والخطيرة ولاسيما وان الموعد المقرر للتعداد قد اقترب وخاصة بعدما سمعت من خلال ما طرح في المؤتمر الوطني المنعقد حاليا ان العملية الإحصائية ستتناول مسائل الديانة والمذهب وليست القومية فقط .
أكيد ستظهرفروقات واضحة وكبيرة بين التعداد الحالي وسابقيه وأمنياتنا ان تكون هذه الاختلافات في مصلحة العراق ووحدته الوطنية وليست عوامل هدم وشرذمة وتقسيم للبلد وانما أدوات لتعزيز الوحدة الوطنية من خلال التمثيل الحقيقي لأطياف البلد في الدولة العراقية ومؤسساتها الدستورية
التعداد سابقا ولاحقا:
كان التعداد أيام النظام السابق يجري لاسباب عديدة ولكن من خلال تدقيق العمليات الإحصائية والبيانات المطلوبة والتي أهم نتائجها بالنسية لأي دولة هو توظيفها لأغراض تخطيطية وتنموية أي بمعنى أخر وضع الخطط التنموية وصياغة السياسة الاقتصادية الخارجية والداخلية للبلد وعلى ضوء التعداد السكاني وبياناته وصولا للرفاهية وتحقيق المدخولات العالية على مستوى الفرد أو المجتمع إلا ان النظام السابق كان همه الأول والأخير من جراء هذه التعدادات هو التركيز على النواحي الأمنية فقط ومعرفة أدق التفاصيل عن العائلة العراقية لأغراض أمنية بحتة وليس لإنعاشها ومعالجة مشاكلها الخانقة ولذلك نتطلع إلى عملية إحصائية متكاملة لخدمة العراق وتقوية اقتصاده ومركزه السياسي واقول بصراحة ان هذه العملية ستكون اكبر امتحان للحكومة ونأمل لها النجاح فيه ومن الله التوفيق